سياسة عربية

تهديدات لناشطين صوروا عمليات قطع أشجار الزيتون بدمشق

أشجار الزيتون - حي برزة - دمشق
أشجار الزيتون - حي برزة - دمشق

"ما زلت أدافع عنكم حتى اليوم، لكن في حال أخذوكم من وسط بيوتكم لا أحد سيدخل بهذا الموضوع"، هذه كانت الكلمات التي قالها أحد قادة مجموعات الجيش الحر للشاب حسين، وهو من أبرز ناشطي حي برزة في دمشق، رداً على منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" والذي أظهر فيه عمليات قطع واسعة لشجر الزيتون المعمر والذي يشتهر فيه الحي؛ من قبل عناصر الجيش الحر.

وقال الناشط حسين الذي قام بنشر الصور، لـ"عربي 21"، إن "الجيش الحر قام  بقطع أشجار الزيتون في منطقة قريبة من مناطق سيطرة جيش النظام وتحت أنظاره، ما أثار جدلاً كبيراً بين أهالي الحي حول هذه المسألة التي يعتبرونها خطيرة للغاية خاصةً".

وأضاف أن للحي شهرة بالزيتون ومشتقاته، ويوجد في بساتين الحي ما يقرب من 50 ألف شجرة زيتون يصل عمر بعضها إلى 1500 سنة. ويعتمد عدد كبير من أهالي الحي على الزراعة، وبشكل أساسي على محصول الزيتون.

وكانت قوات الأسد قد قطعت حوالي 5000 شجرة أثناء المعارك الأخيرة التي دارت على أطراف الحي، في مسعى منها لتأمين محيط نقاطها العسكرية، وجعلها مناطق جرداء يصعب التسلل من خلالها.

وبعد نشر هذه الصور، وصلت عدد من التهديدات للشاب حسين لكي يقوم بمسح منشوره على الفور، بعد أن قطعت الجهة الداعمة دعمها عن الكتيبة التي قامت بقطع أشجار الزيتون. وتعرض حسين أيضا للتهديد بنشر معلومات وهمية عن عمالته للنظام. لكن حسين رفض ذلك رفضاً قاطعاً، ما أجبر لجنة الحي على الاجتماع ومناقشة الأمر، واتخاذ عدة قرارت للحد من هذه الظاهرة وتعويض أصحاب المزارع التي قطعت أشجارها.

لكن هذا لم يثن هذه المجموعات عن عمليات القطع، حيث اتجهت شرقاً إلى بساتين حرستا الملاصقة لبساتين برزة. وتقوم هذه المجموعات بشكل يومي بقطع عدد من الأشجار وشحنها إلى داخل دمشق ومناطق أخرى لبيعها على مرأى من الجميع، مستغلين غياب أصحاب الأراضي القسري عن أراضيهم.

وحول أسباب قطع الأشجار، قال حسين إن: "وزن شجرة الزيتون حوالي 12 طن ويبلغ سعر الطن الواحد ما يقارب 300 دولار أمريكي، وهي بضاعة نادرة وثمينة جداً في ظل النقص الحاد بالمحروقات. ويباع قسم ويخزن قسم آخر للتدفئة في الشتاء الذي جاء مبكراً هذا العام".

وبين حسين أن ظواهر سيئة كثيرة انتشرت في الحي منذ توقيع وقف إطلاق النار مطلع العام الجاري، فالسرقات بالجملة، وكذلك عمليات النصب والاحتيال وعلى مرأى ومسمع من عناصر الجيش الحر.

وحُرقت عدد من المنشآت الخدمية في مناطق قريبة جداً من نقاط الجيش الحر دون عقاب أو توقيف أحد.

وتابع حسين أن هذا جعل عددا من أهالي الحي يحتجون على هذه التصرفات وسوء الإدارة الكبير الذي أوصلهم إلى هذه الحال، لكن عمليات قطع أشجار الزيتون أثارت ضجة كبيرة جداً بسبب الأهمية الخاصة لهذه الأشجار.

بدوره، قال أبو صلاح وهو أحد الفلاحين في الحي: "قمت بتربية أبنائي من خلال عملي في أرضي وبيعي لمحصول الزيتون، وكان عندي مئة شجرة زيتون لكن قوات الأسد قامت بقطعها وتجريفها واحتلال الأرض. وحالياً أستأجر أرضاً لـتأمين لقمة عيشي بكرامة، فهل سيقوم الثوار بقطعها عنا وفرض نظام عسكري فاسد يحكم بسطوة السلاح كنظام الأسد الذي انتفضنا ضده لنفس الأسباب؟!".
التعليقات (0)