شجرة واحدة يمكن أن تخفف من حرارة الجو في المدينة.. كيف ذلك؟ 🌲

شجرة CC0
الأشجار تعمل على تبريد سكان المدن ومبانيها- CC0
  • عربي21- أحمد مريسي
  • الأربعاء، 28-07-2021
  • 08:38 ص
في أيام الصيف الحارة تكون أحد أفضل الأماكن للاسترخاء هي ظل الأشجار، هناك حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير، ويمنحك الظل برودة تنبعث من الأوراق.

أظهرت دراسة جديدة نشرت في Environmental Research Letters أنه حتى الشجرة الواحدة يمكن أن تخلق مناخًا محليًا أكثر راحة من عدم وجودها. الباحثون قاموا بركن سيارات تحتوي على أجهزة استشعار لدرجات الحرارة تحت ظلال الأشجار الموجودة في العاصمة واشنطن.

وعلى مدار يوم وليلة، جمع الفريق أكثر من 70 ألف قراءة لدرجة حرارة الهواء تحت ظل الأشجار في أماكن مختلفة في جميع أنحاء المدينة.



وبالمقارنة مع الأماكن التي لا تحتوي على أية أشجار على الإطلاق، كانت المناطق التي تحتوي على عدد قليل من الأشجار أكثر برودة في المساء.

حتى عندما غربت الشمس تمامًا وتوقفت الأوراق عن عملية النضح ، شهدت الأحياء التي تضم الأشجار درجات حرارة أكثر برودة طوال الليل.

يقول عالم البيئة مايكل ألونزو من الجامعة الأمريكية: "هناك الكثير من الأسباب الوجيهة لزراعة الأشجار، لكن دراستنا تظهر أنه لا ينبغي التقليل من الدور الذي يمكن أن تلعبه الأشجار الفردية في تخفيف الحرارة في المناطق الحضرية. يمكن لمخططي المدن الاستفادة من المساحات الصغيرة المنتشرة في المناطق الحضرية لزراعة الأشجار الفردية".

اقرأ أيضا: العلماء يحددون سبب ظاهرة نمو الأشجار ليلا 🌲

ومن المعروف أن الأشجار تعمل على تبريد سكان المدن ومبانيها، حيث تعمل نوعًا ما مثل مكيفات الهواء.

ومن الواضح أن الظل يلعب دوراً مهمًا في تقليل الإشعاع الذي يضرب الأرض ويسخنها، ولكن عملية نضح الأوراق في يوم حار يمكن أن يكون له تأثير أيضًا على درجات الحرارة المحلية.

إن كيفية قياس هذا التأثير أو نمذجته يعد تحديًا كبيرًا، خاصة عندما تكون هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا أساسيًا مثل مدى الظل والغطاء الأرضي والموسم ومدى صحة الأشجار وأي وقت من نهار اليوم.



على سبيل المثال في فترة ما بعد الظهيرة، وجدت بعض الدراسات أننا نحتاج إلى ما لا يقل عن 40% من الغطاء النباتي لتبريد منتزه ما. 

وفي الدراسة الجديدة تشير إلى أن في فترة مما بعد الظهيرة وجد الباحثون أن ظلال أشجار الغابات الكثيفة تبرد المنطقة بمقدار 1.8 درجة مئوية وهي نسبة أعلى من التقديرات السابقة.

ومع أنه لم يكن للأشجار المنفردة مثل هذا التأثير إلا أنه وفي المساء أحدثت الأشجار الفردية فرقًا. كانت الشجرة الواحدة التي يبلغ طولها 15 متر تلقي بظلالها على الأرض بامتداد 14 متر في فترة ما بعد الظهر. 

وبحلول المساء زاد ظل تلك الشجرة إلى 56 مترًا. وهذا يعني من الناحية العلمية أن مجرد القليل من الظلال يمكن أن يغطي نفس مساحة الأرض في الغابة الكثيفة بالأشجار بحلول نهاية اليوم.

عندما قام الباحثون بقياس درجات الحرارة لظلال هذه الأشجار الفردية التي تغطي 50 في المائة من مساحة ما، وجدوا أن الحرارة تنخفض بشكل ملحوظ - لتصل إلى 1.4 درجة مئوية على وجه الدقة.

وحتى بعد غروب الشمس عندما غطت ظلال الأشجار المتناثرة حوالي 20 في المائة فقط من المنطقة لاحظ الفريق تأثير التبريد.

اقرأ أيضا: تأثيرات الضوضاء السلبية على الأشجار تدوم مدة طويلة بعد توقفها 😥

في فصل الصيف يمكن أن تتحول المناطق الحضرية التي لا تحتوي على الكثير من المساحات الخضراء إلى جزر نارية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ سيجعل من الصعب على سكان المدن العثور على أماكن للراحة.

يقول ألونزو: "هذه الأشجار الموزعة تساعد المدينة على البرودة في المساء وهذا أمر مهم لصحة الإنسان".

وتعد زراعة الأشجار طريقة لتزويد هؤلاء السكان بمساحة ظل وفيرة حتى في حالة عدم وجود مساحة لزراعة الكثير من الأشجار، تشير النتائج الجديدة إلى أن شجرة واحدة ستفي بالغرض.
شارك
التعليقات