قضايا وآراء

إخوان الأردن.. قيادةٌ منتهية الولاية!!

عبد الله فرج الله
1300x600
1300x600
الإصرار على إجراء العملية الانتخابية الداخلية لمجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، رغم صدور قرار من الحكومة الأردنية بمنع إجراء هذه الانتخابات، قاد الجماعة لجملة من المصاعب، التي أصابتها بما يشبه الشلل التام، الذي أقعدها عن المضي في إتمام برنامجها، في تحدي قرارات الحكومة، فكان هذا الإصرار سببا في إغلاق المقرات، الأمر الذي أربك المشهد الإخواني كثيرا، وجعلهم أمام خيارات صعبة في التعامل مع هذه الأزمة.

ثمة أمر داخلي غير ملتفت إليه من قبل كثيرين، أن نتائج الانتخابات، والتي حُرص على أن تكون في أغلب الشعب بالتزكية، جاءت على غير توقعات القيادة المنتهية ولايتها، والتي تصر على البقاء في مواقعها، وتتحجج بعدم دعوة الشورى المنتخب، لممارسة مهامه، كي يقرر في شأن المرحلة القادمة، تتعذر بالظرف الأمني، الذي كان حاضرا بقوة، منذ شهور طويلة، وكانت تتعمد هذه القيادة تناسيه، وتجاوزه، تتعلل به الآن مؤكدة لجوءها إليه مضطرة حتى لا تتفاقم الأمور أكثر، في الوقت الذي لا تتورع فيه هذه القيادة- المنتهية ولايتها- عن القيام بأعمال بنظري لا تقل أهمية وخطورة عن دعوة المجلس، ليمارس مهامه، مثل دعوات الطعام، التي يقيمها بعض أفراد الجماعة أو أنصارها في بعض العشائر الأردنية، ومن ثم استخدامها كاستفتاء على شرعية الجماعة الوطنية والشعبية، مما يؤدي إلى مزيد من التضييق، وتفاقم الأزمة، على نحو ما حدث مؤخرا، حين تم إغلاق المقر التاريخي للجماعة، بعد دعوة لبتها هذه القيادة عند بعض عشائر بني حسن الكرام.

بل من الملاحظ أن هذه القيادة تصر على أن ترسم ملامح المرحلة القادمة، متجاهلة أو متناسية أن دورها قد انتهى، وأنه ليس من حقها أن تتصل بأي جهة رسمية أو شعبية، بشأن المرحلة القادمة قيادة أوتصورا، إلا أن تقدم مقترحات في ذلك، تضعها بين يدي المجلس المنتخب، لأن الأمر كله الآن منوط بالمجلس المنتخب، الذي حتى هذه اللحظة وبعد مرور ما يزيد على شهرين من اكتمال عملية الانتخابات يعاني من إهمال واضح، وربما لا أكون مخطئا إن قلت مقصودا، فقد أسر لي بعض أعضائه الجدد أن ثمة كولسة تجري في الخفاء، لضمان قدوم اثنين من القيادة الحالية المنتهية ولايتها؛ لعضوية المجلس ضمن الخمسة المتممين للمجلس، وهو إجراء متبع قبل انتخاب قيادة الجماعة.

باعتقادي أن إحساس القيادة -المنتهية ولايتها- أن الرياح ليست باتجاههم، هو الذي يحول دون انعقاد المجلس المنتخب للنظر في شأن الجماعة، هل ينتخب الخمسة؟ هل ينتخب القيادة؟ هل يتخذ إجراءً آخر يراه أكثر مناسبة للظرف الحالي؟!

هذه القيادة - في الحقيقة- كانت تتذرع بالشرعية، في إكمال وقتها، وبعد أن أكملته، واستوفت حقها كاملا، بأي شيء تتذرع الآن في التغول على الشرعية المنتخبة؟ وهي التي كانت تدعي أنها حامية الشرعية، والمدافع عن حصونها، وتطالب الآن بالتمديد لها وللمجلس السابق، علماً أننا نصحنا من قبل بعدم إجرائها، والتمديد لهذا المجلس لاتخاذ ما يراه مناسباً، في ظل الظرف الأمني الصعب.. لكنها أصرت على إجرائها التزاماً منها- كما ادعت- باللوائح والنظم الداخلية... واليوم تتذرع بعدم دعوة الشرعية للاجتماع بالظرف الأمني، الذي كان قائماً أصلاً، وكانوا سبباً في تفاقمه، ولم يولوه الاهتمام اللازم، ولطالما تحدثوا وتغزلوا بسلامة الوضع، مؤكدين أن الجماعة في أحسن أحوالها، نعم، لم تخرجهم كل المعطيات السابقة من حالة النكران التي كانت مسيطرة على تفكيرهم، التعلل الآن بالوضع الأمني، أراه خديعة جديدة، حتى تستمر هذه القيادة في السيطرة على الجماعة، وتسيير أمورها، حسب ما يريدون، فقد بلغني عن أحد أعضاء هذه القيادة قوله: إنهم يسلمون الجماعة وهي في أحسن أحوالها!!!

وأعتقد أن المسؤولية كلها اليوم تنحصر في عنق المجلس المنتخب، الذي يجب عليه أن يخرج عن صمته، ويقوم بدوره، أمام الله والأمة، والوطن والذين انتخبوهم، كي يتخذوا الوجهة التي تخدم الجماعة، ببصيرة وتؤدة، لعل الله يجعل من بعد ضيق فرجاً، وأن يحققوا ما عجز عن تحقيقه الذين سبقوهم.
14
التعليقات (14)
عبدالله زياد
الخميس، 19-05-2016 12:11 م
أدب يا عبدالله فرج الله مع القيادة جماعة طعنتها في الظهر وأكلت أصولاً لها و أرباح 5 سنوات من بعض إستثماراتها وهربت لتركيا بعد أمنتك عليها دعوتك وإقرارك بذلك لا تأتي لتنظر عليها بكلام أمني غير دقيق و تضليل للناس والمحبين.
صايل عبدالرحمن
الأربعاء، 18-05-2016 12:16 م
هذه اللحظة التاريخية أدعى أن تسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية ..إذ لا خداع ولا تدليس ولا تلبيس.. فالأستاذ عبدالله فرج الله عنوان من عنا وين تصحيح المسار وتشخيص المخبوء ..
زياد التل
الثلاثاء، 17-05-2016 07:39 م
كلامٌ يدمي القلب اللهم اهدينا فيمن هديت
...
الثلاثاء، 17-05-2016 01:05 م
إنداري
أحمد السيكاوي
الثلاثاء، 17-05-2016 12:28 م
يظهر من كلامك دكتور وللأسف ان الجماعة بقيادتها (المنتهية ولايتها ) على حد زعمك عبارة عن مافيا وقطاع طرق وجماعة يستغلون امناصب ويطمحون اليها مع ان من الواضح خلاف ذلك لن أطيل ولكن اعتقد ان الحكم فيه بعض من الجور غفر الله لنا ولكم