انتقدت صحيفة عبرية طريقة تعامل إدارة جامعة حيفا العبرية
التي عملت على إقصاء الطلاب العرب من منحة دراسية خصصت فقط لمن لديهم شهادة ثانوية
في أحد المواضيع اليهودية.
وأوضحت "
هآرتس" في تقرير لها أن جامعة حيفا العبرية،
التي بها نسبة الطلاب العرب هي الأعلى في الداخل المحتل عام 1948، "عرضت منحة
تقصي الطلاب".
وذكرت أن "منحة "محبة العالم" مخصصة لطلاب
السنة الأولى، الذين لديهم شهادة "البجروت" في إحدى المواد اليهودية مثل التوراة،
وهي مادة تشكل شرطا إلزاميا للحصول على شهادة "البجروت" في المدارس اليهودية،
بهذا، الجامعة فعليا تميز ضد الطلاب غير اليهود، الذين لا يتم اختبارهم في هذه المواد".
وأفادت أن قيمة المنحة 2000 دولار سنويا، وهي ممولة من قبل
رجل الأعمال البرازيلي إيلي هورن الذي يتبرع للمنظمات العاملة في المجتمع الأصولي.
وأكد الأكاديمي ايلان تسبان من الجامعة، وهو يعارض المنحة،
أن "الدعم المالي، الذي يصل لنصف الرسوم الدراسية الشاملة، لا يمكن أن يعطى بصورة
تميز بين اليهود والعرب، رغم كل محاولات التملص للجامعة، فدعم اليهود فقط، ليس جزءا
من أجندة مناسبة لمؤسسة أكاديمية، وبالتأكيد ليس لمؤسسة بها 40 في المئة من الطلاب
هم من العرب".
وقال: "إذا كان المتبرع يريد التبرع لأهداف خاصة، يهودية
– دينية، فلا يجب على الجامعة تبنّي هذه الأهداف وتحويلها لغاية لها".
وقالت ممثلة عن الجامعة، إنه "باستثناء الشرط الأساسي،
كل ما هو مطلوب من الطلاب أن يجتازوا دورتين في موضوع يهودي والمشاركة في نشاط اجتماعي
يشمل، ضمن أمور أخرى، جولات ومؤتمرات لمدة 24 ساعة".
واشترطت بأن "الطالب الذي ليس لديه شهادة "البجروت"
في التوراة أو الدراسات التلمودية، يمكنه أن يترشح للمنحة في السنة الدراسية الثانية،
شريطة أن يجتاز دورتي استكمال في مجال اليهودية أو الثقافة اليهودية بعلامة 80 فما
فوق، مع منح الأفضلية لمن أدى الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية".
بدوره، انتقد البروفيسور يوفال يوناي، من قسم علم الاجتماع
في الجامعة، بشدة ما ذهبت إليه جامعته في هذا الجانب، معتبرا أن هذا "تمييز"
ضد الطلاب العرب، وعمليا "هذا يعني إخراج العرب بشكل عام من هذه القصة".
كما انتقد أمير رية، رئيس "حداش" في جامعة حيفا،
القرار، وتساءل: "لماذا يجب على الطالب العربي تعلم التوراة؟ هناك عدد قليل من
المنح للطلاب العرب وعدد كبير من المنح للطلاب اليهود، كان لدي الأمل أن توفر الجامعة
التي تدعي التعامل بالمساواة، منحا لكل الطلاب بصورة متساوية".
وأشارت "هآرتس" إلى أنه "في البداية أعطيت
المنحة لمن أنهوا الخدمة العسكرية أو المدنية، ولكن على خلفية طلب منظمة حقوق المواطن
التي أكدت أن شروط المنحة تخرق مبدأ المساواة بين الطلاب، تم تغيير الشروط، ولكن تؤكد
الجمعية أن الشروط الجديدة توسع التمييز تجاه المجموعة غير اليهودية في الجامعة".
وأكدت المحامية غدير نيقولا، التي قدمت الدعوى من قبل منظمة
حقوق المواطن، أن هذه الشروط "هدفها تهويد جامعة حيفا"، رافضة تلك الشروط
لأنها "تمييز على أساس القومية والدين، وهذا يمس بصورة شديدة بحقهم في المساواة
والكرامة".
وأوضحت المحامية في كتاب الدعوى أن "الحديث يدور عن
إبعاد كامل لمجموعة كاملة يتم التمييز ضدها على أساس انتماء وطني وديني، وفعليا، هذه
منحة مخصصة للطلاب اليهود، وهي ليست المنحة الأولى التي مولها هورن في الجامعة ودفعت
قدما بمضامين يهودية".
ونوهت الصحيفة أن "الجامعة رفضت إعطاء تفاصيل عن الأسباب
التي أدت إلى التغيير في شروط استحقاق المنحة، لكن يبدو أن القرار اتخذ على خلفية الخوف
في المؤسسة الأكاديمية من انتقاد جماهيري وقانوني".