معهد واشنطن: ماذا وراء محاكمات الإرهاب والإعدامات بالسعودية؟
لندن - عربي2116-Jan-1611:43 PM
0
شارك
نفذت السعودية الإعدام بحق 47 مواطنا بداية الشهر الجاري - أرشيفية
قالت الباحثة في معهد واشنطن، المتخصصة بسياسة دول الخليج العربي، لوري بلوتكين بوغارت، إن عمليات الإعدام التي نُفذت في أوائل كانون الثاني/ يناير بالسعودية، جاءت بعد تصاعد الإدانات العلنية لمقاتلين سعوديين في الخارج، والتي كانت قد بدأت في أواخر عام 2013، وفقا لبعض التقارير".
وأضافت في ورقة بحثية لها، أنه قبل نحو ثلاثة أعوام "كانت بواعث القلق تتزايد بشأن عدد المواطنين السعوديين الذين كانوا يغادرون البلاد للتوجه إلى ساحة القتال السورية، واحتمال توجيه جهودهم نحو التخطيط لهجمات إرهابية في ديارهم في المملكة".
وبحلول آذار/ مارس عام 2014، كانت الرياض قد أعلنت عن اكتشاف أعضاء سعوديين في تنظيم الدولة في سوريا يتعاونون مع سعوديين داخل المملكة؛ لتدبير مؤامرات ضد الحكومة. ومنذ أواخر عام 2014 شنّ سعوديون وغيرهم من ذوي الصلة بتنظيم الدولة داخل المملكة حملة إرهابية واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، شملت تفجيرات مساجد؛ تسببت بسقوط قتلى.
وقالت: "يشكّل تنفيذ أحكام الإعدام بحق ثلاثة وأربعين فردا متصلا بمؤامرات قديمة لتنظيم القاعدة أحدث تكتيكات محاربة الإرهاب في المملكة العربية السعودية. وكما فعلت الإعلانات التي صدرت مؤخرا عن إدانة المقاتلين والمتشددين، تبعث أحكام الإعدام برسالة إلى السعوديين مجددا بأنّه لن يتم التغاضي عن النشاطات الإرهابية، سواء تلك الصادرة عن تنظيم الدولة أو غيره داخل المملكة".
فكما حذّرت وزارة الداخلية السعودية عندما أعلنت للمرة الأولى عن أحكام الإعدام بقولها: "أي شخص يحاول [ارتكاب] ... هذه الجرائم الإرهابية الإجرامية، سينال العقوبة القانونية نفسها".
وأوضحت أنه "عند النظر في إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، من المهم أن نأخذ في الاعتبار المخاوف السعودية المذكورة أعلاه بشأن إنشاء محكمة الأمن في وقت مبكر. وربما كان من الأسباب الرئيسية لإدراج الشيخ وثلاثة شيعة سعوديين آخرين في مجموعة الأفراد السبع والأربعين هو "تحقيق التوازن" إزاء إعدام السنة الثلاث والأربعين المرتبطين بتنظيم «القاعدة». وقد شمل ذلك تهدئة استجابة المحافظين المتشددين في المملكة من جهة، والتقرب من المواطنين ذوي الأغلبية السنية الأوسع في المملكة من جهة أخرى".
وبينت أنه "لربما كان الجانب التحذيري لعملية إعدام الشيعة الأربعة هو بعث رسالة ثانوية هامة للناشطين الشيعة السعوديين (وغيرهم). فالقلق مرتفع بشأن احتمال تكثيف إيران لأنشطتها المزعزعة للاستقرار في العالم العربي، بما في ذلك في دول الخليج. وهناك عدد من الشيعة الآخرين غير المدرجين بين السبع والأربعين ما زالوا على ذمة أحكام بالإعدام، علما أنّ بعضهم كانوا قاصرين وقت إلقاء القبض عليهم".
وقالت إن "هناك تحديات خارجية خطيرة بقيادة إيران تُقلق الرياض. ومع ذلك، يبقى الأمن والاستقرار الداخليان على رأس أولويات السعودية، وقد نُفذت عمليات الإعدام أولا وقبل كل شيء لكي تبعث البلاد برسالة إلى شعبها في الداخل. وبالإضافة إلى تحذير الناشطين وغيرهم، لربما جاءت عمليات الإعدام استجابة بصورة جزئية لضغوط محلية داعية إلى إظهار صرامة تجاه التطرف، وعلى وجه التحديد، لمن يحاول التكهن سبب عدم تنفيذ العقوبات ضد المدانين التابعين لتنظيم «القاعدة» من قبل".
كما قد تكون القيادة قلقة أيضا بشأن ضعف الدعم داخل المملكة للحرب في اليمن. وبينما تخفض الرياض الإعانات الحكومية، وتستعد لفرض رسوم غير مألوفة في الداخل بسبب التراجع الكبير في عائدات النفط، سوف تتخذ المملكة تدابير أخرى للحفاظ على الأمن.