هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أضاف الفلسطينيون أبناء الجليل والمثلث
والنقب ومدن الساحل المختلطة، لسجلهم الكفاحي المشرف طويل الأمد، مآثر جديدة إلى
يوم الأرض 1976، وتضحيات تشرين أول أكتوبر 2000، وما بينهما وقبلهما وما بعدهما.
أولا سجلوا انتفاضة 10 أيار الرمضانية
عام 2021، أحبطوا خلالها مسيرة الرايات واحتفالات المستعمرة وأدواتها بيوم احتلال
القدس الخامس من حزيران 1967، الذي صادف حسب التوقيت العبري العاشر من أيار 2021.
انتفاضة أيار سجل الفلسطينيون لأول مرة
منذ عام 1948، احتجاجات وتحركات شعبية وتضامنا مع القدس والأقصى وأهالي الشيخ جراح،
من قبل أبناء المدن الفلسطينية الخمسة المختلطة: يافا واللد والرملة وحيفا وعكا،
وانحيازهم لقضية شعبهم ولفلسطينيتهم.
انتفاضة المدن المختلطة الخمسة ذات
الأغلبية العبرية الإسرائيلية والأقلية العربية الفلسطينية، فاجأت قيادات المستعمرة
السياسية والأمنية وأذهلتهم، مثلما أنعشت الفلسطينيين أبناء المناطق الأخرى، وأطلق
عليها القائد الفلسطيني محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا على أنها "انتفاضة
الكرامة" فقد توهم الإسرائيليون أو أغلبيتهم، أن اندماج الفلسطينيين في
الحياة المعيشية اليومية، لدى المدن المختلطة التي يغلب عليها الطابع العبري،
الإسرائيلي، اليهودي، وكأن سكانها من الفلسطينيين العرب قد تصهينوا واقعا، وقبلوا
بالأمر الواقع لصالح مشروع المستعمرة ونجاحها، فجاء الرد أن هؤلاء جوعى لعروبتهم
وإسلامهم ومسيحيتهم ودرزيتهم، ولديهم لهفة كامنة للتعبير عن فلسطينيتهم، بعد سبعين
سنة من عمر المستعمرة وطرد أغلبية سكانها الأصليين منها، فجاء الرد من الشباب،
ليثبتوا كما قال طلب الصانع أنهم أكثر ولاء وانحيازا لشعبهم وقضيتهم من تسلل
اليأس أو الإحباط، لآبائهم وأجدادهم، وأن نظرية الكبار يموتون والصغار ينسون، قد
كُسرت وهُزمت فمات الكبار ولم ينس الصغار أصلهم وبلدهم وكل ما ينتمون إليه من أثر
وتراث فلسطيني.
ثانيا المفاجأة الأخرى، والتسجيل
الكفاحي الثاني الذي تحقق يوم 11 كانون ثاني 2022، فهو من النقب، فقد سجل أهالي
النقب انتفاضتهم ردا على مخططات ومشروع المستعمرة لمصادرة أراضي قرية سعوة
الأطرش، وتضامن كل أهالي النقب من راهط المدينة العربية الوحيدة القائمة بشموخ وسط
المستعمرات، ومن القرى الممتدة على مساحة النقب وسكان القرى غير المعترف بها،
ليعبروا عن رفضهم مصادرة الأرض تحت حجة التطوير والتشجير، وحقيقة مشروعهم هو تضييق
مساحة القرى ومنع تمددها؛ استجابة لعدد السكان الفلسطينين الذين يمثلون ثلث سكان
النقب ولهم فقط 3 بالمائة من مساحة الأرض، التي كانت هي أصلا لهم، ففي عام 1948
كان ثلاثة آلاف يهودي يسكن المنطقة، وبقي من الفلسطينيين بعد طرد وتشريد أغلبهم 12
ألف مواطن، هم اليوم 320 ألف فلسطيني يقيم على أرض النقب، بما يعني هزيمة
استراتيجية لمخططات المستعمرة لسيطرة الأغلبية العبرية الإسرائيلية اليهودية على
كامل خارطة فلسطين.
الشخصية الوطنية الفلسطينية البارزة
ابن بئر السبع الذي شغل جده رئيسا لبلديتها المحامي فريح أبو مدين من قطاع غزة، وصف أهله وشعبه أهل النقب وسكانه على أنهم "ملح الأرض"، وأن الشعب
الفلسطيني لن يكونوا الهنود الحمر، فإذا نجح المشروع الاستعماري التوسعي
الإسرائيلي باحتلال الأرض، ولكنه فشل في تشريد وطرد وتهجير كل الشعب الفلسطيني،
ولذلك يخوض ونحن معه كما يقول "صراع البقاء والوجود، ولن نكون سوى الطرف
الناجح والمنتصر في نهاية الأمر، مهما بلغت قوة المستعمرة، ومهما تمادى الزمن، وما
حصل في المدن المختلطة وفي النقب على طريق الانتفاضات الفلسطينية المتقطعة
المتواصلة لهو دليل على ذلك".