سياسة عربية

نوايا روسية لخفض الوجود العسكري بالفرات.. ومصادر تشكك

منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بدأت روسيا بالانتشار في مناطق سيطرة "قسد"- جيتي
منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بدأت روسيا بالانتشار في مناطق سيطرة "قسد"- جيتي

كشفت مصادر كردية عن حالة استياء بين القوات الروسية المنتشرة في مناطق شمال شرق سوريا، بسبب عدم وجود تنسيق على الأرض مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وأكد الخبير بالشأن الكردي، الدكتور فريد سعدون، أن التوتر بين القوات الروسية و"قسد" يتصاعد، بعد زيادة المضايقات للدوريات الروسية، أثناء مرورها على حواجز "قسد".

وحسب الخبير ذاته، فإن القيادة العسكرية الروسية في سوريا رفعت مقترحا إلى قيادتها العليا في موسكو، للسماح لها بسحب قواتها من شرق الفرات، والإبقاء على مركز روسي واحد في "مطار القامشلي".

ولم يكشف سعدون عن مصدر معلوماته خلال حديثه لـ"عربي21"، مكتفيا بالقول: "الأنباء دقيقة، ومؤكدة".

في هذا الوقت، ذكرت مواقع محلية كردية، أن توترا نشب بين القوات الروسية و"قسد" على خلفية اقتراب دورية أمريكية من تل تمر، حيث طالبت القوات الروسية "قسد" بمنع تسيير القوات الأمريكية دورية في البلدة وهددت بالانسحاب منها، في حال لم تستجب "قسد".

من جانبه، شكك الناشط السياسي الكردي محمود نوح، بالأنباء التي تتحدث عن نية روسيا تقليص وجودها العسكري في شرق الفرات، معتبرا أنه "من المستبعد أن تخرج روسيا خالية الوفاض من هذه المنطقة الغنية بالثروات".

وفي المقابل، اعتبر أن "قسد" تعيش على وقع مأزق، نتيجة انقسامات داخلية بين قسم يوالي الولايات المتحدة، يقوده الجنرال مظلوم عبدي قائد "قسد"، وآخر أقرب لحزب "العمال الكردستاني" يحابي الروس، ويرغب بتوطيد العلاقة مع موسكو.

 

اقرأ أيضا: قوات أمريكية تجبر الروس على الانسحاب من نقطة شرق سوريا

وأضاف لـ"عربي21" أن كل فريق يأخذ على الآخر مآخذ، فالفريق الذي يوالي الولايات المتحدة يحمل روسيا خسارة عفرين، والآخر يحمل الولايات المتحدة مسؤولية خسارة مناطق "نبع السلام".

دق إسفين

وحسب نوح فإن روسيا تحاول دق إسفين بين "قسد" والولايات المتحدة، معتبرا أن الأنباء عن رغبة روسية بالانسحاب من شرق الفرات، تأتي لهذا الغرض، وقال: "تمارس روسيا الدعاية، لحمل "قسد" على التقارب معها، وتُشيع أنها تريد الانسحاب، لتأجيج مخاوف "قسد" من تركيا، وخصوصا أن الولايات المتحدة الحليف الأكبر لها، كانت قد أفصحت في وقت سابق عن نواياها بالانسحاب من سوريا".

ومتفقا مع نوح، أكد الصحفي الكردي شيرزان علو، أن روسيا تريد توجيه رسائل للضغط على "قسد"، وخصوصا أن الأخيرة قد اقتربت من إنجاز اتفاق شامل مع "المجلس الوطني الكردي"، برعاية أمريكية وفرنسية.

وكان الممثل الخاص للولايات المتحدة الأمريكية لدى سوريا، السفير جيمس جيفري، قد زار الحسكة قبل أيام، للقاء القوى السياسية الكردية السورية المتحاورة، وعقد اجتماعا مع الأحزاب الكردية في إحدى القواعد الأمريكية، وأعرب عن دعمه المباحثات الجارية بين الأكراد.

وقال علو لـ"عربي21": تريد روسيا القول لـ"قسد" بأن انحسار دورنا في المنطقة له تداعيات، في غمز واضح إلى الوجود العسكري التركي في المنطقة، ومضى بقوله: "بمعنى أوضح، تقول روسيا إن تحجيم دورنا قد يدفعنا للانسحاب، وهذا يعني انتهاء مفاعيل اتفاقنا مع تركيا، ما قد يفسح المجال للأخيرة بشن عمليات عسكرية جديدة في المنطقة".

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأت روسيا بالانتشار في مناطق سيطرة "قسد"، وباشرت بتسيير دوريات مشتركة مع القوات التركية، على خلفية اتفاق "سوتشي" بين أنقرة وموسكو.

التعليقات (0)