هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "مهمة العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده كانت قيادة إيران إلى عالم الأسلحة النووية، في حين أن دونالد ترامب مصمم على ترك إرث كبير لتقويض مهندسي التهديدات الرئيسية في الشرق الأوسط، وإذا كان هناك برنامج أسلحة إيراني سري، فقد تعرض لضربة شديدة بالاغتيال".
وأضاف عاموس يادلين
الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان، في مقاله على موقع
القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "عام 2020 بدأ باغتيال الجنرال في
الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي قاد الجهد الاستراتيجي لتحقيق الهيمنة الإيرانية
التقليدية في الشرق الأوسط".
وأوضح يادلين، الرئيس
الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أنه "في أواخر 2020، جرى
اغتيال الجنرال محسن فخري زاده، الذي قاد جهد إيران الاستراتيجي الثاني في مجال
الأسلحة النووية، ويطرح الاغتيال أربع أسئلة: من المسؤول عنها، وماذا أراد أن
يحقق، وما هي نتائجه على اغتيال البرنامج النووي الإيراني، وماذا سيكون الرد
الإيراني، وما هي السياسة الموصى بها لإسرائيل في ضوء هذا الحدث؟".
وأكد أنه "فيما
يبدو ترامب مصمما على ترك إرث مهم لتقويض مهندسي التهديدات الرئيسية في الشرق
الأوسط، من حيث إيران النووية، والهيمنة الإقليمية، باغتيال فخري زاده، وسليماني،
والبغدادي، أما نتنياهو، من جانبه، فهو مصمم على استخدام ما تبقى من ولاية ترامب
للترويج لإنجازاته الأخيرة، حتى على حساب فتح علاقاته مع إدارة بايدن بنبرة حادة".
وأشار إلى أن "تراتب
الأحداث بدأت باغتيال مسؤول بارز في القاعدة في طهران، مرورا بالاجتماع الليلي في
السعودية، وصولا لإعادة ترامب لتغريدة من إسرائيل تقول إن فخري زاده كان مطلوبا
للموساد لسنوات عديدة، فيما تحدثت مصادر استخباراتية غربية أن الطرف المتهم هو
إسرائيل، التي لم تقدم رداً رسمياً، لكن رئيس وزرائها قال إنه ليس كل شيء يمكنه
قوله، في حين أن النفي والتسريبات تساعد الإيرانيين في الإشارة لإسرائيل".
وأوضح أن "القنبلة
النووية الإيرانية كانت مهمة حياة لفخري زاده، ففي 2003، عندما تم إغلاق البرنامج
النووي العسكري الإيراني عقب الغزو الأمريكي للعراق، قررت طهران وصول العتبة
النووية على مسار مدني، أما فخري زاده فقد حافظ على المعرفة في مختلف المنظمات
والمؤسسات، وهو متورط لسنوات عديدة في جميع الأنشطة النووية غير المشروعة التي ليس
لها تغطية مدنية".
وأكد أنه "إذا كان
هناك برنامج سلاح إيراني سري، فقد تعرض لضربة شديدة، ليس لفقدان المعرفة العلمية،
ولكن لفقدان قيادة المشروع، حيث تعترض طريق إيران نحو قنبلة نووية عقبتان: تراكم
المواد الانشطارية عبر تخصيب اليورانيوم، وهو ما تفعله إيران تحت ستار مشروع مدني،
وتطوير رأس المعركة، وتركيب الصواريخ الباليستية، وهو مسار تنكر إيران وجوده، لأنه
انتهاك لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية التي وقعت عليها".
وأشار إلى أنه "حتى
قبل الاتفاق النووي في 2015، كانت إيران على بعد بضعة أشهر من الحصول على كمية
المواد الانشطارية على المستوى العسكري الكافي لصنع قنبلة أولى، وحتى اليوم، في
ضوء تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة والانحرافات عن الاتفاقية النووية، يمكنها
في وقت قصير تكديس ما يكفي من المواد الانشطارية، وسيتم قياس المسافة من القنبلة
بشكل أساسي بالقدرة على حزم المواد على رأس معركة نووية".
وأضاف أن "رحيل
فخري زاده سيؤرخ موعد إيران لامتلاك أسلحة نووية، وهناك عدد قليل ممن يتمتعون
بمهارات القيادة الإدارية والاحتراف، ممن تترك إصابتهم مساحة يصعب إغلاقها، ويبدو
أن فخري زادة ينضم لعماد معنية وقاسم سليماني، الذي قد يكون بديلاً له، لكنه ليس
بديلاً حقيقيا".
وقال الجنرال: "السؤال الأهم الآن عما سيكون رد الفعل على اغتيال فخري زاده، لأنه بعد
اغتيال سليماني تحرك الإيرانيون في غضون أيام قليلة ضد الأمريكان، المسؤولين عن
العملية، وأطلقوا عشرات الصواريخ على قاعدة أمريكية في العراق، ورغم اتهام الرئيس
روحاني لإسرائيل بالاغتيال، فهل سنرى ردا إيرانيا".
وأشار إلى أن "الإيرانيين تعهدوا بالرد سواء بالانتقام، أو باستعادة ردعهم، ومن ناحية أخرى، يتوخون الحذر الشديد بشأن الرد الذي يتسبب بوقوع إصابات كبيرة، مما قد يوفر أسبابًا لهجوم أمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، وهو احتمال يقال إن ترامب فحصه مع مستشاريه مؤخرًا، لقد أظهر الإيرانيون في الماضي قدرات تحليلية وتفكيرية عميقة عرفت كيفية تأجيل الإجراءات وتنفيذها في الوقت والمكان المناسبين وأمام الهدف".
وأكد أن "إيران
تنتظر بفارغ الصبر بدء إدارة بايدن، وسواء تميل إيران للانتقام، أو كبح جماح
نفسها، فإنه سيجعل من الصعب عليها العودة للاتفاق النووي، وربما هذا هو الهدف من
عملية طهران، من حيث الحفاظ على الصمت الإعلامي، فعندما تكون إيران في حالة حرب،
لكنها أيضًا مترددة، فإن البنتاغون "ليس لديه رد"، ومصادر استخباراتية
أمريكية تشير لمسؤولية تل أبيب، التي يفترض أن تكون سياستها الرسمية مقيدة وصامتة".
وأوضح أن "إسرائيل تفترض أن الرد الإيراني قد يكون موجهاً لها، لذلك، فإن اليقظة الاستخباراتية الفائقة والاستعداد التشغيلي الفوري لأنظمة الدفاع الصاروخي مطلوبان، هناك حاجة لمزيد من الاهتمام باحتمال أن تستخدم إيران أذرعها من لبنان وسوريا والعراق واليمن لإلحاق الضرر بأهداف إسرائيلية على الحدود، وفي الخارج، وكبار المسؤولين القادمين من بايدن قد تستمر الأزمة مع إيران في فترة ولايتهم".
وأكد أن "منفذي
عملية الاغتيال حاولوا تحقيق ثلاثة أهداف: الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني
وتقويضه، وخلق تصعيد ينتهي بهجوم على المواقع النووية، ومنع إدارة بايدن من العودة
للاتفاق النووي، ويبدو أن الهدف الأول قد تحقق، أما التصعيد بعد العملية فلا يزال
أمامنا، وقد يكون الثمن مرتفعًا، والهدفان الآخران يعتمدان بشكل كبير على الرد
الإيراني، وعلى أي حال أهداف بعيدة المدى، وفرص تحقيقها منخفضة".