ابن كيران: خلو بيني وبين الملك.. لن تكمموا أفواهنا

بعدما نشرت بعض الصحف المغربية، مؤخرا، خبرا عن غضب العاهل المغربي محمد السادس عن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، نقلا عن “مقربين من القصر الملكي”، رد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران قائلا: “خلو بيني وبين الملك”.
 
 “خلو بيني وبين الملك”
 
 وتابع ابن كيران، اليوم الأحد في الملتقى الوطني لشبيبة حزبه، “قالوا إن الملك غضب علي.. أسيدي خرجو نتوما من هاد الموضوع بيني وبينو (خلو بيني وبينه).. أشتغل معه منذ مدة وأقول لهؤلاء البانضية (في إشارة لبعض المقربين من الملك) إذا غضب علي فعلا وأراد رحيلي من الحكومة فلن أزيد دقيقة واحدة”.وكانت بعض الصحف المغربية روجت خبرا عن غضب الملك على ابن كيران بسبب حديث الأخير عن وجود دولتين في المغرب واحدة ظاهرة ، والأخرى تشتغل في الخفاء؛ “الدولة العميقة” أو “التحكم” كما يسميها ابن كيران.
 
 وأوضح: “اشتغلنا تحت اشراف الملك والبلاد ظلت مستقرة وحققنا أمورا تاريخية.. هل يتضايقون من كلامي؟.. أنا سأسكت وأنتصر عليهم في الانتخابات لا حاجة إلى الكلام.. ملف التقاعد الذي تخاف منه الحكومات المتعاقبة استطعنا معالجته”.
 
 “لن تخوفونا”
 
 وتابع بنكيران مخاطبا من يتهمهم “بمحاولة التحكم في الحياة السياسية”: “لن تخوفونا.. وإذا أردتم شراءنا فإننا بعنا مالدينا لله.. “إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم بأن لهم الجنة..””.
 
 واستطرد: “مستعدون لفداء هاد المشروع بدمائنا وأرواحنا.. لا تخوفونا بالسجن ولا بأي شيء”، واستحضر قولة ابن تيمية “سجني خلوة ونفي سياحة وقتلي شهادة”.
 
 وخاطب حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة) :”يا قليلي الحياء تريدون أن توهموا الشعب المغربي بأن العدالة والتنمية سيهدد بالخروج إلى الشارع إذا لم ينجح في الانتخابات.. ونحن الذين تعقلنا في 20 فبراير.. وتعتقدون بأن الناس سيصدقونكم، وقد أرسلو لكم رسالة في 2015 (نتائج الانتخابات المحلية 2015) وسيرسلونها لكم في 2016 (الانتخابات البرلمانية القادمة)”.
 
 وقال”جاوبوني (أجيبوني) البانضية ويا مجتمعي الليل.. واش (هل) حزبا أسستموه بعدما جمعتم له عددا من الناس فضحوكم فيما بعد في الإعلام بأنكم جئتم لمحاربة العدالة والتنمية”.
 
 وتابع تقريعه لحزب الأصالة والمعاصرة ومن خلفه: “هل تعتقدون أن حزبا مثل هذا مكنتم له بالقوة في 2009 وفي 2011 (الربيع العربي) بدأ يرتعد.. وهرب قبل (الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين) بنعلي، ورجع فيما بعد (في إشارة إلى إلياس العمري أمين عام الأصالة والمعاصرة) ليخبرنا بأن الدولة قالت اترك العدالة والتنمية يربح الانتخابات.. قل الحقيقة كف عن الكذب يا كذاب”.
 
 العلاقة بالملك
 
 وعن عدم مشاركة حزب العدالة والتنمية في احتجاجات 20 فبراير 2011، قال ابن كيران: “نساند حركة الشارع في المطالبة بالإصلاحات لكن في نفس الوقت لا نغامر بوطننا ولا نغامر بملكيتنا.. الحفاظ على الملكية مهمة وطن ومهمة مواطنين قبل أن تكون مهمة الملك”.
 
 وشدد على أن العلاقة التي تربطه بالملك هي النصح “ الذي نستمده من مرجعيتنا.. الملك يتمتع بحب شعبه وفي وقت الاعداد لدستور 2011 الخصوص راسلت الملك بخصوص القداسة في الدستور وأجابني بأن القداسة لله والعصمة للأنبياء..عاش الملك وليحاسبني الله إن كان في نيتي الغدر به”.
 
 “هذه طريقتي في فهم الولاء للسلطان ولن يمنعنا أحد من الكلام .. أولائك الذين يطلبون منا السكوت، الله أعلم بما يردون بهذا البلد.. أما نحن فلا نعرف المكر والخديعة”.
 
 العلاقة بالخارج
 
 ورد ابن كيران على اتهامات الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي (معارضة) ادريس لشكر الذي سبق أن اتهمه العدالة والتنمية بتلقي المساندة من أمريكا، وعلى الاتهامات التي تربطه بتنظيمات خارجية.
 
 وقال “نريد علاقة مع أوروبا والغرب لكن ليس بمنطق الاستعمار الذي ولى نحن شركاء، هذا ما أقوله دائما للمسؤولين الأوروبيين الذين يزورون المغرب. لا نخاف من العالم لأن ما عندنا هو الأقوى”.
 
 وتابع “أطلب من الأجهزة الأمنية التي تراقب الوطن إذا كانت لديهم حجة واحدة تربط حزبنا بأي تنظيم أو دولة فلتتفضل، ونحل هذا الحزب”.
 
 وقال صارخا: “نحن لسنا إخوان مسلمين، لا نتبرأ منهم، ولكن نحن حزب العدالة والتنمية، وحركتنا التي جئنا منها هي التوحيد والإصلاح، لا نتبرأ منها هذه أمنا.. الحمد لله اليوم كبرنا ولا نبقى تحت حضن الأم.. وبيننا المودة.. يريدون منا تغيير جلدنا”.
 
 وحث أعضاء حزبه على الجد والعمل إذا أرادوا لحزبهم ولاية ثانية في الحكومة قائلا: “المهم أن يأتي الحزب هو الأول آنذاك سيكون رئيس الحكومة منه.. إذا أراد جلالة الملك أن يختار ابن كيران له واسع النظر وإذا أراد شخصا آخر من الحزب فنحن لا نبتزه.. اشتغلوا”.
 
 “بقيت لكم شهران على الانتخابات قوموا بواجبكم في إقناع المغاربة بالتصويت على حزبكم.. والناس الذين لا يريدون التصويت على العدالة والتنمية هناك أحزاب يسارية تواجه أيضا التحكم”.