صحافة دولية

لوفيغارو: كيف امتص ثوار سوريا صدمة التدخل الروسي؟

لوفيغارو: تمكنت فصائل الثورة من امتصاص صدمة التدخل الروسي - أرشيفية (أ ف ب)
لوفيغارو: تمكنت فصائل الثورة من امتصاص صدمة التدخل الروسي - أرشيفية (أ ف ب)
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا حول وضعية فصائل الثورة المسلحة في سوريا بعد التدخل الروسي، قالت فيه إن فصائل الثورة تمكنت من امتصاص الصدمة، ونجحت في إحراز تقدم ملحوظ، رغم تعدد الجبهات، وكثرة الأعداء، وخاصة في وسط البلاد وقرب حلب.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد شهر كامل من الغارات الروسية المكثفة، التي لم تنجح في مساعدة قوات النظام على إحراز أي تقدم يذكر في مواجهة الثوار؛ أصبحت إستراتيجية المعارضة السورية واضحة، حيث إن مختلف الفصائل المسلحة عززت من تعاونها وتكاملها، ونسقت جهودها؛ بهدف فتح العديد من الجبهات في مواجهة أنصار النظام، وهو ما أكده خبراء عسكريون مستقلون، ومسؤولون في النظام السوري.

ونقلت الصحيفة تصريحا لأحد المقربين من بشار الأسد، قال فيه: "نحن نخوض معارك على عدد كبير من الجبهات في نفس الوقت.. إن المعارضة صنعت أنفاقا، وقامت بتحصين مواقعها، وتلغيم مواقع أخرى، ما يجعل إحرازنا لأي نتائج على الأرض أمرا مستحيلا في الوقت للراهن".

وذكرت أنه بالرغم من نجاح الضربات الأولى الروسية في قطع خطوط الإمداد، وإجبار الثوار السوريين على التقهقر، إلا أن هذه الفصائل المسلحة بالقذائف المضادة للدبابات، والتي تتمتع بدعم كبير من مستشارين عسكريين من المملكة السعودية وقطر وتركيا؛ نجحت في إعادة تنظيم صفوفها، وتجميع قواها.

واضافت أن فصائل الثورة قامت بتكثيف هجماتها ضد قوات النظام وحلفائه من المليشيات الشيعية وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية، في مناطق حمص وحماة، وفي الغرب أيضا باللاذقية، وفي جنوب مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا، وخاصة بعد صدور تقارير عسكرية تؤكد أن الثوار نجحوا في الحصول على صور بالأقمار الصناعية لمواقع قوات النظام.

واعتبرت الصحيفة أن هذه "الاستراتيجية" الناجحة التي تعتمدها فصائل الثورة، تكرست في شمال غرب سوريا، التي كثفت فيها روسيا من قصفها، حيث نجح مقاتلو جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والمقاتلون السلفيون في جبهة أحرار الشام، ومقاتلو الجيش السوري الحر، في تنسيق جهودهم، والرد على الغارات الروسية من خلال عمليات مشتركة.

وأوضحت أن الدعم الذي تتلقاه فصائل الثورة من دول إسلامية، على غرار قطر والسعودية وتركيا، دفع بهذه الفصائل إلى التوحد في الربيع الماضي تحت لواء "جيش الفتح"، الذي تمكن في ذلك الوقت من الدخول إلى مدينة إدلب وجسر الشغور، وأصبح يهدد المناطق الساحلية التي تمثل معقل النظام.

وأضافت الصحيفة، نقلا عن الخبير العسكري، أن "هذه الفصائل المعارضة لا تزال تشهد خلافات كثيرة في ما يخص الأمور العقائدية، حيث إن الأكثر تشددا فيما بينها، وهي مجموعة جند الأقصى، قامت مؤخرا بتوجيه لوم كبير لمجموعة جند الشام، لأنها عبرت عن استعدادها للتحاور مع الغرب".

وتابعت: "لكن رغم أن هذه الفصائل تتجادل فيما بينها حول الأمور المتعلقة بالشريعة؛ فإن مقاتليها في الميدان يقفون صفا واحدا؛ لأن ما يجمعهم هو عدو مشترك، وهو الروس وحلفاؤهم من النظام السوري، والمليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية".

وأكدت أن قوات النظام إذا ما أرادت كسر ديناميكية الفوز التي دخلت فيها فصائل الثورة؛ فإنها تحتاج إلى استعادة بضعة مواقع إستراتيجية في شمال غرب البلاد، على غرار جسر الشغور أو أريحا، لتتمكن من وضع قدمها في المناطق المدنية في حماة، وفي شمال اللاذقية؛ للدفع بقواتها والتقدم نحو الشمال.

واستدركت بالقول إنه عوضا عن أن ينجح النظام السوري في استعادة بعض المناطق التي فقدها؛ فإن فصائل الثورة تواصل كسب معاركها قرب حلب، حيث نجح الثوار هنالك في تنسيق جهودهم للسيطرة على جزء هام من الطريق السريع (حلب-حماة) نحو منطقة خناصر، خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل ضربة موجعة لجيش النظام، باعتبار أن ذلك يعني قطع الطريق الوحيدة التي يعتمدها النظام لتزويد قواته في حلب، خاصة وأن الحفاظ على طرق الإمداد ظل الأولوية الأولى للنظام منذ اندلاع الثورة.

وأشارت "لوفيغارو" إلى أن فصائل الثورة تحاول الاستفادة من نقص الموارد الذي تعانيه قوات الأسد، "حيث إنه على غرار ما حصل في العراق، فإن القصف الجوي مهما كانت كثافته وشدته؛ إلا أنه لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج حقيقية بدون وجود إسناد من قوات برية. ورغم مواصلة النظام لسياسة الاستنجاد بمليشيات عراقية وإيرانية؛ إلا أن هذه القوات لا تكفي لقلب الموازين على الميدان".

وذكرت أن روسيا قادرة على تنفيذ ضرباتها الجوية على خمس جبهات في وقت واحد، ولكن المشكلة هي أن النظام السوري وحلفاؤه من الميليشات الشيعية، لا يستطيعون دعم هذه الضربات الروسية، لأنهم لا يملكون العدد الكافي من الرجال للمحافظة على المناطق التي يصلون إليها.

وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن فشل النظام السوري في تحقيق تقدم ميداني، على الرغم من عنف الضربات الجوية الروسية؛ يدفع بموسكو إلى تبني هدف آخر بدأت تتضح معالمه شيئا فشيئا، وهو الاكتفاء بعملية جوية سريعة، من أجل الضغط على الأطراف السياسية الأخرى، لدفعها للجلوس على طاولة الحوار والاتفاق على انتقال سياسي، ينتظر أن تتضح إمكانات حدوثه في الأسابيع القادمة.
التعليقات (2)
هجر
الخميس، 05-11-2015 06:27 ص
دقه في الاداء
Wael akil
الثلاثاء، 03-11-2015 09:54 م
ان تنصروا الله ينصركم