سوريا: صراع داخلي يهدد تماسك القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية
دمشق – عربي21 عبد الله العمري11-Aug-1508:00 PM
0
شارك
قادة فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية - أرشيفية
يدخل الصراع بين القيادة الموحدة بزعامة قائد جيش الإسلام وفصائل أخرى في غوطة دمشق الشرقية، مرحلة جديدة تتمثل بتفشي حالة الصراع على النفوذ والموارد بين مكونات القيادة الموحدة نفسها.
ويحاول جيش الإسلام بزعامة زهران علوش، قائد القيادة الموحدة، فرض سيطرته على أنفاق يشرف عليها شركاؤه مثل فيلق الرحمن وأجناد الشام، وهما من أبرز مكونات القيادة العامة، وهو ما يرفضه الفصيلان بشدة.
وبعد ثلاث سنوات من الحصار المطبق على غوطة دمشق، أصبحت الأنفاق بمثابة الشريان اللازم لاستمرار الحياة لسكانها، والسيطرة عليها له تبعات على جذب المزيد من الاتباع للفصيل، كما أنها تدر أموالا طائلة لسدّ حاجات الفصيل التشغيلية، وفي إطار الصراع بين مكونات القيادة الموحدة للسيطرة على الأنفاق، طلب قائد جيش الإسلام من نائبه في القيادة الموحدة، قائد فيلق الرحمن، أبو النصر، والقاضي العام في الغوطة، أبو سليمان طفور، تسليم جميع الأنفاق إلى لجنة من القيادة الموحدة، لكنهما رفضا، بحسب مصدر خاص بـ"عربي 21".
وأضاف المصدر "أن دائرة الخلافات بدأت تتسع دائرتها بعد أن قرر قائد فيلق الرحمن، أبو النصر، تسليم النفق الخاص بفصيله، إلى إدارة مدنية لا صلة لها بالقيادة الموحدة، وهو نفق مهم لنقل المواد الغذائية والإمدادات العسكرية، ويصل بين بلدتي عربين والقابون".
ولم يأت قرار قائد فيلق الرحمن تسليم النفق الخاص به إلى إدارة مدنية استجابة لرغبات السكان في الحد من احتكار الفصائل للأنفاق، وتحكمها بحياتهم اليومية، إنما جاء بحسب المصدر الخاص بـ "عربي 21" على خلفية "قيام الفيلق الأول التابع للجيش الحر بإغلاق النفق من جهة القابون؛ حيث يفرض سيطرته هناك على إثر خلافات مالية مع فيلق الرحمن، وفي كلّ الأحوال، فإن قائد فيلق الرحمن قد خسر النفق أصلا، ويحاول حصد مكاسب شعبية من قراره تسليم النفق لإدارة مدنية بديلاُ من تسليمه إلى زهران علوش الذي يلاقي معارضة شعبية واسعة".
وقد لا يكون الخلاف على الأنفاق هو آخر الخلافات، حيث يؤكد المصدر لــ"عربي 21" أن "هناك خلافات أخرى أكثر عمقا من قضية الأنفاق، منها فرض الهيمنة على كلّ مفاصل الحياة في الغوطة، وإقصاء الشركاء في القيادة الموحدة، وقضية المعتقلين في سجون جيش الإسلام بحجة اعتناق فكر الخوارج، أو محاولة شق الصف لكل من يعترض على سياساته".
ويضيف المصدر الخاص مؤكدا ما يتداوله السكان عن احتمالات ارتباط فيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بتشكيل سياسي في الخارج تمهيدا للانفصال عن القيادة الموحدة، "وهو ما أثار قلق زهران علوش الذي يعيش اليوم ظروفا صعبة بعد أن شهدت مناطق عدّة في الغوطة الشرقية تظاهرات تطالب بإسقاطه".
السيطرة على الأنفاق، ورفض تسليمها للقيادة الموحدة تعطي فيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام استقلالية مالية، ونفوذ بين السكان، ما يشكل تهديدا جديا لنفوذ وسلطة زهران علوش "خاصة إذا اقترنت تلك الاستقلالية المالية بالارتباط مع تشكيل سياسي يعمل في الخارج"، بحسب المصدر الخاص.
يُذكر أن مناوشات حصلت بين لواء فجر الأمة التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجيش الإسلام، انتهت بوساطة جبهة النصرة التي تحاول تسوية الخلافات وتبادل المعتقلين من الطرفين، لكن مستقبل الغوطة الشرقية "على كف عفريت، وحرب الأنفاق ستستمر لكن هذه المرة لن يكون خضوعا تاما لجيش الإسلام كما في السابق، إنما ستكون هناك قوى متعددة في الغوطة ما يزيد من احتمالات الصراع الذي قد يتطور إلى صراع مسلح يبسط فيه القوي سلطته على الغوطة الشرقية وأنفاقها"، يختم المصدر الخاص حديثه لـ "عربي 21".