ملفات وتقارير

فنّانون شعبيون يتغنون بـ"أبو عبيدة".. والاحتلال يهدد (شاهد)

عدي الزاغة- يوتيوب
عدي الزاغة- يوتيوب

لا يزال الفنان الشعبي محمد البرغوثي من مدينة رام الله يذكر اعتقاله لدى الاحتلال قبل أربع سنوات؛ بسبب تمجيده للأسير عمر العبد منفذ عملية قتل ثلاثة مستوطنين غرب المدينة.


وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة؛ تغنى البرغوثي بقدرات المقاومة الفلسطينية ورموزها خاصة الناطق العسكري باسم كتائب القسام المعروف باسم "أبو عبيدة"، وذلك رغم أن الاحتلال هدد البرغوثي بإعادة اعتقاله.


يقول فلسطينيون إن الفن الشعبي جزء هام من حياتهم؛ "فهو الحاضر دوما في مناسباتهم، ولكن انتقادات كثيرة طالت الفنانين الشعبيين بسبب بعدهم عن اللون الوطني في الحفلات والأعراس، وما إن بدأ العدوان على قطاع غزة حتى عادت بوصلتهم صوب المقاومة والقدس والمسجد الأقصى".


أقوى من الرصاص
يقول البرغوثي لـ"عربي٢١" إنه دفع ثمنا كبيرا حين تغنى بفعل الفدائي عمر العبد عام ٢٠١٧؛ حيث تم اعتقاله مع أعضاء فرقته لمدة ستة أشهر والتحقيق معهم حول "التحريض"، كما صودرت جميع معداتهم التي يستخدمونها في الحفلات والمناسبات وتم تغريمهم بعشرة آلاف شيكل (ثلاثة آلاف دولار).


ورغم الإفراج عنه قيد ما يسمى "وقف التتفيذ" لخمس سنوات؛ أي إعادة اعتقاله إذا كرر التهمة الموجهة إليه خلال السنوات الخمس؛ إلا أنه غنى للمقاومة من جديد وهذه المرة لقطاع غزة، حيث مجّد أبا عبيدة وما تقوم به كتائب القسام من ضربات صاروخية.


واعتبر أن "تمجيد المقاومة هو شيء لا إرادي لدى أي فنان شعبي لديه ضمير وانتماء وطني، حيث كان العدوان على قطاع غزة يحتاج من كل فلسطيني الدعم من موقعه، والفنان هو جزء من شعبه وله صوته الذي يمكن أن يدعم المقاومة".


وأضاف: "ليس مناسبا أن يقوم المغني الشعبي بأداء أغان ليست ملائمة للوضع العام؛ فالعدوان على غزة كان رهيبا وكذلك على أهلنا في القدس والداخل؛ فكيف لنا ألا نتغنى بفعال شعبنا".


ويرى البرغوثي بأن الكلمة المؤثرة أقوى من الرصاص والسلاح والجرافات؛ مضيفا:" أي ثمن سنقوم بدفعه؛ فنحن لسنا أفضل من قوافل الشهداء الذين ارتقوا في غزة والقدس والداخل والضفة؛ حتى لو تم اعتقالي فهذا ثمن بسيط جدا".


وأرسل البرغوثي رسالة إلى الفنانين الشعبيين بضرورة الحفاظ على التراث الفلسطيني في حفلاتهم؛ وألا ينجروا لشيء خارج عن عادات الفلسطينيين وتقاليدهم، فالشعب ما زال تحت الاحتلال وهذا يتطلب الحفاظ على التراث الشعبي من الاندثار.


وأضاف: "نحن نعيش ظرفا خاصا أننا تحت احتلال ولدينا رسالة واضحة لا يجب أن نحرف البوصلة عنها مهما تعرضنا لتهديدات؛ يجب أن نحافظ على هويتنا الفلسطينية من الاندثار".

 

اقرأ أيضا: "أبو عبيدة معذبهم" تتسبب باستدعاء فنان شعبي بالنقب (شاهد)

 

تقييد حرية الرأي
أما الفنان الشعبي عدي الزاغة من مدينة نابلس فكان أول من قام بالتغني بالمقاومة خلال هذه الجولة؛ وتحديدا بشخص أبو عبيدة أثناء حفلة أحياها لأحد الأعراس.


ويقول لـ"عربي٢١" إن ظروفا خاصة حالت دون تأجيل الزفاف؛ فلم يكن ممكنا خلال العدوان ألا يتم التغني بالمقاومة وقدراتها وخاصة أبو عبيدة الذي يعتبره الفلسطينيون رمزا لها.


وأوضح الزاغة بأن عمل الفنان كعمل الصحفي أو أي شخص آخر؛ فهو يوصل رسالة من خلال فنه، وعادة ما تكون الحفلات التي يؤديها ملائمة للواقع من حوله غير منسلخ عنها، لأنه في النهاية فلسطيني يعيش تحت احتلال، كما قال.


وأشار إلى أنه كان اعتقل عام ٢٠١٤ على خلفية تمجيده للمقاومة؛ ولكنه لا يكترث بإمكانية إعادة اعتقاله لأن هذا سيكون دليل فشل الاحتلال ومحاربته للكلمة والصوت الحر؛ وسيكون تكميما للأفواه وتقييدا لحرية الرأي، حسب تعبيره.


ورأى الزاغة بأن الفنان الشعبي حين يقوم بالغناء للمقاومة فهو يقوم بدوره الوطني ويبث في روح الحاضرين معاني العزة والفخر.


وقال إنه هو من كتب كلمات أغنيته المعروفة عن أبي عبيدة؛ حيث كان يشعر بالفخر كلما ظهر الناطق العسكري على شاشات التلفاز، فقام بكتابة هذه الكلمات عنه.


وقام الاحتلال باعتقال الفنان الشعبي معين الأعسم من النقب في الداخل المحتل عام ١٩٤٨ بعد تمجيده للمقاومة وتغنيه بأبي عبيدة، حيث تم التحقيق معه والإفراج عنه لاحقا.


وبعد العدوان الأخير على قطاع غزة؛ اعتقل الاحتلال مئات الفلسطينيين من الضفة والداخل والقدس تحت تهمة "التحريض" وحولهم للاعتقال الإداري، خاصة إذا تعلق الأمر بتمجيد قائد كتائب القسام "محمد الضيف" والناطق العسكري باسمها "أبي عبيدة".


وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال قاموا قبل عدة أيام بتحرير مخالفة لأحد الشبان الفلسطينيين قرب مدينة الخليل؛ فأخبرهم أنه سيجعل أبا عبيدة يتكفل بالأمر؛ فزادوا عليه الغرامة المالية لتصل إلى الضعف، كما وجه تهمة لعدد من المرابطات في المسجد الأقصى المبارك؛ أنهن أخبرن الجنود "أن يذهبوا إلى غزة بدلا من الاستقواء على النساء في المسجد"، في محاولة لتجريم تمجيد المقاومة في غزة أو التغني بإنجازاتها.

 

التعليقات (1)
احمد 19-الجزائر
الأحد، 30-05-2021 06:32 م
نعم، حق لكم أن تفرحوا و تتغنوا بالمقاومة و بغزّة و بالرجولة و بكل فلسطين. و غدا بحول الله يوم الفرحة الكبرى يوم هزيمة الكيان العنكبوتي و هروب فلوله و قطعانه إلى من حيث جاؤوا. إنها بشائر الفجر الجديد و النصر القريب.

خبر عاجل