توقع أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت الذي عينه العسكر بعد الانقلاب (عدلي منصور)، أن تكون زيارة الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، إلى إسرائيل، التي اختتمها الجمعة الماصي، إيذانا بقيام المملكة العربية السعودية بافتتاح سفارة لها في تل أبيب، وفق قوله.
واستشهد المسلماني بما صرح به عشقي في الزيارة من أنه إذا تم قبول المبادرة العربية من الجانب الإسرائيلي، فستقيم السعودية سفارة لها في “إسرائيل”.
ووصف المسلماني في برنامجه “الطبعة الأولى”، عبر فضائية دريم، مساء السبت، اللواء عشقي بأنه أول جنرال سعودي يزور إسرائيل، معتبرا أن زيارته لإسرائيل “حدث فارق، وفي منتهى الخطورة”، بحسب تعبيره.
وأوضح أن عشقي التقى في حزيران/ يونيو 2015 بمجموعة من المسؤولين الإسرائيليين علنا في واشنطن، بعد سلسلة لقاءات سرية، وأنه قفز أخيرا بالعلاقات، وتوجه إلى تل أبيب، والتقي بمجموعة من رؤساء الأحزاب وأعضاء في الكنيست ومسؤولين بالخارجية الإسرائيلية.
وطالب “مستشار العسكر” الإعلام السعودي بأن يضع النقاط فوق الحروف، بالنسبة للزيارة، مشيرا إلى أنها أثارت جدلا كبيرا جدا.
ولاحظ المسلماني أن “عشقي” عندما رجع إلى السعودية من “إسرائيل” لم يتم توجيه اللوم إليه، ولم يهاجمه الإعلام السعودي، ما يُفهم ضمنا أنه قام بالزيارة بضوء أخضر من المملكة العربية السعودية، وفق وصفه.
وشدد المسلماني على أن الزيارة تثير لغطا في الأمة العربية كلها، لأنها تدرك حجم العدوان الإسرائيلي على أهالينا في فلسطين، والشعب الفلسطيني، وحروب إسرائيل الظالمة في المنطقة، وسطوتها على الأرض العربية، بطريق الاستيلاء غير الشرعي، حسبما قال.
نصر إسرائيلي بلا حرب
وتساءل المسلماني: “هل من المناسب تعزيز دور إسرائيل في هذه المرحلة ؟ أم أنه من المناسب حصار دور إسرائيل حتى لا تكون في وضع “نصر بلا حرب”، وفق طرحه.
وفي البداية تساءل: هل تفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل؟
ووصف السؤال بأنه يبدو صادما، مشددا على أن الإعلام طرح السؤال، وأن أنور عشقي أجاب بـ”نعم”.
وبعد أن تحدث عن تاريخ الجنرال السعودي، وعمره، وعمله المخابراتي السابق، مؤكدا صلته القوية بالمؤسسات الأمنية السعودية، أوضح أنه بدأ يقابل مسؤولين إسرائيليين في السنوات الأخيرة، ثم نقل تلك اللقاءات من السرية إلى العلنية، ثم انتقل في الأسبوع الأخير إلى تل أبيب، وقابل مسؤولين إسرائيليين كبارا أبرزهم مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي ألف كتابا ضد السعودية عنوانه “مملكة الشر”.
ونقل المسلماني عن عشقي تصريحاته خلال الزيارة التي أكد فيها أنه إذا قبلت إسرائيل المبادرة العربية التي أعلنتها القمة العربية في بيروت عام 2002 فستفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل.
وأشار إلى أن الصحيفة الإسرائيلية “جيروزاليم بوست”، ذكرت أنه عندما تم سؤاله: هل ممكن أن تفتح السعودية سفارة لها في تل أبيب، أجاب: “نعم إذا قبلت إسرائيل المبادرة العربية”.
واعتبر المسلماني أن المبادرة تعدّ استكمالا لمفاوضات كامب ديفيد، مشيرا إلى قول عشقي: “إذا وافق نتنياهو على المبادرة العربية فستفتح الرياض سفارة لها في تل أبيب”.
وهنا علق المسلماني بالسؤال: هل الحكومة السعودية موافقة على أن يزور عشقي إسرائيل، ويقول هذا الكلام.. أم أن السعودية ليس لها علاقة بالموضوع؟
وأجاب: “هناك تفسير يقول إن الحكومة السعودية ليس لها علاقة، وإن “عشقي” باحث وضابط مخابرات سابق ورئيس مركز دراسات وشخصية مستقلة وعنده وجهات نظر، وزار إسرائيل، وقالها هناك، على مسؤوليته الشخصية”.
وأردف: “هناك كلام ثان أنه لا يجرؤ ضابط مخابرات سعودي برتبة لواء على أن يذهب لإسرائيل بدون موافقة الحكومة السعودية”.
والأمر هكذا، تساءل المسلماني: “هل تستطيع السعودية أن تتحمل فكرة التطبيع مع إسرائيل في هذه الظروف، أو أن تفتح سفارة لها في إسرائيل؟
وتابع تساؤلاته: هل تستطيع السعودية من الناحية السياسية والإعلامية أن تستقبل رؤساء أحزاب إسرائيلية أو أعضاء كنيست إسرائيليين أو سفراء أو أعضاء أو مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية.. في الرياض؟
ولاحظ المسلماني أيضا أن عشقي اصطحب معه خلال الزيارة “وفدا كبيرا جدا” من الأكاديميين ورجال الأعمال السعوديين.
وتساءل: لماذا اصطحب معه رجال أعمال سعوديين إلى إسرائيل؟ هل هذا معناه تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل والسعودية؟ وهل هذا معناه استثمارات متبادلة بين الجانبين؟
وأخيرا، شدد المسلماني على أن ما حدث “ليس عملية تطبيع فردية”، وفق قوله.