ديدان تستوطن في رأس طفلة في ريف دمشق المحاصر (فيديو)
هبة محمد17-Nov-1404:11 PM
0
شارك
يقول الطيب إن الديدان استوطنت في الجروح التي تسببت بها شظايا قذيفة
كشفت إحدى النقاط الطبية في مدينة دوما بالريف الشرقي للعاصمة دمشق، الخاضع لسيطرة كتائب الثوار، عن إصابة طفلة في العاشرة من العمر بداء "النغف"، الذي يصيب الإنسان في حالات نادرة.
وقال الطبيب "غزوان الحكيم" من مدينة دوما لـ"عربي 21"، إن داء "النغف" هو مرض غريب يجعل من عظم الرأس مستوطنة لديدان كبيرة الحجم نسبياً تعيش فيه. وعزا ذلك إلى إصابة الطفلة بشظايا قذائف أطلقتها قوات النظام على المدينة قبل فترة طويلة، ومنذ ذلك الحين لم تعالج جراح الطفلة التي قد أصابتها في منطقة الرأس، ولم تعقم، الأمر الذي أدى إلى إنتان الجروح، وتحولها إلى أماكن استوطنت فيها بيوض الديدان إلى أن كبرت إلى الحجم الذي هي عليه الآن. وبيّن أن الديدان حفرت جلد الرأس وصولاً إلى عظمه.
وتلعب ندرة الأدوية، ومنها المضادات الحيوية، دورا كبيرا في انتشار الأمراض داخل بلدات الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أكثر من سنة.
ورجح الطبيب أن يكون اسم المرض "داء النغف"، وذلك لأنه "لم أر طيلة فترات خدمتي الطبية وعلاجي للمرضى مثل هذا الحجم من الديدان التي تستوطن رأس الإنسان" بحسب قوله.
وما يمكن أن يطور الحالات المرضية في الغوطة الشرقية المحاصرة إلى مراحل متقدمة من المعاناة بالنسبة للمرضى، يبدأ بحسب الطبيب غزوان من نقص الأخصائيين، ما يضطرهم إلى توظيف متطوعين من خارج السلك الطبي في كثير من الأحيان، ونقص الكوادر الطبية الموزعة في بلدات الغوطة وضعف إمكانياتها، مروراً بنقص الأدوية، خاصة المضادات الحيوية وأكياس السيروم ونقل الدم، وضعف وسائل الاستقصاء من التحاليل المخبرية، وأنواع التصوير، خاصة الرنين المغناطيسي، وصولاً إلى سوء تجهيز النقاط الطبية بسبب وضعها في الأقبية واستهدافها بالقصف من قبل قوات بشار الأسد بشكل دائم.
ويشار إلى أنه تم إعلان بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق وحي جوبر شرقي العاصمة مناطق منكوبة على الصعد كافة، الاقتصادية والتعليمية والطبية والخدمية. وجاء ذلك خلال اجتماع ضم جميع الهيئات المدنية والمجالس المحلية التابعة لكتائب الثوار في دمشق وريفها، وذلك بسبب الأوضاع الإنسانية والمعيشية والصحية المتدهورة التي آلت إليها هذه البلدات بعد عامين من الحصار المطبق الذي يفرضه النظام السوري عليها؛ إذ يمنع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية إلى الأهالي.
وناشد المجتمعون باسم الأهالي المحاصرين المؤسسات الدولية والرأي العالم العالمي حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية إلى سكان الغوطة وأطفالها والجرحى والمصابين وأصحاب العاهات نتيجة الحرب الدائرة والأمراض المزمنة.
وأكد المجتمعون أن كارثة إنسانية على وشك أن تقع في الغوطة الشرقية بعد استنفاد المنتجات الطبية كافة، بسبب تزايد مجازر نظام الأسد وجيشه اليومية، إضافة إلى انتشار العديد من الأمراض، وانقطاع الكهرباء والماء منذ سنتين، بينما تزداد حدة المأساة مع حلول فصل الشتاء.
ولم تتوقف ضربات النظام العسكرية منذ أكثر من اثني عشر شهراً متتالية على بلدات الغوطة الشرقية، بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، والصواريخ الموجهة، والبراميل المتفجرة، حيث سقط، ولا يزال يسقط، الآلاف بين قتيل وجريح من أهالي المنطقة.