اعتبر البعض توزيع البطاطين رشوة انتخابية بينما اعتبرها البعض مساعدة للمحتاجين - أرشيفية
تخوض الأحزاب والقوى السياسية في مصر منافسة شديدة مع الجمعيات الأهلية والشعبية في معركة توفير عشرات الآلاف من البطاطين والأغطية للفقراء والمحتاجين، بهدف إحراز مزيد من الشعبية السياسية، والحصول على أصواتهم الانتخابية، وليس حمايتهم من البرد الشديد الذي يتسم به شتاء هذا العام.
وقال عضو المجلس الرئاسي لحزب "النور"، الدكتور شعبان عبد العليم -في تصريحات صحفية- إن الرشاوى الانتخابية بدأت بـ"غزوة البطاطين"، التي تشبه إلى حد كبير "الزيت والسكر"، مشيرا إلى أن بعض المرشحين بدأ بالتنافس في توزيع البطاطين التي تعدّ رشوة انتخابية، وفق وصفه.
وقد أعلنت أمانة حزب "المصريين الأحرار" في أمانة شمال القاهرة -الذي يتزعمه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس- حملة "إنسان زيك"، لجمع البطاطين وأغطية الشتاء، وتوزيعها على الفقراء.
وقال سكرتير عام الحزب في شمال القاهرة، رائد مقدم، إن الفكرة تهدف إلى مساعدة المحتاجين في الحصول على غطاء في ظل الأجواء المصاحبة للأمطار، مؤكدا أن حملة الحزب سنوية يعكف على الإعداد لها من خلال فتح باب التبرع لشراء بطاطين لمساندة الفقراء، وإعانتهم على إيجاد غطاء من الأمطار.
وأطلق حزب الوفد حملة بعنوان "بردا وسلاما"، في القاهرة والمحافظات، وقامت نساء الحزب بزيارة المستشفي القبطي -الذي يستقبل المسلمين والمسيحيين على السواء- لتوزيع البطاطين على المرضى.
وقالت عضو الهيئة العليا لـ"الوفد"، مواهب الشوربجي، إن الحملة تهدف إلى توفير بطاطين وغطاء وكسوة لأطفال الشوارع والفقراء في ظل الطقس السيئ، والموجة الباردة التي تتعرض لها البلاد هذا الشتاء، على حد قولها.
وأضافت أن اختيار "الوفد" للمستشفي القبطي يأتي تأكيدا لمبادئ حزب الوفد التي تؤكد أن الوطن نسيج واحد يجب الحفاظ عليه من أي محاولات لشق الصفوف، مشيرة إلى أنه تم توزيع البطاطين على عدد من الجمعيات الخيرية أيضا، ومنها جمعية الخلفاء الراشدين، وجمعية جمال الدين الأفغاني، وجمعية التحرير.
ودشنت حركة "تمرد 25/30"، حملتها الخيرية لتوزيع البطاطين والملابس على الفقراء.
وقال المنسق العام للحركة، محمد حسين، إن أعضاء الحملة وزعوا ملابس وبطاطين على فقراء السيدة زينب وحلوان ومناطق في محافظة الغربية، وإنهم سيواصلون الحملة في أماكن أخرى من القاهرة والمحافظات خلال الأيام المقبلة.
وأعرب عن استيائه الشديد من إهمال المحافظين الجسيم لأطفال الشوارع والفقراء، مطالبا بأن يكون لهم دور في مساعدة الفقراء، وإيجاد حلول لأطفال الشوارع والفقراء في المناطق العشوائية، حتى نصل إلى مجتمع متعاون ومتقدم، وفق وصفه.
وأطلق حزب "العيش والحريةـ تحت التأسيس"، مبادرة تحت شعار "بطانية لكل معتقل"، وذلك للمحبوسين على ذمة قضايا متعلقة بـ"قانون التظاهر"، في أحداث مجلس الشورى، والمسيرات إلى قصر الاتحادية، وذلك في إغفال واضح للمعتقلين من أبناء التيار الإسلامي، والمتعاطفين معهم.
ودعا خالد علي، وكيل مؤسسي الحزب، لدعم المبادرة التي أطلقها الحزب، قائلا: "ربنا يهون على كل سجين برد الزنازين، وربما يجعل الدعم المبادرة تتسع لتتحول إلى بطانية لكل سجين".
ومن جهته، بدأ حزب "النور" حملات عدة للدعاية لمرشحيه، حيث وزعت جمعية "أمة واحدة" الخيرية التابعة ل"الدعوة السلفية"، ستة آلاف بطانية على الفقراء والمحتاجين ومحدودي الدخل من أهالي حي العامرية، في إطار ما سموه بحملة "دفئ فقيرا".
كما أطلقت القوى الصوفية حملة ميدانية تحت شعار: "بطانية لأخيك البردان".
وقال الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، الدكتور عبد الله الناصر حلمى، في بيان أصدره، إنهم أطلقوا حملتهم الميدانية لدعم الأسر الفقيرة، ومساعدتها لأطفال الشوارع على مواجهة برودة الجو، مضيفا: "ندعو الجميع للنزول معنا لرسم البسمة على وجوههم، وأن نكون سببا في حمايتهم من البرد بالبطاطين والملابس"، وفق قوله.
وعلى صعيد القوى الشبابية والسياسية، أوضح عضو تكتل القوى الثورية، عمرو علي، أن التكتل يدرس تنظيم فعاليات عدة لدعم الفقراء في فصل الشتاء ستبدأ بحملة ألف بطانية سيتم تسليمها لإحدى الجمعيات الأهلية لتوزيعها بمعرفتها؛ كي لا يتهمهم البعض باستغلال الحملة لتحقيق مكاسب سياسية، والترويج للانتخابات البرلمانية، على حد قوله.
وأضاف: "نرفض أن يكون شقاء أهلنا وشعورهم بالبرد خاضعا للمزايدات، فهو عمل طبيعي واجتماعي، وعلى الأحزاب والكيانات السياسية أن تمارسه في أي وقت دون ربطه بالانتخابات، مؤكدا أن من يعمل ذلك لغرض انتخابي فالنية تعود عليه، ويكفي أهلنا الفقراء الاستفادة بالغطاء والكساء"، حسبما قال.