ريف إدلب - عربي21 - أمير عبد القادر09-Jan-1605:56 AM
0
شارك
بيع الكهرباء مهنة جديدة تلبي حاجة السكان في مناطق الثوار في سوريا
تعيش المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في ظلام دامس بعد أن قطع النظام عنها الطاقة الكهربائية، إلى جانب جميع الخدمات الأساسية، فلجأ أهلها إلى أساليب بديلة، كمولدات الكهرباء وبطاريات السيارات التي يتم شحنها عن طريق المولدات لتشغيل الأضواء التي تساعد على إنارة جزء بسيط من المنزل، قبل أن يصبح بيع الكهرباء مهنة جديدة في هذه المناطق.
وتعمل المولدات الكهربائية على الوقود الذي تعاني المناطق المحررة أيضا من شُح كبير فيه وارتفاع بأسعاره. أما بطاريات السيارات التي يُعتمد عليها أغلب الأوقات، فلا تشغل إلا الحد الأدنى من أضواء ضعيفة تساعد الإنسان على رؤية طريقه لا أكثر. لكن بعض القرى في الشمال السوري وجدت حلا لمشكلة الكهرباء عند "بائع الأمبيرات" كما يسميه الناس هناك.
ويعتمد بائع الأمبيرات على مولدة ضخمة تقوم بتوليد الكهرباء باستطاعات كبيرة، بعد أن يتم استبدال القسم الميكانيكي من المولدات العادية بمحرك سيارة شاحنة زراعية ضخمة، ليتم توزيع هذه الاستطاعة الكبيرة من الكهرباء على عدد من البيوت لقاء اشتراك شهري وأسعار محددة.
وقد نشأت هذه الفكرة بداية بعد أن كان أصحاب المهن يستخدمون في أعمالهم هذه المولدات الضخمة، لتشغيل الآلات الضخمة مثل "أبو رياض" الذي يعمل نجارا، ويستخدم المولدة لتشغيل المنشرة الكهربائية، في جبل الزاوية بريف إدلب.
ويقول أبو رياض لـ"عربي21" : "كان لدينا مولدة ضخمة نستعملها في محلنا لتشغل الآلات التي تشكل الخشب، ومن هنا خطرت ببالنا فكرة استخدام هذه المولدة لتخديم بيوت القرية، فهي تنتج استطاعات كبيرة من الكهرباء بإمكانها تشغيل العديد من الأدوات الكهربائية في عدد كبير من البيوت".
ويضيف أبو رياض: "بدأت بتوصيل الكهرباء إلى بيتي وبيوت أقاربي الذين أعجبتهم الفكرة، فطلبوا مني أن أستمر بها لقاء تشاركنا على ثمن الوقود الذي تستهلكه المولدة".
وقد كان أبو رياض يقدم الخدمة بتكاليفها، لكن مع توسعها وإقبال الناس عليها أصبحت مهنة ومصدر رزق له، فقام بشراء أكثر من مولدة ليخدم من خلالها بيوت الحي الذي يسكن فيه، وقام بتصنيع لوحات كهربائية يوزع من خلالها الكهرباء على البيوت، ويحدد الكمية الواصلة إلى كل منزل وساعات الخدمة.
راحة وتنظيم
ويتم بيع الأمبير الواحد بـ1200 ليرة سورية، أي ما يعادل 3 دولارات أمريكية. وهذه الكمية تكفي لتشغيل إنارة منزل ومبرد لحفظ الطعام بداخله، حسب ما قاله أحمد الأحمد الذي يشتري الكهرباء من أحد الباعة في ريف إدلب.
يقول أحمد لـ"عربي21" إنه يشعر بالراحة بسبب هذه الخدمة التي وفرت عليه عناء تشغيل المولدة ومراقبتها ومتابعة أعطالها، إضافة إلى صوتها المزعج، في بيته. فبعد أن اشترك بخدمة الأمبيرات أصبحت لديه مواعيد محددة للكهرباء ينظم وقته طبقا لها، كما أصبح يستطيع تشغيل البراد الذي لم يكن يشغله على مولدة البنزين.
ويضيف أحمد أن هذه الخدمة أشعرته بعودة الكهرباء النظامية، فهي "لا تنقطع بشكل مفاجئ، ولا تضعف. كما أنها توفر ثمن المولدة الخاصة به. وقد ساهمت هذه الفكرة بتخفيف أزمة الكهرباء في كثير من قرى ريف إدلب، حيث أصبح شراء الكهرباء من أساسيات الحياة بالنسبة للسكان هناك".