قضايا وآراء

متضامنون لوجه الحق!

عصام تليمة
1300x600
1300x600
يد الظالم تمتد لكل من تطاله، سواء عارضه مباشرة، أو تعارضت مصلحة نظامه الظالم مع توجه هذا المخالف له، يتضح ذلك بجلاء في الاعتقالات الأخيرة التي قام بها الانقلاب العسكري في مصر، والتي طالت أخيرا: الأستاذ هشام جعفر، والأستاذ حسام الدين السيد، والأستاذ إسماعيل الإسكندراني.

أعرف من الثلاثة السابق ذكرهم، الأستاذ هشام جعفر، وهو باحث متمرس، وصاحب فكر متميز، وجهد علمي ووطني ملموس، اتضح ذلك من خلال إدارته لتحرير موقع (إسلام أون لاين)، والذي كان يدار من القاهرة، لعدة سنوات، بلغتين العربية والإنجليزية، ثم فجأة أغلق الموقع، الذي كان فيه أشهر وأكبر موقع عربي، ومن المواقع الكبرى على مستوى العالم، شهد بذلك القاصي والداني، وكان أحد أعمدة هذا الموقع الكبير هشام جعفر، المعروف بنشاطه في هذا المجال وغيره من مجالات البحث العلمي، وبعدما أغلق الموقع لم يتوقف نشاط هشام جعفر، فأكمل مسيرته في مجال البحث بكل ما يفيد الوطن، كشأن كل مهتم بمصر وإصلاح حالها، ونال ثقة الجميع واحترامهم، سواء على مستوى الحركات الوطنية بكل مستوياتها: إسلامية ومدنية، أو على مستوى خصومها، فحتى أشد الناس عداء للإسلام السياسي كعلي جمعة، مفتي مصر السابق، والمعروف بمواقفه المخزية دينيا، وتأييده للانقلاب العسكري وسفكه لدماء الأبرياء، كانت المؤسسات الخيرية التي يمتلك علي جمعة فيها كلمة ومسؤولا عنها تتعاون في مشروعات مع هشام جعفر ومراكزه، وأعتقد أن شخصا ينال هذا التقدير من الجميع لا يختلف أحد على جهده، وحبه لوطنه، وخدمته له، وخدمة قضاياه.

أما حسام السيد، فقد عرفته عن طريق موقع (إسلام أون لاين)، فقد كان مسؤولا عن القسم الثقافي والفني فيه، وخطا فيه خطوات قوية، إلى آخر جهوده، فك الله أسره وأسر الجميع. أما ثالثهم فهو إسماعيل الإسكندراني، ولم أتشرف بمعرفته معرفة شخصية، لكني كنت أتابع بعض أنشطته، وكتاباته. وكنت أتفق مع ما يكتب وأختلف، شأن كل صاحب رأي، لا ينال إجماعا مهما كان صواب ما يكتب، وكذلك حسام السيد وهشام جعفر، رغم صداقتي لهما، كنت أتفق وأختلف معهما في بعض القضايا، ويسعنا حبنا لوطننا أن نختلف في التوجه السياسي والثقافي وغيره، لكن ما لا أختلف فيه أبدا حولهم أو معهم، هو عدم القبول باعتقالهم، أو الصمت عن حقهم في استرداد حريتهم، وفك أسرهم من نير هذا النظام الغاشم، وهو ما قمت به من قبل بكتابتي أني متضامن مع علاء عبد الفتاح وأحمد دومة، وأحمد ماهر.

علينا ألا نسمح لفساد النظام العسكري أن يلوث ضمائرنا، أو إيماننا بحق كل إنسان في ألا يظلم، مهما كانت مساحة الاختلاف بيننا وبينه، يكفينا أنه معتقل ومظلوم، ويكفينا أنه مختطف خارج إطار القانون، وهو ما أتمناه من الجميع ألا نسمح بهذه الثقافة المسمومة أن تغرس في محيطنا الثقافي والديني، أن نقيم مواقف من ندافع عنهم بمدى قربهم وابتعادهم منا، أو من قضايانا، لأننا سنلقى الله ونحاسب على أدائنا ومواقفنا نحن، ولن نحاسب على مواقف الآخرين، كما أن الإسلام يأمرنا بأن نكون قوامين بالقسط مع القريب والبعيد، مع الموافق والمخالف، فلا نكون (إمعة)، نحسن من يحسن، ونسيء لمن يسيء، أو من ليس على منهجنا، بل أمرنا أن نقف ضد الظالم، مهما كانت ديانة المظلوم، فعندما اتهم يهودي في حادثة سرقة، وكان السارق مسلما، والمظلوم يهوديا، نزل القرآن ينصفه، ويأمر المجتمع الإسلام بعدم خذلان المظلوم، فقال تعالى: (إنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) النساء: 105.
1
التعليقات (1)
الاحلام الغائبه
الإثنين، 07-12-2015 07:15 ص
والله الخلاف لا يفسد للود قضيه