حول العالم

ما الفرق بين النرجسي والسيكوباتي والميكيافيلي؟ وكيف يفسدون بيئة العمل؟

CC0
CC0

نشرت مجلة "لا فيدا لوثيدا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن ثلاثة أنواع من الأشخاص الذين يمثّلون عبئا حقيقيا في بيئة العمل.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن هذه النوعية من الأشخاص لا تهتم بمصلحة العمل وإنما تهتم بمصالحها الشخصية فقط.

ويفتقر هؤلاء إلى البوصلة الأخلاقية والتعاطف مع الآخرين، ويستخدمون مناصبهم ونفوذهم في العمل لتحقيق أهدافهم الخاصة. فمن هم هؤلاء الأشخاص؟

النرجسيون: لديهم شعور قوي بالجدارة والحاجة المستمرة لجذب اهتمام الآخرين وإعجابهم. إنهم متعجرفون ويعتبرون أنفسهم متفوقين على الآخرين.

الميكافيليون: هؤلاء الأشخاص ماكرون ومخادعون ويتميزون بمعتقداتهم الساخرة وكراهيتهم للآخرين وانعدام التعاطف وحب المال والسلطة والمكانة، فضلا عن استخدام تكتيكات التأثير الماكرة.
وعلى عكس النرجسيين، لا يهمهم أن يكونوا في محور الاهتمام، وهم غالبا ما يلعبون دور الشخص المتلاعب، ويرسمون الخطط بتكتم شديد.

 

اقرأ أيضا: تعرف على فوائد الزيوت العطرية لجسمك (إنفوغرافيك)

 

الشخصية السيكوباتية: من غير المرجح أن يأخذوا في الاعتبار احتياجات ورغبات الآخرين، ولا يخشون تجاوز الحدود الأخلاقية. من خلال خلق الفوضى في المؤسسة، وكذلك في الحياة الشخصية لزملاء العمل، يمكنهم تنفيذ أجنداتهم الشخصية دون أن يقع اكتشافهم.

لا يستمتعون فقط بإيذاء الناس، بل يستخدمون أسوأ الأساليب لتحويل انتباه الآخرين عن أفعالهم وخططهم، وغالبا ما يُنظر إليهم على أنهم الأكثر حقدا مقارنة بالنرجسيين أو المكيافيليين.

ثالوث يدمر بيئة العمل

درس العديد من الباحثين هذه السلوكيات بين رواد الأعمال والمديرين، لكن هذه المرة، سيكون الحديث عن الموظفين.

ويمكن أن تضر هذه الشخصيات ببيئة العمل بعدة أشكال، إذ أن بعضهم مهتم بالترقية والوصول إلى مناصب قيادية، للحصول على نفوذ أكبر، لذلك من المهم جدا اكتشاف هذه السلوكيات في وقت مبكر.


وحسب المجلة، يريد النرجسيون أن يصبحوا قادة لأنهم يشعرون بالقدرة على تولي هذه المناصب ويريدون أن يحظوا بالإعجاب. في المقابل، يريد السيكوباتيون الوصول إلى مناصب قيادية لأنهم يتطلعون إلى المزيد من الحرية لتنفيذ مخططاتهم. لكن الميكافيلي مختلف قليلا.

بشكل عام، يختار الميكافيليون المناصب التي تناسب احتياجاتهم وأهدافهم. بالنسبة لهم، يعد التلاعب بمن حولهم أكثر أهمية. وإذا تمكن الشخص الميكافيلي في وظيفة معينة من التلاعب برؤسائه، فقد يكون ذلك كافيا بالنسبة له.

وأوضحت المجلة أنه قد يكون من الصعب على الرؤساء والمديرين اكتشاف تلك السلوكيات في مرحلة مبكرة وتجنب تأثيراتها السلبية على بيئة العمل.

ويمكن للنرجسيين والمكيافيليين والسيكوباتيين أن يتصرفوا مع رؤسائهم بشكل مختلف تماما عن تصرفاتهم مع زملائهم، لذلك يصعب اكتشاف انحرافاتهم السلوكية.

وفي ما يلي بعض السلوكيات التي يمكن أن تساعدك على التعرف على هذه النوعية من الأشخاص:

1. الشكوى الدائمة أو التحدث عن الإنجازات الوهمية في المؤسسة (نرجسية)
2. المبالغة في التحدث عن النفس (النرجسية، الميكافيلية)
3. العدوانية بعد ردود الفعل السلبية (نرجسية)
4. التعامل بشكل غير طبيعي مع الموظفين الذين لا يرضون غروره (نرجسية)
5. إظهار وجهة نظر أنانية (الميكافيلية)
6. محاولة السيطرة أو التقليل من شأن الآخرين. (النرجسية، الميكافيلية، السيكوباتية)
7. عدم مشاركة التجربة الشخصية مع الزملاء الآخرين (الميكافيلية)
8. التلاعب لتحقيق الأهداف (الميكافيلية، السيكوباتية)
9. التآمر لتحقيق مكاسب شخصية دون مراعاة العواقب على الآخرين (النرجسية، الميكافيلية، السيكوباتية)
10. التنافس بدلا من التعاون (الميكافيلية، السيكوباتية)
11. اتخاذ قرارات سريعة دون مراعاة العواقب على الآخرين (سيكوباتية)
12. اتخاذ قرارات جريئة وخطيرة بغض النظر عن قواعد العمل أو المعايير الأخلاقية (النرجسية، السيكوباتية)
13. انتقاد الرؤساء وقواعد العمل والوضع الراهن (السيكوباتية)
14. بث المخاوف أو انتقاد زملاء العمل وجعلهم يركزون على العلاقات الشخصية بدلا من مهام العمل (السيكوباتية)
15. حث الزملاء على الانخراط في سلوكيات غير أخلاقية أو إغواء زملاء العمل أو المشرفين وربط علاقات رومانسية (الميكافيلية، السيكوباتية)

ماذا يجب أن تفعل كمدير أو موظف؟


إذا كنت مسؤولا واكتشفت أيا من هذه السلوكيات، فمن الأفضل التحدث إلى الشخص المعني، وإلى زملائه في العمل. لا تنتظر فترة مراجعة الأداء، وابحث عن جميع المعلومات المتاحة بشأن هذا الشخص.

أما إذا كنت موظفا ولاحظت سلوكا ينذر بالخطر، فعليك الإبلاغ عنه على الفور. في هذه الحالة، تحدث إلى الشخص المعني، وتحدث مع الآخرين عن سلوكه.

إذا حدث الأمر مرة واحدة، فربما كان مجرد سوء فهم، لكن إذا تكرر ذلك عدة مرات ومع أشخاص مختلفين، فمن المؤكد أنه شيء يجب التعامل معه بحزم.

عليك توخي الحذر عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص، لأنك قد تواجه المشاكل بمجرد أن يتمتعوا بحرية التصرف.


وفي الختام، أوضحت المجلة أن وجود هؤلاء الأشخاص قد لا يكون مزعجا إلى درجة كبيرة إذا أبقيناهم تحت السيطرة. ولا يعني ذلك أن مساوئهم ستختفي تماما، بل يعني فقط أنهم لن يحصلوا على فرصة للتعبير عنها.

التعليقات (1)
بسماء
الأربعاء، 07-10-2020 05:26 ص
اكيد هذه الدراسة اجريت في عالمنا العربي بسبب الفساد الإداري الذي استبد به.