السلطة الرابعة.. إنذار لأمريكا بتغيير المسار مع نظام الانقلاب بمصر - أرشيفية
قررت صحيفة نيويورك تايمز أو "السيدة العجوز" الصحيفة الأولى في الولايات المتحدة أن تتحدث عن الوضع في مصر، ورسمت صورة قاتمه عنه، كما أنها قررت التحدث إلى الإدارة الأمريكية في كيفية التعامل مع النظام الديكتاتوري والقمعي بها ودعتها إلى التراجع عن سياساتها الخاطئة وتصحيح مسارها.
وتمثل الصحيفة السلطة الرابعة في بلاد العم سام ، وترسم شكل السياسات التي يجب أن تكون عليها أو تتبعها أمريكا محليا ودوليا ، كما تعبر عن رأي واتجاه عام للعديد من المسؤولين والمفكرين والخبراء الأمريكيين المساهمين في توجيه أو صنع القرار في البيت الأبيض.
يعد توصيف الصحيفة الأمريكية للوضع في مصر الذي جاء قاسيا وصارما من أشد التوصيفات نقدا على الإطلاق منذ قدوم عبدالفتاح السيسي على سدة الحكم في مصر وبقدر ما يراه البعض منصفا يراه الآخرون متعسفا.
ضرورة فصل المسارات في العلاقة بين القاهرة وواشنطن
أطلقت نيويورك تايمز دعوة صريحة مفادها أن على الإدارة الأمريكية عدم ربط المساعدات العسكرية بالالتزام باتفاقية السلام مع إسرائيل، بل بالتزامها أيضا بالمسار الديمقراطي الذي من شأنه أن يضمن باقي المسارات، ويعيد البلاد إلى هدوئها واستقرارها.
يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي في حديث لـ"عربي 21": "دعوة الصحيفة الأمريكية كانت دعوة واضحة لضرورة فصل المسارات في علاقة واشنطن بالقاهرة، وعدم ربط العلاقات بين البلدين على مستوى التعاون العسكري فقط، وإنما التزامها أيضا بالقواعد والمعايير في عملية التحول السياسي والديمقراطي التي تتعامل بها المؤسسات الأمريكية".
يرى البعض أن الصحيفة الأمريكية كشفت عدم مصداقية تعاطي وسائل إعلام النظام، بأن القاصي والداني في بلاد العم سام احتفى بزيارة السيسي التاريخية لبلاد الحرية، وأن الساسة والمفكرين قد تهافتوا على لقائه.
ويرى هؤلاء أن زيارة السيسي أقل ما توصف به أنه ذهب ليطفئ شعلة الحرية لا ليقتبس منها نورا، ومن ثم رجع بخفي حنين، وعاد من حيث آتى.
انقلاب السيسي وقمع الحريات والإخوان جماعة سلمية محاور المقال
يتفق الدكتور سيف عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية مع ماجاء في متن مقال الصحيفة التي أرادت التأكيد على ثلاثة أمور، أولها أن عبد الفتاح السيسي تولى السلطة عقب "انقلاب عسكري"، وأنه جاء عبر انتخابات غير نزيهة ولا تعبر عن إرادة المصريين.
ثانيها زيادة قمع الحريات وعودة مصر إلى طريق الاستبداد بسجن المعارضين السياسيين، وإسكات المنتقدين، وتشويه الإسلاميين السلميين.
ثالثها أن قادة جماعة الإخوان المسلمين، التي تصفها بأنها "الحركة السياسية القائدة في أعقاب ثورة ينايير"، يعانون في السجن، "ويصنفون كإرهابيين دون وجه حق".
الضغوط الخارجية تنازلات لصالح الغير وليس لصالح الشعب
عادة ما يخضع النظام في مصر منذ عقود إلى الضغوط الخارجية بحسب الحالة السياسية التي تمر بها البلاد أو المنطقة ويستجيب لها كليا أو جزئيا، بقدر طبيعة تلك الضغوط ومتطلباتها.
وفي هذا الصدد يرى حزب مصر القوية في تصريح لـ"عربي 21": "عادة ما يقدم النظام التنازلات لصالح القوى الأجنبية عندما تضغط في اتجاه قضية ما وليس لصالح الشعب"، بحسب قول المتحدث باسم الحزب أحمد الإمام.
ويضيف الإمام أن "رأي الصحيفة الأمريكية ليس ارتجاليا، إنما يعبر عن طبيعة مواقف حقيقية داخل مجالس صنع القرار في واشنطن وقد تدفع النظام لتبديل التنازلات الديمقراطية بتنازلات أكثر تتعلق بإمكانية استخدام إمكانيات الجيش المصري في مواجهة تنظيم داعش أو ما يعرف بالدولة الإسلامية، ويصبح التنازل القادم ليس له علاقة بالحريات مقابل غض الطرف عن ملف تصحيح المسار السياسي والديمقراطي".
على الجانب الآخر، وحيث يقف دائما الآخرون غير مرحبين بأي دعوة أمريكية باعتبارها دائما تدخلا خارجيا اعتبر الموالون للنظام أن متن المقال مؤامرة تحاك ضد إرادة شعوب المنطقة.
ويقول رئيس حزب التحالف الشعبي الدكتور عبدالغفار شكر لـ"عربي 21": "دعوة الصحيفة الأمريكية تجسد النزعة الإمبريالية لدى واشنطن في السيطرة على الغير، وفرض الوصاية عليه، ولا يمكن ربط المساعدات العسكرية الأمريكية بغير اتفاقية السلام مع إسرائيل لأنها كانت ثمنا قبلت به الولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل لتوقيعها واستدامتها".
مصر ومحاولة رسم استقرار زائف على حوائط ملطخة بالدماء
ويرى حزب مصر القوية أن لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرئيس عبدالفتاح السيسي أكبر دليل على تجاوز الولايات المتحدة لملف الديمقراطيات والحريات، وأن الهدف هو إيجاد أنظمة مسيطرة في المنطقة ولكنها غير مستقرة.
مقال نيويورك تايمز يجمل الموضوع في سطور.. أن النظام المصري فشل خلال زيارة السيسي للولايات المتحدة التي حشد لها بالمال والإعلام والدبلوماسية الخليجية في إقناع العالم الخارجي بإن ما حدث في مصر ثورة وليس انقلابا وأنها تسير على طريق الحريات، والمصالحة الوطنية، وتعزيز الديمقراطية، وعلى الإدارة الأمريكية تدارك الوضع وألا تنجر خلف استقرار زائف يحاول النظام المصري رسمه على حوائط ملطخة بالرصاص والدم.
2
شارك
التعليقات (2)
ابو امجد
الأربعاء، 08-10-201408:45 ص
سيرحا السيسي كما رحل. من قبله الطغاة. وسيعود الحق طال الزمن ام قصر.
مواطن عربي
الثلاثاء، 07-10-201401:09 ص
ان امريكا كانت و ما زالت تدعم الديكتاتوريات في مصر و هذا ما فعلته بالنسبة للسيسي و لو انها كانت تقول غير ذلك. و ان اي تعليق الآن على دكتاتورية هذا الحاكم انما لتزيد من ابتزاز هذا البلد الغالي على قلوبنا . غير ان السيسي و امثاله اغلى شيء لديهم هو الكرسي العاجي الذي يتمسكون به مهما كان الثمن و لم يتعلموا دروس التاريخ التي تقول ان اعظم قوة تعطى للحاكم بعد الله تأتي من الشعب.