سياسة عربية

البقري: الحراك الثوري بجامعات مصر ازداد قوة

البقري يلقي كلمة في اعتصام رابعة قبل فضه - أرشيفية
البقري يلقي كلمة في اعتصام رابعة قبل فضه - أرشيفية
قال أحمد البقري، نائب رئيس اتحاد طلاب مصر، إن الحراك الطلابي منذ اللحظة الأولي هو كلمة السر في استمرار وقوة الثورة الشعبية الرافضة للقتل والقمع، مؤكداً أن طلاب مصر هم الأمل والمستقبل، فقد كانوا شرارة ثورة 25 يناير، وأصبحوا الآن أكثر وعياً ونضجاً بأهداف ثورتهم.

وأشار البقري في حوار مع "عربي21" إلى أن إجمالي الانتهاكات ضد الطلاب التي استطاعوا رصدها حتى الآن هي 209 قتلى، و 2300 معتقل، و500 طالب مفصول، و3 طلاب صدر بحقهم أحكام بالإعدام، و15 مليون جنيه غرامات، وأكثر من 25 طالبة معتقلة، فضلا عن حالات التحرش ضد الطالبات، مؤكداً أنهم يقومون بتوثيق وتسجيل الانتهاكات كافة، لمحاكمة من وصفهم بالقتلة والمجرمين، كاشفاً عن تحريك قضايا دولية ضد هذه الانتهاكات.

وحول أسباب رفضهم لدعوة وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، للحوار، قال: "دعوة من؟، القاتل يدعو الطلاب ليلاً للحوار ثم يقتلهم صباحاً داخل حرم جامعتهم، فلا حوار مع قتلة ولن يروا منا إلا ثورة عارمة تقتص ممن قتل زملاءنا".

وأوضح أن مطالب الحركة الطلابية تتمثل في الحرية لمصر، وجامعة حرة في وطن حر، والقصاص لدماء الضحايا، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين، ورفع القبضة الأمنية عن الجامعات، وعدم دخول الشرطة حرم الجامعة، وعدم عودة حرس الجامعة مطلقا، مشيراً إلي أنهم تجاوزوا مطلب عودة الرئيس محمد مرسي، لأن هدفهم الرئيسي والأول هو إسقاط النظام الانقلابي.

ودعا "البقري" كل الكيانات والحركات الطلابية أن تتحرك من حيز الإعلام إلي التعبير الفعلي على الأرض والدفاع عن حقوق الطلاب بالأفعال وليس الأقوال، مشدّداً على أن الحركة الطلابية متوحدة بالفعل حول مطالب واحدة، وهي جامعة حرة في وطن حر والقصاص لدماء الضحايا والإفراج عن الطلاب المعتقلين.

وذكر نائب رئيس اتحاد طلاب مصر أن وزارة الدفاع هي التي تدير الجامعات التي أصبحت عبارة عن ثكنات عسكرية، فالجنود هم من بداخلها بينما الطلاب خارجها سواء ضحايا أو مصابين أو معتقلين أو مطاردين.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف ترى الحراك الطلابي وتأثيره علي المشهد بشكل عام؟

الحراك الطلابي منذ اللحظة الأولى هو كلمة السر في استمرار الثورة الشعبية الرافضة للقتل والقمع، وطلاب مصر هم الأمل والمستقبل، فقد كانوا شرارة ثورة 25 يناير، لأنهم باختصار أردوا أن يكونوا أحراراً، وليس من المعقول أو المقبول أبدا بعد التضحيات الجسيمة أن نعود لما قبل الحرية، خاصة أن الطلاب الآن أصبحوا أكثر وعياً ونضجاً بأهداف ثورتهم.

هناك من يري أن حراك الطلاب العام الحالي أقل بكثير عما كان خلال العام السابق.. ما ردكم؟

غير صحيح بالمرة، بل علي العكس هذا العام أقوي من العام الماضي، فلو كان الحراك الطلابي أقل من العام الماضي لماذا شُيدت الجامعات وتحولت إلي ثكنات عسكرية، فهناك أبواب مصفحة وتمت الاستعانة بشركة فالكون، فضلا عن البلطجية، وداخلية الانقلاب، وكاميرات المراقبة، وفصل تعسفي للطلاب، لأن العسكر يدركون جيداً أن الطلاب والشباب رافضون لهم ويقفون ضدهم.

ولو كان الحراك ضعيفاً لما اقتحمت "الداخلية" الجامعات في الأسبوع الأول، بعشرات المدرعات، وتم قتل الطالب عمر الشريف.

كيف تنظر للانتهاكات التي يتعرض لها الطلاب.. وما هو إجمالي الانتهاكات التي قمتم برصدها؟

ليست انتهاكات، هي ممارسات إجرامية وحشية يمارسها السيسي وعصابته ضد طلاب عزل، لكن هذا الإجرام يزيد من سخط الوسط الطلابي عليهم، لأن تلك الممارسات اللاإنسانية تحدث بحق كل الطلاب وليس فصيل واحد، والإحصائيات التي استطعنا رصدها - وهي ليست نهائية- 209 شهيد، و2300 معتقل، و500 طالب مفصول، و3 طلاب صدر بحقهم أحكام بالإعدام، و15 مليون جنيه غرامات، وأكثر من 25 طالبة معتقلة، فضلا عن عشرات حالات التحرش ضد الطالبات.

هل تقومون بتوثيق تلك الانتهاكات.. وكيف تتعاملون معها؟

بالفعل، نقوم بتوثيق وتسجيل كل ما يحدث من إجرام في حقنا، لكي نحاكم هؤلاء القتلة والمجرمين يوما ما، ونقوم الآن بتحريك قضايا دولية ضدهم.

ما هو ردكم علي الاتهامات التي توجه للطلاب بالعنف وقول وزير الداخلية بأن معظم من تم القبض عليهم يصنعون قنابل هم من الطلاب؟

وزير الداخلية هو شخص مجرم وقاتل وكاذب دائما، ونحن جميعا نتذكر حينما خرج علينا وقال إن الطلاب الذين يشاركون في التظاهرات العام الماضي حوالي 30 أو 40 طالب فقط، في حين كانت المظاهرات حاشدة ويشارك بها آلاف الطلاب في كل الجامعات.

والذي يمارس العنف هو من يحمل السلاح، و"الداخلية" هي من قتلت 209 طالب جامعي بشهادة من هو في معسكر الانقلاب مثل جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، حينما قال إن من قتل محمد رضا (طالب كلية الهندسة) هي وزارة الداخلية، وهؤلاء مازالوا يمارسون الكذب كهواية، وهل نسينا حسام عيسى الذي صرّح بأن "الداخلية" تستخدم "رصاص بيلسع"، حسب مزاعمه.

لماذا رفضتم دعوة وزير الداخلية للحوار؟

دعوة من؟، القاتل يدعو الطلاب ليلاً للحوار ثم يقتلهم صباحاً داخل حرم جامعتهم، فلا حوار مع قتلة ولن يروا منا إلا ثورة عارمة تقتص ممن قتل زملاءنا، أتذكر العام الماضي في نفس التوقيت دعا محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بعض رؤساء الاتحاد الذين يدعمون "السيسي" وأخد معهم صورة تذكارية.

وبعدها خرج زملائي وصرحوا بأنهم اتفقوا على عدة أمور، وبعد شهر أعلنوا أن محمد إبراهيم لم ينفذ شيئا وأنه أخلف وعده معهم، وهذه شهادة من هو في صف العسكر، وبالتالي فلا حوار مع قاتل أو مجرم.

ما هي مطالب الحركة الطلابية بشكل محدد؟

مطالبنا تتمثل في الحرية لمصر، (جامعة حرة في وطن حر)، والقصاص لدماء الشهداء، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين، ورفع القبضة الأمنية عن الجامعات، وعدم دخول الشرطة حرم الجامعة، وعدم عودة حرس الجامعة مطلقا.

وماذا عن موقفكم من مطلب عودة الرئيس السابق محمد مرسي؟

دعني أقول لك إن الحديث هنا لابد أن يكون عن الطلاب والانتهاكات التي يتعرضون لها وحقنا في التعليم والحياه الكريمة، خاصة أن هدف (الحراك) الطلابي الرئيسي والأول هو إسقاط النظام الانقلابي، لكني أقول أيضا إننا نشعر كل يوم بالفرق الشاسع بين معاملة الرئيس الشرعي المنتخب لنا وبين الشخص الذي أتي به العسكر على ظهر دبابة ووجه الرصاص إلى صدورنا العارية، فمنع الطلاب من حقهم في الحياة، فضلاً عن حقهم في التعليم.

والطلاب في عهد الرئيس مرسي كانت تفتح لهم كل مكاتب روساء الجامعات، فضلاً عن الاتصال الدائم وقتها بين الرئاسة  والطلاب بشكل مباشر بعد لقاء الرئيس باتحاد طلاب مصر في قصر الرئاسة، أما الآن فالطلاب مكانهم المقابر والسجون.

كيف ترى أبعاد وتداعيات تواجد شركة فالكون داخل الجامعات؟

تواجدها أدى لمزيد من الغضب والسخط الطلابي، وسيكون مصيرها مثل مصير حرس "مبارك" خارج الجامعة بإذن الله.


ما هي تفاصيل الحملة الدولية للتضامن مع الطلاب التي اعلنها روساء الاتحادات الطلابية في مؤتمر تدشين الحملة.. وأبرز الخطوات التي تعتزمون اتخاذها مستقبلاً؟

أعلن رؤساء اتحادات الطلاب في مؤتمر تدشين "الحملة الدولية لتضامن مع طلاب مصر" اعتبار يوم 17 نوفمبر المقبل يوم الطالب العالمي يوماً للتضامن مع طلاب مصر، والدعوة إلى فعاليات في جميع جامعات العالم تضامناً مع طلاب مصر.

وتقدم اتحاد طلاب إفريقيا بمذكرة للاتحاد الأفريقي والمحكمة الإفريقية تتضمن ملفاً بالانتهاكات التي يتعرض لها طلاب مصر لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد من ينتهك حقوق الطلاب المصريين.

وتم تشكيل وفود طلابية عالمية لمقابلة المنظمات والهيئات الحقوقية بملف الانتهاكات لاتخاذ مواقف ضد من يقتل الطلاب في مصر، وهناك تواصل مع برلمانيات الدول الغربية الداعمة للانقلاب، وتم تسليم ملف بالانتهاكات للحد من دعم بلادهم لمن يقتل الطلاب، وتقدمت الاتحادات الطلابية المشاركة في الحملة بمذكرة احتجاج لدى سفارات الدول التي تدعم الانقلاب في مصر.

الاتحادات الطلابية الدولية.. هل من جديد بشأن تواصلكم معها؟.. وكيف هو التواصل والتفاعل بينكم؟

هناك تواصل دائم ومستمر مع الاتحادات الطلابية الدولية والعربية والأوروبية.

ما هو موقفكم من تدشين ائتلاف طلاب مصر ولماذا تم تجاهل "طلاب ضد الانقلاب"؟

موقفي بصفتي ممثلاً لاتحاد طلاب مصر أدعم أي كيان أو ائتلاف يطالب بمطالب الطلاب، ولكن أدعو كل الكيانات أن تتحرك من حيز الإعلام إلى التعبير الفعلي على الأرض والدفاع عن حقوق الطلاب بالأفعال وليس الأقوال.

يُسأل عن أسباب عدم تمثيل "طلاب ضد الانقلاب" في الائتلاف الحركة نفسها، وأنا لست عضواً بها أو متحدثا عنها، إلا أنني أثمن كل الحركات التي رفضت الظلم والقهر والبطش داخل الجامعات ونالها الكثير من الإجرام، وكانت على رأس الحركات الأكثر تضحية هي حركة "طلاب ضد الانقلاب".

ما هي أسباب عدم توحد الحركة الطلابية حتى الآن.. وهل هناك جهود تبذل في هذا الصدد وإلى أين وصلت؟

الحركة الطلابية متوحدة بالفعل حول مطالب واحدة، وهي جامعة حرة في وطن حر والقصاص لدماء الشهداء والإفراج عن الطلاب المعتقلين.

لكن من الواضح أن هناك بعض الخلافات بينكم، وهناك تباين في بعض المواقف والرؤى؟

الجميع متفق على ما ذكرت، واستطعنا الآن أن نتوحد داخل الجامعة ونؤجل ما نختلف عليه إلى حين تحقيق الهدف الأهم والأكبر، وهو جامعة حرة ووطن حر.

وهل هناك فعاليات مشتركة بينكم أم أنها مستقلة؟

الآن نحن في مرحلة تنسيق الفعاليات، ونحن كاتحاد نعمل على ذلك منذ اللحظة الأولى.

هناك اتهامات لحركة "طلاب ضد الانقلاب" بأنها تنتمي للإخوان.. فهل هي كذلك أم أن بها أطياف أخري وهل هي العمود الفقري للحراك الطلابي؟

لا أعتقد ذلك، ولست عضواً بالحركة، ولكن كما رأينا العام الماضي كانت الجامعات محتشدة بالمظاهرات، فهل كل الطلاب هم إخوان بالطبع لا، أيضاً أغلب الشهداء الذين قتلوا برصاص العسكر لا ينتمون إلي أي تيار سياسي، وبالتالي فالغضب الطلابي والثورة الطلابية تعم كل الجامعات والطلاب وليست مختزلة في فصيل سياسي بعينه.

كيف تنظر لتجنيد الأمن لبعض الطلاب للتجسس علي بعض زملائهم؟

انظر إليها كمحاولة فاشلة لقمع ثورة انطلقت ولن تتوقف، وهذا الأمر سيزيد الأوضاع اشتعالاً وغضباً داخل الجامعات وغيرها، لأن العسكر يريد زرع الفتنة بين الطلاب، ويحاولون جعل دور الطلاب في عهد العسكر هو تعليم طلبة العلم كيف يكون مخبرين ومرشدين لأمن الدولة، لكن محاولاتهم لن تفلح وستفشل فشلاً ذريعاً بفضل وعي ووطنية الطلاب.

في اعتقادك من الذي يدير الجامعات الآن وحجم التدخلات الأمنية فيها؟

الذي يدير الجامعات الآن هي وزارة الدفاع، بدليل الوثيقة التي تم تسريبها سابقا وتؤكد ذلك، ثم صدرت عشرات القرارات والتشريعات دون أن يتنفس أي رئيس جامعة واحد، فالجامعات حالياً تحولت إلى ثكنات عسكرية، فالجنود هم من بداخلها بينما الطلاب خارجها سواء ضحايا أو مصابين أو معتقلين أو مطاردين.

بعض الإعلاميين والمسئولين يرون أن المدن الجامعية هي بؤر للإرهاب وطالبوا بإغلاقها.. كيف استقبلتم ذلك؟

البؤر الإجرامية هي من تحتل الجامعات بالدبابة والبيادة، والمدن الجامعية مغلقة منذ بداية العام الدراسي إلى الآن، ومنذ بداية العام الدراسي الحالي تم اعتقال أكثر من 250 طالبا، واستشهاد الطالب عمر الشريف، وهل هؤلاء الطلاب الذين اعتقلوا من منازلهم بدون أي تهم كانوا من سكان المدن الجامعية؟، وإغلاق المدن الجامعية هي محاولة فاشلة أيضا لكسر إرادة جيل حلم بحرية التغيير.

كيف ترى انتخابات الاتحادات الطلابية؟

عن أي انتخابات تتحدثون؟ والآن يتم اعتقال كل الرموز الطلابية، أي انتخابات ياسادة والعسكر قاموا بإلغاء انتخابات رؤساء الجامعات وأيضا تم حل الأسر الطلابية، والسيسي والعسكر يعيدون التاريخ من جديد للائحة 89 ثم اتحاد أمن الدولة الذي ينتخب يوم الجمعة.

وماذا عن أوضاع الأسر الطلابية بعد منع الحزبية؟

العمل الحزبي ممنوع بين الطلاب، ونحن كطلاب نرفضه، لكن هناك فرق بين ممارسة العمل السياسي والعمل الحزبي، نحن أمام عصابة تريد عسكرة الجامعات وإسكات صوت الطالب، ولكن هذا لن يكون، فصوت الطالب دائما حر، ودائما نقول: "لسه الطالب هو الحل"، وثورة الطلاب رقم صعب في معادلة الثورة.

كيف ترى مستقبل الحركة الطلابية في ظل ما تتعرض له؟

الحركة الطلابية في مصر دائما منتصرة، فهي لم تكن وليدة اللحظة، ولكنها منذ 120 سنة لها تاريخ كبير من النضال والكفاح، منها وقوفها ضد المحتل في 1946، ثم محاكمة الجنرالات في1964، ثم حينما قرر "السادات" إنشاء الأمن المركزي واقتحام جامعة القاهرة في 1972 مروراً بلائحة 1979، ثم "مبارك" وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير، وبعد كل هذا رحل الجنرالات وبقيت الحركة الطلابية المصرية رائدة وقوية وقادرة علي التغيير.

برأيك.. ما هو الحل لأزمة الجامعات؟

حل الأزمة في الجامعات، يتمثل في رحيل العسكر، ورفع القبضة العسكرية عن الجامعات، والقصاص لدماء 209 طلاب، وأن تكون الجامعة ملكاً للطلاب وليست ساحات لقتلهم.
التعليقات (0)