ملفات وتقارير

قلق إسرائيلي من تقارب إيران والسعودية.. نظام إقليمي يتشكل

شوفال: السعودية يقظة لحقيقة أنه في أعقاب قضية خاشقجي فإن أسهمها في الكونغرس ولدى الجمهور الأمريكي هبطت جدا
شوفال: السعودية يقظة لحقيقة أنه في أعقاب قضية خاشقجي فإن أسهمها في الكونغرس ولدى الجمهور الأمريكي هبطت جدا
أكد دبلوماسي إسرائيلي أن مضي كل من إيران والسعودية قدما في خطوات مؤقتة وجزئية من أجل واقع ثابت بين الطرفين بتشكيل نظام إقليمي جديد في المنطقة، ستكون له تداعيات على الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة زلمان شوفال في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "إحدى خطط الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في حينه لاستقرار الشرق الأوسط؛ الدفع قدما بانسحاب الولايات المتحدة منه، لتقسيمه إلى مناطق نفوذ شيعية برئاسة إيران وسُنية بقيادة السعودية، مثلما قسمت أوروبا إلى مناطق نفوذ في مؤتمر فيينا بعد الانتصار على نابليون".

وقال: "رغم أنه نال بشكل غريب جائزة نوبل للسلام، لم يكن الفهم التاريخي والعلم السياسي هما الجانب القوي في أوباما، وهو لم يفهم على ما يبدو أن الشرق الأوسط ليس أوروبا، وأن المصالح والدوافع للاعبين المختلفين في هذا القسم من العالم، ليست ملائمة بالضبط لإقامة معادلة جغرافية سياسية وفقا لذاك النموذج".

ورأى شوفال أن "أوباما لم يفهم أن تطلعات إيران للهيمنة لا تتجه فقط للمناطق الشيعية، بل لكل المنطقة، كما أنه تجاهل حقيقة أنه في الشرق الأوسط توجد دول أخرى ذات مصالح خاصة بها"، مضيفا أنه "من أفكار مناطق النفوذ لم يتبقَ الكثير، والحرب في سوريا ساهمت في ذلك، ولكن يحتمل الآن بالذات أن يتشكل وضع جديد؛ إن لم يكن تقسيم المناطق بين إيران والسعودية، فعلى الأقل التعاون بينهما في مواضيع معينة".

ونبه إلى أن هناك "مؤشرات على ذلك، بدأت قبل ستة أشهر، وفي وقت قريب وليس صدفة من التحول السياسي في الولايات المتحدة، فالمصالح والميول الأساسية للطرفين وإن كانت بقيت على حالها، إلا أن الواقع الذي يعيشان فيه تغير، وكانت السعودية وبعض الدول العربية وكذا إسرائيل، قدروا في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن بوسعهم الاعتماد على واشنطن لسد الطريق أمام الميول الإيرانية، ولا سيما في المجال النووي ومجالات أخرى".

ونوه السفير إلى أن "سعي الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن، إلى استئناف الاتفاق النووي دون الاستجابة - باستثناء التصريحات - لانتقاد حلفائها القدامى في هذا الشأن، والتخوف من فقدان المظلة الدبلوماسية، وربما في المستقبل العسكرية لديها، أدى بالرياض وبقدر أقل بدول عربية أخرى كالأردن ومصر، ألا تستبعد انعطافة إيجابية تجاه إيران".

وزعم أن "سياسة ترامب التي سعى من خلالها إلى إلغاء البرنامج النووي الإيراني عبر ضغط سياسي واقتصادي متعاظم كانت فرص معقولة للنجاح، لكنها ماتت في مهدها مع تغيير الحكم في واشنطن".

ولفت إلى أن "السعودية يقظة لحقيقة أنه في أعقاب قضية الصحفي جمال خاشقجي، فإن أسهمها في الكونغرس ولدى الجمهور الأمريكي هبطت جدا، والأهم أن الرئيس جو بايدن يوجد في صراع على إرثه وفي مواجهة داخلية سياسية عنيدة مع الجناح اليساري المتطرف في حزبه الديمقراطي، الذي لا يترك أي فرصة للتخريب على علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط؛ وهذا استنتاج لم تستوعبه بعد حكومة إسرائيل الحالية".

وفي ظل مجريات الواقع الحالية، ينبغي بحسب شوفال، "رؤية تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والناطق بلسانه، أن المحادثات بين السعودية وإيران تتقدم باتجاه جيد، كما أنه يجري البحث أيضا في العلاقات مع دول المنطقة، وبخاصة دول الخليج وحرب اليمن".

ورأى أن عنوان أحد التقارير في صحيفة هآرتس: "التقارب بين إيران والسعودية يفكك الائتلاف المناهض لإيران كان مبالغا فيه ومغرضا، لأنه لا يمكن لأي وقفة علنية أن تغير أسباب العداء والتناقضات بين الطرفين"، مضيفا أنه "فوق كل هذا، يحوم فوق الرؤوس التهديد النووي من جانب إيران والذي لا يمكن لأي سياسي سعودي أو عربي أن يتجاهله".

وقال الدبلوماسي الإسرائيلي: "اتفاقا لتقسيم الشرق الأوسط بين طهران والرياض، وإن لم يكن على جدول الأعمال، فإن خطوات مؤقتة وجزئية لخلق واقع ثابت بين الطرفين هي على جدول الأعمال، وستكون لذلك تداعيات على إسرائيل أيضا".
0
التعليقات (0)