جلعاد كان مسؤولا عن تحديد بنك الأهداف خلال انتفاضة الأقصى- أرشيفية
يتضح من خلال تغطية الإعلام الإسرائيلي أن المسؤولين الإسرائيليين الأكثر نفوذاً لدى سلطة الانقلابيين في مصر هم الذين يزخر سجلهم بعدد كبير من الجرائم ضد العرب والفلسطينيين.
فقد كشف موقع صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم الخميس النقاب عن أن الجنرال عاموس جلعاد، مدير الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية هو أكثر الإسرائيليين قرباً لدوائر صنع القرار في سلطة الانقلاب، حيث يتمتع بقدرة الوصول في أي وقت لجميع المستويات العليا في الجيش والمخابرات المصرية.
وأشادت الصحيفة بالدور الذي يلعبه جلعاد في الحفاظ على المصالح الإسرائيلية من خلال توظيف علاقاته الشخصية مع المستويات الحساسة في سلطة الانقلاب.
ونوهت الصحيفة إلى أنه إلى جانب جلعاد يلعب كل من الجنرال إيتان دينجوت، المسؤول عن الضفة الغربية وقطاع غزة في وزارة الدفاع والجنرال نمرود شيفر، رئيس قسم التخطيط في الجيش دوراً في التنسيق مع قيادة الجيش المصري.
ومن خلال بحث أجراه "عربي 21" تبين أن كلاً من جلعاد ودينجوت وشيفر هم من الجنرالات الإسرائيلييين الذين ارتكبوا عدداً كبيراً من الجرائم بحق العرب والفلسطينيين.
فقد شغل جلعاد خلال انتفاضة الأقصى منصب قائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، وكان بفعل موقعه هذا المسؤول عن تقديم التقديرات المهنية التي على أساسها يتم اتخاذ القرارات بشأن التعاطي مع العرب والفلسطينيين.
وقد حمّل وزير التعليم الإسرائيلي الأسبق يوسي ساريد جلعاد المسؤولية عن تأجيج المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى من خلال توصياته للحكومة الإسرائيلية بتكثيف عمليات القمع ضد الفلسطينيين في مسعى لحسم المواجهة، وهو ما تبين لاحقاً أنه قد أسهم في زيادة وتيرة عمليات المقاومة.
ومن خلال موقعه في قيادة "لواء الأبحاث" كان جلعاد المسؤول عن إعداد "بنك الأهداف" خلال انتفاضة الأقصى، وضمن ذلك مسؤوليته عن تحديد القيادات الفلسطينية المرشحة للتصفية.
وقد كشف الصحافيان الإسرائيليان آفي سيخاروف وعاموس هارئيل في كتابهما "الحرب السابعة"، الذي تناول انتفاضة الأقصى أن جلعاد لعب دوراً مركزياً في دفع الحكومة الإسرائيلية للمصادقة على عمليات الاغتيال التي تمت عبر تدمير البيوت على قاطنيها، كما حدث في عملية اغتيال الشيخ صلاح شحادة، قائد "كتاب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس.
ولا خلاف في إسرائيل على أن جلعاد كان مهندس نظرية نزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عبر اتهامه بإصدار الأوامر لعناصر حركة "فتح" بتنفيذ عمليات استشهادية.
وقد أقر الجنرال عاموس مالكا، الذي كان رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية أثناء تولي جلعاد قيادة لواء الأبحاث في الشعبة أنه على الرغم من أنه كان قائد جلعاد، وعلى الرغم من أنه لم يتفق معه، إلا أن جلعاد تمكن بقدرة "اقناعه" من "شيطنة" عرفات.
وفيما يتعلق بإيتان دينجوت، فقد كان قائد سلاح المدفعية أثناء حرب لبنان الثانية وحرب غزة 2008، وكان المسؤول المباشر عن عمليات القصف المدفعي المباشر التي استهدفت التجمعات السكنية المدنية والتي أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين.
أما نمورد شيفر فقد شغل خلال حرب 2008 على غزة منصب قائد أركان سلاح الجو الإسرائيلي، وكان بصفته هذه المسؤول عن تنسيق الغارات الي شنتها الطائرات الإسرائيلية والتي تسببت في سقوط العدد الأكبر من الفلسطينيين خلال الحرب.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم الخميس النقاب عن أن إسحاق مولخو مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان المسؤول عن اقناع المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر عام 2012 بالإفراج عن 19 من الناشطين الحقوقيين الأمريكيين بعد صدور قرار قضائي مصري بتوقيفهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مولخو توجه إلى القاهرة في ذلك الوقت ونسق اتصالا بين رئيس المخابرات الأمريكية "السي آي إيه" ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي، حيث تم الاتفاق على إطلاق سراح الأمريكيين، على الرغم من صدور القرار القضائي.