انطلقت عصر الخميس أولى جلسات الحوار المباشر بين الأطراف الليبية التي قبلت التفاوض، وذلك في مقر الأمم المتحدة بجنيف، قبل أن يتم رفعها، على أن يتم استئنافها في وقت لاحق الخميس، بحسب موفد القسم الإعلامي بمجلس النواب (برلمان طبرق) عبد المنعم الجراي، ضمن وفد المجلس.
وقال الجراي، إن "هذه هي الجلسة الأولى التي اجتمعت فيها كل الأطراف المشاركة منذ وصولهم إلى جنيف الأربعاء"، موضحا أن الأربعاء شهد جلسات منفصلة مع المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون في تمهيد لهذه الجلسة.
واعتبر أن أجواء تفاؤلية تسود اللقاء الذي "لم يتغيب عنه أي طرف وصل إلى جنيف"، مضيفا أن جميع الأطراف الحاضرة عبرت عن رغبتها في توسيع دائرة الحضور من أطراف أخرى على رأسها وفد المؤتمر الوطني الذي لم يحدد موقفه بعد.
وأفاد الجراي، بأن "جلسة الأربعاء حضرها إلى جانب برناردينو ليون السفيرة الأمريكية بليبيا، ديبورا جونز، والسفيرين البريطاني مايكل آرون، والإيطالي جوزيبي بوتشينو.
ووصف السفير البريطاني لدى ليبيا في تغريدة على "توتير" الحوار بــ"الهادف الممتاز"، معبرا عن ارتياحه لأجواء "التفاهم" التي تسود المتحاورين.
وفي وقت سابق، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "بدء جولة الحوار الخميس في مقر الأمم المتحدة بجنيف"، قائلة إن محادثات اليوم الأول "كانت بناءة وطغت عليها الأجواء الإيجابية"، ونقلت البعثة عن المشاركين في جلسات الأربعاء، "عزمهم على ضمان نجاح هذا الحوار"، موضحة أن الجلسات ستستمر لأيام قادمة.
وبحسب تصريحات ليون، في مؤتمر صحفي الأربعاء، فإن أطرافا ليبية أخرى مدعوة للحوار، بينهم زعماء قبائل، كما أعلن ليون أن جلسات الحوار ستستأنف الاثنين القادم، ما يعني عمليا انتظار موقف المؤتمر الوطني العام الذي أعلن الثلاثاء الماضي أنه سيحدد موقفه بعد جلسة تجمع أعضاءه يوم الأحد القادم رغم تحفظه على "تسرع" البعثة الأممية في ليبيا في تحديد مكان الحوار قبل الرجوع للمؤتمر، على حد قوله.
بدورها، أعلنت "فجر ليبيا"، التي تعدّ من القوى الفاعلة على الأرض الأربعاء، في بيان لها، رفضها الحوار المنعقد في جنيف ومخرجاته.
مفتي ليبيا: حوار جنيف تكرار لحوار غدامس الذي شق الصف
وقال الصادق الغرياني، مفتي ليبيا الصادر بحقه قرار إقالة من قبل مجلس النواب المنعقد في طبرق منذ أكثر من شهر، إن "ما تقوم بعثة البعثة الأممية اليوم في جنيف هو تكرار لما فعلته في حوار غدامس، غرب ليبيا، الذي شق صف الليبيين".
ووصف الغرياني في بيان نشره موقع دار الإفتاء الليبية، الخميس، جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون بــ"المستعجلة ولم توفر أدوات الحوار الناجح"، مستنكرا "إعلان البعثة الأممية لموعد الحوار
ومكانه دون الرجوع الى المؤتمر الوطني العام (السابق الذي عاد للانعقاد في طرابلس)".
وتساءل الغرياني: "لا يُدرَى اتفاقٌ معَ مَن؟ إذا كانَ المؤتمرُ الوطني العام، الذي يُمثلُ الشرعيةَ الدستوريةَ في ليبيا، لم يسمعْ به إلا مِن الإعلامِ، فأين الاتفاق؟"، مضيفا أنه "إعلان بقرار أحادي من البعثة الأممية".
وكان الغرياني، الذي لم يعين مجلس النواب بدلا منه حتى الخميس، اتهم الشهر الماضي، المجتمع الدولي بـ"الانحياز السافر"، لما أسماها "الثورة المضادة التي يقودها انقلابيون ليُعيدوا حكمَ العسكرِ في ليبيا"، حسب كلمة نشرت على الموقع الإلكتروني للمفتي.
ومنذ أيلول/ سبتمبر الماضي، تقود الأمم المتحدة، متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في جولة الحوار الأولي التي عقدت بمدينة "غدامس"، فيما أجلت الثانية أكثر من مرة لعدم الاتفاق على الأطراف المشاركة في الحوار ومكان عقده.