روسيا تستثمر هجمات باريس وتدعو الغرب للتوحد معها بسوريا
موسكو - رويترز15-Nov-1508:30 AM
0
شارك
موسكو تسعى للخروج من أزماتها عبر مشاركتها بائتلاف دولي ضد تنظيم الدولة - تويتر
قال ساسة روس يوم السبت إن هجمات باريس أكدت ضرورة إنهاء الغرب والكرملين خلافاتهما وتوحيد الصف، للقضاء على تنظيم الدولة في سوريا، وهي استراتيجية تحث عليها موسكو منذ أشهر دون جدوى.
ويريد الكرملين الذي يواجه مشكلات اقتصادية ويترنح من أثر تراجع أسعار النفط وهبوط الروبل وتقلص أرصدة الاحتياطي والعقوبات التي يفرضها الغرب عليه بسبب أزمة أوكرانيا، أن يكف الغرب عن محاولة عزل روسيا والتوحد معها بدلا من ذلك ضد ما يصفه بأنه عدو مشترك وهو التطرف الإسلامي.
وأدانت روسيا ابتداء من الرئيس فلاديمير بوتين، هجمات باريس دون تحفظ وقالت إنها تأمل بأن تؤدي إلى حدوث التغيير الجذري الذي تنشده.
وقال بوتين في بيان: "من الواضح أنه من أجل محاربة هذا الشر بشكل فعال فإننا نحتاج إلى جهود مشتركة حقيقية من قبل المجتمع الدولي كله"، وهو موقف كرره رئيس الوزراء ووزير الدفاع الروسيان.
وقال سيرجي سوبيانين وهو حليف وثيق لبوتين ورئيس بلدية موسكو، إن هذه الهجمات "سبب آخر لتعزيز المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، في حين قال أليكسي بوشكوف وهو نائب كبير ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الروسي إنه يأمل في أن يؤدي هذا الحادث إلى أن يثوب الغرب إلى رشده.
وقال على حسابه الرسمي على "تويتر" إن "روسيا تحارب في سوريا هؤلاء الذين فجروا باريس وأعلنوا الحرب على أوروبا... حان الوقت كي يكف الغرب عن انتقاد موسكو ويشكل ائتلافا مشتركا".
وشنت روسيا غارات جوية في سوريا للمساعدة في تعزيز القوات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد في 30 أيلول/ سبتمبر، وهو قرار قالت إنه ناجم إلى حد ما عن رغبتها في حماية نفسها من احتمال تعرضها في المستقبل لهجمات إرهابية من قبل سبعة آلاف مواطن من روسيا والاتحاد السوفييتي السابق يقاتلون إلى جانب تنظيم الدولة.
ولكن واشنطن تتهم روسيا بتجنب قصف أهداف لتنظيم الدولة إلى حد كبير، وبأنها تقصف بدلا من ذلك قوات المعارضة التي يدعمها الغرب ودول الخليج.
وأبدى بوتين خلال مقابلة يوم الجمعة قبل اجتماعات مجموعة العشرين، خيبة أمله من رفض الولايات المتحدة مرارا لمبادرات روسيا لزيادة التنسيق في ما يتعلق بشن الغارات الجوية في سوريا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكرملين يطلب من واشنطن منذ أسابيع أن تبادله معلومات المخابرات المتعلقة بأهداف المتشددين، كما أنه يسعى على الصعيد الدبلوماسي لتحفيز تشكيل ائتلاف شامل في سوريا. ورفضت واشنطن المبادرات الروسية. وقال سيرجي ماركوف وهو أحد حلفاء بوتين: "علينا أن ننهي بشكل عاجل الصراع بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا".
وأضاف أنه بعد هجمات باريس، فإن من الضروري الاستعاضة عن الحكومة الأوكرانية الحالية بما وصفه بـ"إدارة من التكنوقراط"، للسماح للغرب وروسيا بتنحية خلافاتهما جانبا، وهو اقتراح من المرجح أن تعتبره واشنطن غير مقبول.
وشهدت روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، سلسلة هجمات شنها متطرفون من القوقاز يطالبون بالاستقلال، على المدنيين الروس، وقد عززت روسيا الأمن في كل أنحاء البلاد يوم السبت ردا على هجمات باريس.
وتحطمت طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء، ما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا في 31 تشرين الأول/ أكتوبر. وقال الغرب إن من المرجح أنها سقطت بسبب قنبلة لكن روسيا حثت على التروي قائلة إنها تريد الانتظار حتى انتهاء التحقيق الرسمي في الحادث.
وظهرت تهديدات أيضا ضد روسيا على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، ما دفع جهاز الأمن للقيام بتحقيق.