أظهر تقرير لجهاز الإحصاء الإسرائيلي صدر في 1 تموز/يوليو الجاري، تزايدا واضحا في معدلات السياح العرب القادمين إلى “إسرائيل” في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 11 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم، حيث وصلت أعدادهم من بداية العام الحالي إلى 15 ألفا و800 سائح، مقارنة بـ14 ألفا في العام الماضي، وتصدرت مصر قائمة الدول العربية بـ7600 سائح، وتلتها الأردن بـ6300، ثم المغرب بـ1300.
وكان جهاز الإحصاء الفلسطيني قد نشر تقريرا في حزيران/يونيو، أظهر تراجعا في نشاط السياحة العربية لفلسطين بنسبة 23 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم، حيث وصل عدد السياح 55 ألفا، مقارنة بـ70 ألف سائح في الفترة ذاتها من العام المنصرم.
وقال مدير عام السياحة الداخلية في وزارة السياحة الفلسطينية، رزق الحلو، إنه “لا يمكن المقارنة بين النشاط السياحي الفلسطيني وبين ونظيره الإسرائيلي، نظرا لفرض إسرائيل الحصار وإغلاق المعابر بشكل دائم في المناطق الفلسطينية بحجة الأمن، مما يجعل من الصعوبة بمكان قدوم وفود سياحية من الخارج”، مشيرا إلى أن “قوة شركات السياحة الإسرائيلية ساهمت بمنح قطاع السياحة الإسرائيلي تفوقا واضحا على نشاط السياحة الفلسطيني”.
وأضاف لـ”عربي21" أن هناك “تقصيرا واضحا من قبل السفارات الفلسطينية بالخارج، في تشجيع النشاط السياحي الفلسطيني”، موضحا أن “ما قدمته هذه السفارات من جهد؛ لا يرقى إلى الحد الأدنى من المسؤولية الواقعة عليها، على عكس نشاط السفارات الإسرائيلية التي تقوم بنشاطات متكاملة لدعم هذا النشاط في الاقتصاد الإسرائيلي”.
قبلة سياحية
وتُعد “إسرائيل” قبلة سياحية للعديد من سياح العالم، لمكانة المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، فقد أدرجت منظمة السياحة العالمية السياحة الدينية في “إسرائيل” ضمن المراتب الخمس الأولى على مستوى العالم، واحتلت السياحة العلاجية في المرتبة الثالثة عالميا.
من جهته؛ قال الحاج أيمن بسيسو، أحد ملاك إحدى شركات السياحة في فلسطين، إن “سبب ازدهار السياحة العربية بإسرائيل في السنوات الأخيرة؛ يرجع لعدة عوامل، لعل أبرزها الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها شركات السياحة الإسرائيلية، حيث إنها توفر دليلا سياحيا يتولى عملية توجيه السياح العرب إلى الأماكن الأثرية والدينية، إضافة إلى خبرة هذه الشركات، ودعم الحكومة المتواصل لها”.
وأضاف لـ”عربي21" أن “الارتباط الجغرافي والاجتماعي بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، وتحسن العلاقات السياسية؛ ساهما في تطور هذا النشاط في السنوات الأخيرة”.
السياحة والاقتصاد
وتشكل صناعة السياحة في “إسرائيل” أحد الأركان التي يقوم عليها اقتصادها، حيث تشير إحصائيات وزارة السياحة الإسرائيلية، إلى أن عدد السياح وصل في العام المنصرم 2015، إلى 2.7 مليون سائح، وتقدر أعداد العاملين في هذا القطاع بقرابة 85 ألف عامل، يساهمون بـ16 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لـ”إسرائيل”.
وأوضح الخبير الاقتصادي الفلسطيني، نهاد نشوان، أن “منظومة دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل على زيادة التطبيع مع دول الشرق الأوسط، وخصوصا العربية منها، من خلال عدة أساليب تناسب كل مرحلة منها، بداية بالتبادل التجاري، مرورا بفتح الأسواق أمام العمالة الوافدة، وليس آخرها فتح أبواب السياحة تحت شعار رفعته الحكومة الإسرائيلية منذ الثمانينات باسم (السياحة عنوان السلام)”.
وقال لـ”عربي21" إن “إسرائيل تستخدم الإعلام الموجه كوسيلة لترويج الأماكن الأثرية والدينية والثقافية، كبلد يؤوي المسلمين والمسيحيين واليهود، مما يكسبها تعاطفا شعبيا من قبل هذه الدول، ويزيد من معدلات السياحة لها”.