ملفات وتقارير

ابن كيران: لا نحيد عن السلمية ونموت من أجل الوطن

ابن كيران يتحدث لوالدة الحسناوي أثناء تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير - (عربي21)
ابن كيران يتحدث لوالدة الحسناوي أثناء تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير - (عربي21)
بعد دموع لم يستطع ابن كيران رئيس الحكومة المغربية مغالبتها، وفي موكب جنائزي مهيب خصص لدفن رفات فقيد الحركة الطلابية المغربية عبد الرحيم الحسناوي، أكد ابن كيران أنه لا محيد عن السلمية وأن استعداده والمشروع الإسلامي الذي ينتمي إليه قائم للتضحية بالنفوس إن تعلق الأمر بأمن الوطن.

  وأضاف أمين عام حزب العدالة والتنمية أثناء دفن الحسناوي الذي اغتيل غدرا من طرف الفصيل اليساري المتطرف (النهج القاعدي- البرنامج المحلي) بمدينة فاس )شرقا)، أن "العنف مرفوض في بلادنا وأن الدولة لن تدخر جهدا لوقف موجة العنف". 

وتابع ابن كيران حديثه في كلمة مساء السبت بمدينة الجرف جنوب المغرب مسقط رأس الطالب الحسناوي (21 ربيعا)، بالقول: "نحن دولة متحضرة تتداول الخلاف بينها بالطرق السلمية، أمة يتعاون أبناؤها على الخير ويعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه".

وأردف ابن كيران تعليقا على اغتيال الحسناوي الجمعة الماضي، مخاطبا أصدقاء الشهيد ومعارفه بالقول: "أمسكوا عليكم أيديكم، نحن إن ضحينا في سبيل الله وفي سبيل هذا الوطن فلن نمس شعرة واحدة من أبنائه إلا في إطار القانون ومن قبل الدولة والأجهزة المخول لها ذلك".

وشدد المسؤول الحزبي والحكومي على أن "الفقيد انتهى إلى عفو الله". وأضاف: "إنه شهيد في سبيل الله، وعليكم بالسكينة والوقار وساهموا في الحفاظ على أمن بلدكم، وإن اقتضى منا بلدنا أي تضحية فنحن لسنا خيرا من الذين قتلوا في سبيل أن يبقى هذا الوطن آمنا".

ابن كيران الذي ناشد عائلة الحسناوي الكبيرة والصغيرة إحياء ذكراه بالرفق والعطاء والدعوة السلمية الهادئة والإحسان، وأن لا يقابلوا الإساءة بالإساءة، قال إنه حضر هذه الجنازة لأنه يقدر أن الشاب الحسناوي نشأ في طاعة الله، وأنه جاء لمساندة أسرته.

وكشف ابن كيران في ذات المناسبة الأليمة، أن اتصالا جرى بينه وبين العاهل المغربي محمد السادس وأن هذا الأخير أعطى تعليماته لمواجهة مثل هذه السلوكات بالجامعات، وأنه أمر بمواجهة العنف الجامعي بصرامة، وإنهاء ما تشهده الجامعات المغربية من مظاهر العنف، لتفادي تكرار واقعة استشهاد الطالب عبد الرحيم الحسناوي مستقبلا.

وضمن تطورات قضية اغتيال الطالب الحسناوي العضو بمنظمة التجديد الطلابي الإسلامية علم "عربي21"، أنه تم اعتقال مشتبه فيه خامس يفترض أن يكون هو المنفذ الفعلي لعملية الاغتيال.

وأفادت المصادر ذاتها بأن المعتقلين الأربعة المحسوبين على تنظيم النهج القاعدي -البرنامج المرحلي- والذين اعتقلتهم الشرطة مساء الخميس الماضي، تمت إحالتهم صباح الأحد، على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس، والذي أحالهم بدوره على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها.

وقرر قاضي التحقيق عقب الاستماع إليهم إيداع ثلاثة منهم في سجن عين قادوس رهن الاعتقال الاحتياطي، ومتابعة الرابع في حالة سراح في انتظار مثولهم في جلسة التحقيق التفصيلي  في جلسة يوم  26 أيار/ مايو القادم.

ووجهت إلى المشتبه فيهم تهم القتل العمد، ومحاولة القتل العمد لمتهمين اثنين من بين الثلاثة المتابعين في حالة اعتقال، فيما وجهت للثالث تهم المشاركة في القتل العمد والمشاركة في محاولة القتل العمد. 

وفي سياق متصل، أعلن الحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر بالحكومة المغربية، عزمه على إخراج قانون يضع حدا لظاهرة العنف بالجامعة المغربية، وإن كان بعض المتتبعين يقللون من فعالية الخطوة، مستدلين على ذلك بالمذكرة الثلاثية الموقعة بين وزراء الداخلية والتعليم العالي والعدل والحريات التي تهدف لمنع العنف، غير أنها لم تفعل.

وبلغ إلى علم الصحيفة، أن سؤالا رقابيا حول ملابسات اغتيال الحسناوي ومسؤولية الأمن في ذلك وحيادية التحقيق القضائي في الموضوع في طريقه للحكومة، كما أنه أثير الموضوع من طرف فريق العدالة والتنمية أكبر فريق نيابي بمجلس النواب (105 أعضاء)، وذلك أثناء جلسة عمومية عقدها مجلس النواب مساء الجمعة الماضي.

والدة المغدور، قالت في تصريح إعلامي إنها وهبت ابنها لله وإنها تسامح من قتله، فيما قال أخو الضحية في تصريح مماثل إن أخاه ذهب عند الله وإن الرهان هو حول كيفية حماية طلبة آخرين من إزهاق أرواحهم في المستقبل. 

من جانبها، عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي ندوة صحافية مساء الأحد 27 نيسان/ أبريل 2014 بالعاصمة الرباط، قدمت من خلالها روايتها لفاجعة اغتيال الشاب الحسناوي "بدم بارد من طرف عصابة النهج القاعدي الإرهابية".

وحمّلت "التجديد الطلابي" في شخص رئيسها مسؤولية الحادث للأمن والدولة المغربية، مطالبا إياها بإعلان الفصيل اليساري المتطرف مرتكب عملية الاغتيال تنظيما إرهابيا.

وأكدت الحركة عزمها على التوجه للقضاء ضد القناة الثانية المغربية "دوزيم" بالنظر لخلطها بين الضحية والقاتل، وبحديثها عن مواجهات بين فصيلين، في الوقت الذي تؤكد المنظمة أن الأمر يتعلق بهجوم مسلح بالسيوف على طلبة عزل أفضى لإصابة 16 طالبا، اثنان منهم لا يزالان في قسم المستعجلات (العناية المركزة).
0
التعليقات (0)

خبر عاجل