مقالات مختارة

استضافة قطر كأس العالم فضحت عنصرية وحملة افتراءات الغرب!

عبد الله الشايجي
1300x600
1300x600

لا شك أن دولة قطر حققت الكثير من الإنجازات برغم محدودية قدراتها، متمثلة بقول المتنبي:

"وإذا كانت النفوس كبارا** تعبت في مرادها الأجسام"، حتى صارت قطر تلعب مع الكبار في شتى المجالات بدبلوماسيتها النشطة والجريئة بالوساطة وحل النزاعات، وجمع الخصوم-أمريكا وطالبان وأمريكا وإيران حول الملف النووي. والتوسط وحل النزاعات الإقليمية من أفغانستان إلى الصومال والسودان وتشاد ولبنان واليمن. كما وسعت قطر علاقات مميزة، ونسجت شبكة علاقات وشركات إقليمية ودولية في الأمن والطاقة والاستثمارات. تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وقاعدة تركية وترتبط بعلاقات مميزة مع الدول الفاعلة. ما يكسب قطر رصيدا كبيرا من المصداقية والتقدير.


سجل قطر يؤكد أنها حليف موثوق في أمن الطاقة، وخاصة بتطويرها قدرات كبيرة في إنتاج وتصدير الغاز المسال- وبرز ذلك جليا اليوم بحرب روسيا على أوكرانيا، وتسابق الدول الغربية لتوقيع اتفاقيات تصدير الغاز المسال لأوروبا. وتعهد الشيخ تميم بن حمد بمزيد من الاستثمارات في تطوير حقل الشمال، أكبر حقل غاز طبيعي في العالم تتشارك به قطر مع إيران.

تعلم قطر أنها بمجرد استضافة كأس العالم، ستتعرض لحملة عداء وتطاول، وافتراءات للنيل من مكانتها، وستفتح ملفات حقوق الإنسان وحق المثليين حتى المناخ. أعلن الأمير الوالد بعد نيل قطر استضافة كأس العالم عام 2010-"اليوم نحتفل وغدا نبدأ العمل".

وتسابق قادة الغرب من باراك أوباما في أمريكا إلى قادة الدول في أوروبا، وإعلاميون وناشطون في مجالات شتى، بإطلاق حملة انتقادات وافتراءات، تتساءل وتشكك بإمكانية وأحقية قطر باستضافة الحدث الرياضي الأبرز عالميا على مستوى العالم، بدلا من الإشادة باستحقاق قطر ذلك التكريم وتفوقها على دول كانت تنافس قطر على استضافة كأس العالم عام 2010، ووضع قطر على خريطة العالم كقوة صاعدة تستحق التشجيع والدعم، بعد انتزاع شرف استضافة البطولة من دول كبرى في أوروبا وآسيا وأمريكا.

في عام 2015 اتفقت قطر مع الفيفا على إجراء بطولة كأس العالم كما هي العادة من شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو إلى تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف في قطر. زاد تغيير موعد انطلاق بطولة كأس العالم 2022 من وتيرة الانتقادات ضد قطر، بسبب إرباك جدول مباريات البطولات الكروية في الدوريات الأوروبية وغيرها حول العالم.

كما شاركت وسائل الإعلام الغربية وخاصة البريطانية بتسليط الضوء على وضع العمالة الوافدة في الدولة. وفي سابقة وبرغم أن منتخب فرنسا بطل كأس العالم عام 2018 في روسيا، الصادم أن مدنا فرنسية وبلجيكية حتى برلين عاصمة ألمانيا، لن تنصب شاشات عملاقة في "منطقة المشاهدين (Fan Zones)، وسط ساحات مدنها الكبيرة لنقل مباريات كأس العالم من قطر، كما هي العادة!

في هذا السياق، كان لافتا توجيه الشيخ تميم بن حمد في خطابه في افتتاح دور انعقاد مجلس الشورى الأسبوع الماضي، لانتقاد علني نادر لتعرض قطر "لحملة غير مسبوقة" من "الافتراءات وازدواجيه المعايير"، بسبب استضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم. وأكد سموه: "تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل واعتبرنا أن بعض النقد إيجابي ومفيد يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير". لكن، تواصلت واتسعت الحملة بافتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغا جعل العديد يتساءل للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة"!

شملت الحملة التهجم والافتراءات ضد قطر، مروحة واسعة من الانتقادات والافتراءات من الأجواء الطبيعية ولأول مرة تغيير موعد البطولة من الصيف إلى الشتاء، وطبيعة المجتمع القطري المحافظ، والموقف من المثليين، وسجل قطر في حقوق العمال الوافدين الذين شيدوا الملاعب الرياضية، وحقوق المرأة وحقوق الإنسان. بينما لم نسمع انتقادات تذكر للدول التي استضافت كأس العالم. وأكد سمو الأمير، بذل قطر جهودا حثيثة لدحض الاتهامات الموجهة إلينا، مذكرا بإجراء إصلاحات للقوانين. كما يكرر أمير قطر أن استضافة قطر كأس العالم هو إنجاز عربي، والبطولة المرتقبة "مناسبة لإظهار "هويتنا الحضارية".

أحد أسباب هذه الحملة السلبية الممنهجة، كون دولة قطر، أول دولة خليجية - وعربية- وشرق أوسطية-وإسلامية-ونامية تستضيف كأس العالم. تنطلق مباراة افتتاح البطولة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر القادم- ومباراة التتويج بكأس العالم في 18 كانون الأول/ديسمبر، تزامنا مع يوم قطر الوطني.


الحقيقة، برغم ما بذلته قطر من جهد وتحولت كما أشاهد بزياراتي المتعددة لورشة عمل بناء ملاعب رياضية على أحدث طراز وشبكة مترو ونقل جماعي لتضمن نجاح الحدث الرياضي الأبرز، ووضع قطر على الخريطة العالمية، لم تتعرض دولة تستضيف كأس العالم، وأهم حدث رياضي عالمي، لما تتعرض له أي دولة مستضيفة في العالم.

آخر من انضم للحملة، وزيرة الداخلية الألمانية. وحسنا فعلت وزارة الخارجية القطرية باستدعاء السفير الألماني في الدوحة، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية برفض تصريحات الوزيرة الألمانية. كما أن ازدواجية المعايير فاضحة بالتجني على قطر، بينما تغافل وتغاضى المسؤولون والإعلام في الغرب عن تجاوزات دول استضافت كأس العالم في البطولات السابقة، خاصة روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، لم نسمع حملات افتراءات ناقدة وسلبية عن الجرائم والتجاوزات!

لكن وسط زحمة الافتراءات والتطاول الممنهج، ظهر صوت عقلاني يشكل الاستثناء من وزير الخارجية البريطاني الجديد جيمس كلفرلي بمناشدته المشجعين البريطانيين: "نفهم أن قطر دولة مسلمة ولديها نقطة انطلاق ثقافية مختلفة جدا عنا. أعتقد أنه من المهم عندما تكون زائرا لبلد، أن تحترم ثقافة الدولة المضيفة".

جميعنا نتطلع وندعو ونحن نتابع مباريات كأس العالم في دوحة العرب، بالنجاح لبطولة مميزة، تكون نجاحا لنا جميعا عربا ودولا نامية، ليكون ذلك النجاح الرد الحاسم على حملة الافتراءات وإضافة لرصيد قوة قطر الناعمة.

 

 (الشرق القطرية)


2
التعليقات (2)
الهواري الحزائري
الجمعة، 04-11-2022 05:16 م
بتوفيق لقطر
مسلم عربي
الإثنين، 31-10-2022 07:47 ص
لا أفهم لماذا يتم النعيق ليل نهار على إستضافة قطر لمباريات لعب و لهو أقل ما يقال فيها أنها سخيفة و هدر للأموال و إلهاءا للشعوب العربية و المسلمة خاصة عن أداء رسالتها للأمم ..، و لكأن قطر أعادت أمجاد المسلمين إلى عصورها السامية...! و الحقيقة أن هذه "النشاطات" ما أقيمت إلا لتزيد شعوبنا وهنا وتفاهة و إنحطاطا.. إنتهوا خيرا لكم...‏‎ ‎