صحافة دولية

ECO: البيوت العائمة التاريخية ضحية إدمان مصر على الأسمنت

تم هدم أحياء عمرها قرون وطرد آلاف الأشخاص- جيتي
تم هدم أحياء عمرها قرون وطرد آلاف الأشخاص- جيتي

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا أشارت فيه إلى أن البيوت العائمة الملونة التي ترسو على طول نهر النيل كانت تعتبر جزءا مهما من القاهرة منذ القرن التاسع عشر، ومع ذلك أمرت السلطات المصرية بإزالتها.

 

وبررت الحكومة المصرية قرار الإزالة بأن تلك البيوت غير آمنة وتفتقر إلى التصاريح.

 

وذكرت الصحيفة أن الحكومة المصرية أوقفت تجديد تصاريح البيوت العائمة قبل عامين، وقد بدأت مؤخرا في سحبها بعيدا. المسؤولون خجولون بشأن خططهم لضفة النهر. إذا كان الماضي دليلا، فسيتم استبدال القوارب بمطاعم ومقاهٍ، وستُدفن حدائقها المورقة تحت الخرسانة.

 

وأضافت أن "الرئيس المصري المستبد عبد الفتاح السيسي مدمن على هذه الأشياء ووزراؤه يتفاخون بحوالي 550 كيلومترا من الطرق الجديدة. والبنية التحتية المتداعية في مصر بحاجة إلى التجديد. كما أنه يرضي الحلفاء. وغالبا ما يكون الجيش المقاول الرئيسي في الأعمال الكبيرة ويمتلك مصانع لإنتاج الأسمنت والصلب ومواد أخرى".

 

اقرأ أيضا: NYT: هدم البيوت العائمة على النيل يلغي جانبا من تاريخ القاهرة

ولكن تم هدم أحياء عمرها قرون وطرد آلاف الأشخاص. ويتلقى الكثير منهم إشعارا قصيرا. تمر بضعة أيام فقط بين العلامات الحمراء التي توضع على أبوابهم وقدوم الجرافات التي تهدر في شوارعهم. لا يوجد مكان للعاطفة أو الحفاظ على التاريخ. قد يتم هدم مقبرة من القرن السابع في شرق القاهرة.


نادرا ما يستشير المسؤولون الجمهور في المشاريع. إذا فعلوا ذلك، فربما أثار أحدهم أسئلة حول الطريق السريع الجديد على الساحل الشمالي. ذلك الطريق يسرّع الرحلة إلى المساحات المتزايدة للفيلات التي يمتلكها الأثرياء المصريون على طول البحر الأبيض المتوسط.


لكن العديد من الذين استخدموه يصفونه بأنه مصيدة موت، حيث أن مخارج البنايات تفتح مباشرة على الطريق السريع، مما يؤدي إلى ازدحامات خطيرة. تم تصميم المخارج بشكل غريب وتفتقر إلى العلامات.

 

يُظهر أحد مقاطع الفيديو التي تم الاستهزاء بها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي دوارا مرتفعا بمسارب غير مكتملة وسائقين مرتبكين يسيرون عكس اتجاه السير. وفي 28 حزيران/ يونيو قتل سبعة أشخاص في حادث.


يقول السيسي إن الطريق لم ينته وأن الرافضين يريدون تشويه سمعة حكومته. لكنه وعد أيضا شخصيا بمراجعة شكاواهم. ربما ليس من قبيل المصادفة أن أبناءه لديهم منازل قريبة على الطريق السريع. وغني عن القول، أن أصحاب البيوت العائمة يفتقرون إلى مثل هؤلاء الجيران ذوي النفوذ.

 

 

التعليقات (0)