امرأة مسنة تشارك المتظاهرين في جمعة "الطلاب يشعلون الثورة" عبر رفع شعار رابعة من شرفة منزلها (الأناضول)
قتل متظاهر على الأقل من مؤيدي الرئيس محمد مرسي في السويس وأصيب عشرات آخرون بالرصاص والخرطوش والغاز في مناطق مختلفة في مصر، بينما سادت حالة من الكر والفر بين قوات الأمن المصرية والمشاركين في المسيرات في القاهرة وعدة محافظات مصر في جمعة "الطلاب يشعلون الثورة".
وخرجت المسيرات بعد صلاة الجمعة رغم سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة الناتجة عن عاصفة "ألكسا" القادمة من روسيا وتأثرت بها دول شرق المتوسط ومصر.
ومسيرات الجمعة تأتي استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، ضمن أسبوع احتجاجي جديد يدعم الحراك الطلابي بعد أيام من مواجهات بين قوات الأمن وطلاب بجامعتي الأزهر والقاهرة، بحسب بيان للتحالف، الذي اختار شعار "الطلاب يشعلون الثورة" للمظاهرات.
وردد المشاركون في المسيرات هتافات من بينها "مهما تشتي ومهما تمطر يسقط يسقط حكم العسكر" ، "ميه ميه (ماء) ساقعة ساقعة (باردة).. الداخلية واقعة واقعة (ستسقط)"، "يسقط يسقط حكم العسكر"، "متكتكين (نعاني البرد الشديد) ومكملين (مستمرون)"، كما رفعوا شارات رابعة العدوية، ولافتات تحمل عبارات تحمل تاريخ اليوم، وتؤيد الحراك الطلابي.
وتكرر مشهد الكر والفر بين قوات الأمن والمشاركين في أكثر من مسيرة بينها مسيرات "شبرا الخيمة"، شمالي القاهرة، وحلوان، جنوبي القاهرة، وكذلك الحال في مدينة نصر، شرقي العاصمة.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز على مسيرة انطلقت من أحد مساجد مدينة نصر، شرقي القاهرة، في طريقها إلى مدينة السكن الجامعي لطلاب جامعة الأزهر، ورد المتظاهرون عليها بالقذف بالحجارة وسط حالات كر وفر بين الجانبين.
وأنهى المتظاهرون المسيرة خشية مزيد من الاحتكاك بقوات الأمن، لا سيما بعد إصابة العشرات بالاختناق، بحسب المشاركين فيها.
وتكرر المشهد نفسه في شبرا الخيمة، شمالي القاهرة، عندما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق مسيرة لأنصار مرسي، ما دفعهم إلى الفرار باتجاه الشوارع الجانبية قبل أن يتمكن الأمن من توقيف عدد منهم، لم يتبين عددهم على الفور.
وامتدت المظاهرات إلى أغلب أحياء القاهرة وكان أكثرها زخما في مدينة حلوان (جنوب)، وسط تواجد أمني مكثف ، وهو ما أثار قلق المشاركين في المظاهر من احتمال اللجوء إلى القوة لتفريقهم.
ورغم برودة الطقس والأمطار بغزارة، إلا الفعالية شهدت مشاركة نسائية وشبابية واسعة، ورفعوا شعارات تطالب بإلافراج عن جميع "المعتقلين"، وعلى رأسهم الطلاب، وفقا لمراسل الأناضول. كما شهدت لافتات تدعو إلى مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، المزمع إجراءه خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال شهود عيان لـ"الأناضول" إن قوات الأمن أوقفت 3 سيدات من المشاركات في المظاهرات، وأعلن لاحقاً أنه تم الإفراج عنهن.
وفي حي المعادي (جنوب)، خرجت مسيرة حاشدة جابت شوارع الحي الراقي وسط تساقط الأمطار والثلوج بكثافة، فيما استعان المتظاهرون بالمظلات للاحتماء قدر الإمكان، ولاحقتهم قوات الأمن ما دفع المشاركين فيها إلى إنهائها.
وأنهى متظاهرون مسيرات أخرى كانت قد انطلقت بأحياء عدة في الجيزة، غربي القاهرة، وأبرزها بالهرم والعمرانية، على وقع اشتباكات مع قوات الأمن استخدمت فيها الحجارة، حسب شهود.
وفضت قوات الأمن مسيرة لأنصار مرسي في محافظة بورسعيد، شمال شرق البلاد، مستخدمة قنابل الغاز، قبل أن توقف ثمانية أشخاص من المشاركين فيها.
كما فرق الأمن كذلك عدة تظاهرات بمحافظة المنيا، وسط البلاد، وسادت حالة من الكر والفر، وألقت القبض على عشرات المتظاهرين، لم يتبين عددهم بدقة على الفور، وفق شهود عيان.
وشهدت الاسكندرية في شمالي البلاد، التي كانت أكثر المدن تعرضا للأمطار والثلوج، خروج 5 مسيرات لأنصار مرسي، شملت أحياء (السيوف، العوايد، المندرة، الهانوفيل، برج العرب)، قبل أن تشهد مسيرة "العوايد" مواجهات مع مجهولين استخدمت فيها الحجارة وتفرقت المسيرة.
وقامت قوات الأمن في ميدان "بالاس" بمحافظة المنيا، وسط البلاد، بمحاصرة مسيرة لأنصار مرسي، وأطلقت قنابل الغاز لتفريقهم، وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين، بحسب شهود عيان.
وبحسب مراسلي الأناضول، فقد شهدت محافظات بني سويف(وسط)، المنوفية (دلتا النيل)، قنا (جنوب)، الإسماعيلية (شمال شرق)، مسيرات مماثلة لأنصار مرسي.
قتيل مصابون:
وقال مصدر طبي بمدينة السويس، شرق القاهرة، إن أحد المتظاهرين قتل الجمعة، جراء إصابته بالرصاص خلال اشتباكات شهدتها المظاهرات في المدينة.
وأضاف رضا زغلول، مدير الطوارئ بمستشفى "السويس العام" لوكالة الأناضول، إن الشاب، ويدعى خالد صالح يوسف (23 عاما)، أصيب بطلق ناري في الرقبة خلال الاشتباكات التي اندلعت بميدان الأربعين (وسط السويس).
ومن جهة أخرى، أوضح زغلول أن عدد الإصابات جراء اشتباكات اليوم وصلت إلى عشر حالات، بينهم طفل مصاب بطلق ناري بالرقبة أيضا، دون أن يوضح طبيعة إصابات التسعة الآخرين.
وشهد ميدان الأربعين اليوم حالة من الكر والفر بين متظاهرين داعمين لمرسي، وقوات الأمن التي حاولت تفريق المظاهرة بقنابل الغاز.
ولم يعرف مصدر الرصاص الذي تعرض له القتيل، فيما تقول قوات الأمن عادة إنها تلتزم بإجراءات فض التظاهرات الواردة في قانون التظاهر، الذي تم إقراره الشهر الماضي، ويلزم أي مجموعة تريد التظاهر إخطار الداخلية بتفاصيل المظاهرة قبل تنظيمها.
كما أصيب العشرات من المشاركين في مسيرة لأنصار مرسي بالفيوم، جنوب غربي القاهرة، بالاختناق جراء الغاز المسيل للدموع، وكذلك أصيب اثنان من رجال الشرطة، بحسب شهود عيان.
أصيب متظاهر بطلق ناري خلال اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في الفيوم. وقال شهود عيان ومصادر طبية إن بلال بدوي، الطالب بجامعة الأزهر، أصيب بطلق ناري في الكتف والبطن، ويخضع لجراحة عاجلة لاستخراج الرصاصتين بمستشفى الفيوم العام، ويعاني من حالة حرجة.
وقال مجدى السيد عبد الرحمن، مدير إسعاف الفيوم، لوكالة الأناضول، إن الطالب سقط على الأرض عقب إصابته بالرصاص وظن المحيطين به أنه فارق الحياة، قبل نقله إلى المستشفى ليتبين لاحقا أنه لا يزال على قيد الحياة.
وأوضح عمر أحمد، صديق المصاب والذي يرافقه بالمستشفى، أن الأطباء أبلغوه ان حالته "حرجة للغاية"، مشيرا إلى أنه أصيب خلال مسيرة لأنصار مرسي في منطقة "دحدرة هدى"، بالفيوم.
ويسمح قانون التظاهر لقوات الأمن بالاستخدام المتدرج في القوة لفض المظاهرة "غير القانونية"، تبدأ بتوجيه إنذارات عبر مكبرات الصوت للمتظاهرين بالانصراف، ثم محاولة تفريقهم بخراطيم المياه والهروات، ثم استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، ويفرض عقوبات بالسجن والغرامة المالية على المخالفين ومن يحمل السلاح خلال المظاهرة.
وفي حالة عدم جدوى الوسائل السابقة وقيام المتظاهرين بأعمال عنف وتخريب أو التعدي على الأفراد والقوات تقوم قوات الأمن باستخدام الطلقات التحذيرية ثم قنابل الصوت والدخان ثم طلقات الخرطوش (طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية) المطاطي ثم الخرطوش غير المطاطي، وفى حالة استخدام المتظاهرين لأسلحة نارية يتم التعامل معهم بما يتناسب لرد الاعتداء على النفس والمال، وفق نص القانون.
واليوم هو بداية الأسبوع الـ 25 من الاحتجاجات المؤيدة لمرسي، التي بدأت في 28 حزيران/ يونيو الماضي، واليوم الـ 169 منذ ذلك التاريخ، والـ 164 منذ عزل مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، والـ 121 على فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة في 14 آب/ أغسطس الماضي.
ومنذ عزل مرسي، ينظم أنصاره فعاليات احتجاجية يومية للمطالبة بعودته إلى منصبه، الذي عزله منه قيادة الجيش بمشاركة قوى دينية وسياسية، بعد عام واحد قضاها في رئاسة البلاد من فترته الرئاسية البالغة 4 أعوام.