ملفات وتقارير

خبراء: الأمم المتحدة ذراع "إسرائيل" لخنق الفلسطينيين

اعتصام لأصحاب البيوت المهدمة في غزة للمطالبة بالإسراع في الإعمار (عربي21)
اعتصام لأصحاب البيوت المهدمة في غزة للمطالبة بالإسراع في الإعمار (عربي21)
باتت القطاعات الحيوية في غزة عرضة للانهيار بفعل الحصار المفروض على القطاع، إضافة إلى تأخر إعادة الإعمار، الذي دفع المواطنين المتضررين إلى اتهام الأمم المتحدة بتعمد "الإبطاء" في بناء ما هدمه الاحتلال.
    
وكان المبعوث الأممي للشرق الأوسط روبرت سيري قد أعلن في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، أن منظمته توسطت في اتفاق بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة.

وبناء على هذا الاتفاق، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في الرابع عشر من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بالسماح بإدخال مواد بناء إلى قطاع غزة، واستأنفت توريدها على فترات متباعدة خلال الأسابيع الماضية. إلا أن فصائل ومنظمات حقوقية وأهلية، رفضت خطة سيري، وقالت إنها ستطيل أمد الإعمار لسنوات طويلة.

وقال الخبير في الأمن القومي د. إبراهيم حبيب، إن الأمم المتحدة تشدد الحصار على قطاع غزة بواسطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

وأضاف لـ"عربي21" أن خطة روبرت سيري للإعمار "توّجت هذا الحصار"، مبيناً أن هناك "علامات استفهام كبيرة حول الدور الذي تمارسه الأمم المتحدة في تدويل حصار قطاع غزة".

ذراعٌ للاحتلال

وتابع حبيب، وهو عضو اللجنة الشعبية لمساندة متضرري العدوان بحي الشجاعية بغزة: "يبدو أن هذه المنظمة الدولية أصبحت ذراعاً جديدة للاحتلال الإسرائيلي؛ تعينه على تنفيذ مخططاته في خنق الشعب الفلسطيني".

وأكد أن "إسرائيل" نجحت إلى حد بعيد في تسخير الأمم المتحدة لتشديد الحصار على قطاع غزة، موضحاً أن الاحتلال يمارس اليوم "دوراً نرجسياً في فرض الحصار، على اعتبار أن من يتصدر المشهد هي الأمم المتحدة وليست إسرائيل".

وأضاف أن "دولة الاحتلال أصبحت هي المستفيد الأكبر من حالة الدمار في غزة، وذلك من خلال دمجها في ملف الإعمار، وحصر إدخال مواد البناء من خلالها"، مشيراً إلى أنها "لا تتحمل أية أعباء إنسانية أو سياسية جراء عدوانها المستمر على القطاع؛ لأن الأمم المتحدة تتكفل بكافة الأعباء، وهذا معيب بحقها كمؤسسة دولية".

وكشف حبيب أن مدير عمليات "الأونروا" في الشرق الأدنى روبرت تيرنر، قال في أحد الاجتماعات التي حضرها، إن "الإعمار ليس من مسؤوليتنا، فمسؤوليتنا هي الإيواء فقط" مضيفاً: "إنه يقصد بالإيواء بناء 91 متراً مربعاً لكل زوجين، إضافة لـ13 متراً لكل ابن تحت سن 18 سنة".

وبلغت قيمة الأموال التي تعهد بها المانحون 5.4 مليار دولار، لم يحول منها -حسب مسؤولين دوليين وفلسطينيين- سوى 2 بالمئة، فيما أكد تيرنر أن "الأونروا" تلقت "تمويلات وتعهدات بنحو 100 مليون دولار لأغراض الإيواء والإصلاح".

وطالب حبيب -الذي تهدم بيته أيضاً- الأمم المتحدة بأن تكون "منظمة لكل الشعوب، وليس لجهة على حساب أخرى"، محمّلاً أمينها العام مسؤولية "حالة التهميش والإهمال والدمار التي يعيشها قطاع غزة".

من جانبه؛ قال المختص في شؤون اللاجئين، د. عصام عدوان، إن الأمم المتحدة "تسير في ركب الدول الداعمة لها، ولا تخرج عن سياساتها، وعلى رأسها أمريكا وربيبتها إسرائيل".

معاقبة الشعب

وأضاف لـ"عربي21": "نتيجة لما سبق؛ كان من الطبيعي أن تصمت الأمم المتحدة عن استهداف إسرائيل مؤسساتها في غزة، وأن لا تتخذ أي إجراء رادع ضد الاحتلال".

وأوضح عدوان أن أمريكا "لا ترغب في إعمار قطاع غزة، مستقية رغبتها من إسرائيل التي تسعى لتركيع القطاع، وربط الإعمار بتجريد غزة من سلاحها"، مبيناً أنه "لا بد أن تكون الأمم المتحدة أداة لأمريكا وإسرائيل في تنفيذ هذه السياسية".

وأكد أن تعاطي الأمم المتحدة مع القضية الفلسطينية متعلق "بجانب واحد فقط، وهو مصلحة الاحتلال الإسرائيلي"، مشيراً إلى حرصها على "عدم انفجار الشعب الفلسطيني في وجه المجتمع الدولي وإسرائيل".

ولفت عدوان إلى أن "الأونروا" تشكو من نقص التمويل على الدوام، مضيفاً أن ذلك "مقصود؛ حتى لا يتحقق لسكان غزة كفايتهم، ويبقى الضغط الدولي والسياسي قائماً على الفصائل الوطنية لتقديم المزيد من التنازلات".

وختم بالقول: "لا أنزه الأمم المتحدة وكل مؤسساتها عن التورط في معاقبة الشعب الفلسطيني لمصلحة إسرائيل".

وكانت "إسرائيل" قد شنت في السابع من يوليو/ تموز الماضي، حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، أدت إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية؛ أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل