صحف تحرج السيسي بفساد الأوقاف.. وجمعة يرد بـ"مقلب" نوبل

تسببت صحف مصرية في حرج بالغ لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بحديثها المتزايد عن الفساد الهائل الذي ترقد عليه وزارة الأوقاف المصرية، الأربعاء، ما كاد يتسبب -وفق مراقبين- في قطع خط الرجعة على مغادرة الوزير لمنصبه، في وقت لجأ فيه الوزير إلى إصدار بيان، أشاد فيه بترشيح السيسي لجائزة نوبل، بهدف تخفيف الضغط  الإعلامي عليه، غير مدرك أن الترشيح "مقلب"، تسببت فيه منظمة وهمية، للإعلام المصري.

واتهمت أكثر من صحيفة الوزير بالفساد، وإهدار المال العام، استنادا إلى تقارير رقابية حكومية، مرشحة إياه أن يلقى مصير وزير الزراعة السابق ذاته، صلاح هلال من إقالته والقبض عليه.

فقد واصلت صحيفة "الشروق"، هجومها على الوزير، لليوم الثاني على التوالي.

وأشارت في عددها الأربعاء، إلى غموض موقفه، ناقلة عن مصدر بوزارة الأوقاف، قوله إنه أوضح أن محلب أبلغ جمعة بأنه سيجتمع معه غدا، عقب عودته من زيارة تونس، وسيطالبه بتقديم استقالته من الوزارة رسميا، وإسنادها لشخصية أخرى.

وأضاف المصدر -وفقا لـ"الشروق"- أنه "من المنتظر أن يرسل شيخ الأزهر أحمد الطيب، أسماء ثلاث شخصيات أزهرية لمجلس الوزراء لتولي الأوقاف".

وفي السياق ذاته، وجهت صحيفة "الوطن"، الأربعاء، اتهامات قوية لجمعة بالفساد.  وخصصت مانشيتها للهجوم عليه، قائلة إن: "الأوقاف" على طريق "الزراعة"، في تلميح إلى المصير المتوقع للوزير.
ونقلت عن تقرير الإدارة المركزية للتفتيش المالي بوزارة المالية، أنه كشف وجود مخالفات بوزارة الأوقاف تتمثل فى إنشاء حسابات خاصة بالوزارة دون سند قانوني أو الحصول على الموافقات اللازمة من "المالية"، والاكتفاء بقرارات وزير الأوقاف، وفتح حسابات ببنوك تجارية بالمخالفة للقانون.

وقالت "الوطن" إنها حصلت على نسخة من التقرير، الذى يكشف أرصدة تلك الحسابات، التي بلغت 274.3 مليون جنيه، فيما بلغ رصيد حساب فائض الريع دفتريا، حتى 31 آب/ أغسطس 2014، 210 ملايين و345 ألف جنيه، ورصيد حساب النذور 55 مليونا، و555 ألفا و748 جنيها، ورصيد حساب اللجنة العليا للخدمات الإسلامية والاجتماعية -طبقا لكشوف حساب بنك مصر، الفرع الإسلامي بطلعت حرب- 8 ملايين و497 ألفا و532 جنيها.

وأكد التقرير -وفقا للصحيفة- أن الصرف تم فى غير الأغراض، والأنشطة، بالمخالفة لقواعد الصرف المقررة بقرارات إنشاء هذه الحسابات، وخطة نشر الدعوة.

وتابع: "وصل المبلغ المخصص لإعانة قطاع مكتب الوزير بخطة نشر الدعوة إلى 200 ألف جنيه، فى حين صرفت إثابة شهرية تتراوح بين 125%، و150% لحرس الوزير، إضافة لبدل انتقال الحرس بـ307 آلاف جنيه، وبتجاوز قدره 107 آلاف جنيه.

وبينما نفى جمعة، الاتهامات الموجهة إليه، وقال فى تصريحات للصحفيين: "كل هذه الشائعات مصدرها جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيون والجماعة الإسلامية!.

لجأ إلى إصدار بيان، الأربعاء، قامت بترويجه وكالة أنباء الشرق الأوسط، وهي وكالة الأنباء الحكومية الرسمية، قال فيه: "إن ترشيح منظمة الأمم المتحدة للفنون، وبكل قوة، لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لجائزة نوبل، هو بعض ما يستحق عن جدارة".

وأضاف البيان أن "هذا الترشيح شرف يفخر به كل مصري، حيث استطاع الرئيس بفضل توفيق الله (عز وجل) له، أن يحظى بثقة وتقدير زعماء العالم وشرفائه، وكل القوى المحبة للسلام، والتي ترفض العنف والإرهاب، لما يتمتع به من الثقة في الله (عز وجل)، والثقة في النفس، والشجاعة في الحق .. معربا عن أمله في أن يوفقه، ويسدد خطاه"، وفق الوكالة.

لكن مراقبين أشاروا إلى أن الوزير ذهب ضحية نفاقه المفضوح، إذ أن من رشح السيسي لجائزة نوبل هي منظمة وهمية، لا وجود لها، وأنه ليس هناك ترشيح، ولا أي شيء من هذا القبيل، حسبما أوضح "عربي21"، وكشفه ناشطون، أبرزهم محمد الجارحي.

ولجأ الناشطون إلى إعادة نشر تقرير، كانت صحيفة "الوطن" نشرته الجمعة 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2013، تقول فيه إن مستندات رسمية حصلت عليها تشير إلى قرار وزاري لجمعة برقم 309 لسنة 2013 بسفر 58 موظفا وعاملا بالوزارة لأداء فريضة الحج على نفقة الوزارة، وضمت أسماء أحمد محمد مختار جمعة، نجل الوزير، وفاتن شريف عبد الله، قرينة الوزير، فضلا عن آخرين تم اختيارهم وفقا للمحسوبية والمجاملة.

وبرغم ذلك، كشفت مصادر مسؤولة بشركة مصر للطيران، الأربعاء، أن وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج الرسمية لهذا العام، سيسافر على متن رحلات الشركة في 16 أيلول/ سبتمبر  الجاري، موضحة أن تذاكر السفر تم حجزها الثلاثاء.

وكانت مصادر أشارت إلى ورود اسم جمعة في قضية فساد وزارة الزراعة، وأشارت إلى علاقته بمحمد فودة، وسيط الرشوة في القضية، الذي سبق أن التقى جمعة أكثر من مرة في مكتبه، ونشر له أكثر من حوار في صحف يومية خاصة.