هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مستشرقة إسرائيلية، إنه "حتى 2016 أدت تركيا دور الصديق الجيد مع إسرائيل، ثم دخلت في دبلوماسية المدافع، ومن الواضح أن إسرائيل وتركيا تدركان أن علاقتهما لن تعود لشهر العسل الذي ساد حقبة التسعينيات، وكل التقارير الأخيرة التي تفيد بأن تطبيع العلاقة ستعود، مبالغ فيها، رغم وجود علامات إيجابية".
وأضافت
غاليا ليندنشتراوس، لصحيفة "إسرائيل اليوم" ترجمتها "عربي21" أن "تركيا في أزمة كورونا صدرت أدوية لإسرائيل، بما تطلب موافقة الرئيس
رجب طيب أردوغان، وثانيها هبوط طائرة شحن إسرائيلية بتركيا تحمل صادرات للولايات
المتحدة، مع أن هبوط طيراننا بتركيا غير معتاد منذ عقد من الزمن، وثالثها مقال
لمفوض السفارة الإسرائيلية بأنقرة يدعو لتنحية خلاف أنقرة وتل أبيب، حيث لا يوجد
تبادل سفراء بينهما".
وأشارت
ليندنشتراوس، خبيرة السياسة الخارجية التركية، الحاصلة على دكتوراه العلاقات
الدولية، وباحث أول بمعهد بحوث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وهي بصدد استكمال
كتاب عن العلاقات الإسرائيلية التركية، أنه "طالما أننا في مناسبة إحياء
الذكرى السنوية العاشرة لحادثة سفينة مرمرة على شواطئ غزة، فقد وضعت تركيا 3 شروط
على إسرائيل كي تعود العلاقات لوضعها الطبيعي: الاعتذار والتعويض ورفع حصار غزة".
وأكدت
أنه "عقب مسيرات العودة في غزة عام 2018، استدعت تركيا سفيرها في إسرائيل للتشاور،
وهو سلوك يعني إظهار الرفض دون خلق أزمة شديدة للغاية، ونوع من الدبلوماسية
الإبداعية لتجنب تقليل العلاقة، ولكن منذ ذلك الوقت لا يوجد سفراء متبادلون، ربما
لعدم وجود حكومة مستقرة بإسرائيل، واستمرار أزمتها السياسية الطويلة، وعدم معرفة
الجهات الخارجية كيف تتعامل معنا".
وأوضحت
أن "جملة تطورات تزيد توتر العلاقات التركية الإسرائيلية، أهمها خطة الضم
الإسرائيلية بالضفة الغربية، ومفاوضات إسرائيل والسعودية لإيجاد موطئ قدم لها في الحرم
القدسي على حساب تركيا، التي أصبحت لاعبا رئيسيا بالقدس الشرقية، وتمول البناء
والنشاط المدني هناك".
وزعمت
أن "توتر السعودية وتركيا واسع النطاق، خاصة مع استمرار حصار قطر، ومقتل
الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول، مما اعتبرته تركيا تهديدا لساحتها الداخلية،
ولذلك فإني أتوقع استمرار الأنشطة التركية بشرقي القدس، صحيح أنها لن تؤثر على
علاقات تركيا بالدول العربية، لكنها دليل على تطلعاتها المهمة للتأثير الإقليمي".
وأضافت
أنه "على الصعيد الإقليمي، يرسل الأتراك سفن الحفر إلى المياه الاقتصادية
القبرصية، ليحجبوا فيها الشركات الأوروبية، ويمكن رؤية القوات البحرية التركية بالمنطقة،
بجانب المزيد من السفن الدوارة، وهذا تطور مثير للقلق الإسرائيلي".
وأشارت إلى أن "الأتراك لديهم علاقة لطيفة مع إيران، وشراكة تجارية، فإيران مورد مهم
للطاقة في تركيا، مع أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية
سعت لتسخير تركيا لقتال إيران، لكنها لم تنجح، صحيح أن تركيا لا تريد إيران نووية،
لكن هذا لا يعني أنها ستتعاون مع إسرائيل ضدها، لأنه من الناحية العملية، يختلف
النهج التركي في معالجة المشكلة الإيرانية اختلافا كبيرا عن إسرائيل، فهو لا
يعتبرها تهديدا وجوديا كما تراه إسرائيل".
وأوضحت
أنه "رغم هذه التعقيدات السياسية، فإن التجارة المتبادلة الإسرائيلية التركية
بلغت 5 مليارات دولار في 2018، ولا تزال تشكل الدعامة الأساسية للحفاظ على علاقاتهما،
فأردوغان يدرك أن ما سيبقيه خلفه في السلطة هو اقتصاد قوي، ومن ثم لم يمس
العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، باستثناء صعوبة الشركات الإسرائيلية في التنافس بالمناقصات
الحكومية، الذي بات من المستحيل تقريبا".
وأكد
أن "الميزان التجاري العام بين إسرائيل وتركيا يميل لصالح الأخيرة، التي
تستورد أكثر من صادراتها، وثلثي الصادرات التركية لإسرائيل، والثلث القادم من
إسرائيل لتركيا، وفي 2019، تم تسجل رقم قياسي بعدد السائحين الإسرائيليين لتركيا بزهاء
نصف مليون، ويقترب من عدد السائحين في تركيا قبل أحداث مرمرة، مما دفع بالخطوط
الجوية التركية للإعلان أن خطها بين إسطنبول وتل أبيب أحد أكثر خطوطهم ربحية".
وختمت
بالقول بأنه "من المربح للغاية استرخاء الإسرائيليين في تركيا بسبب انخفاض
قيمة الجنيه التركي، لكن أزمة كورونا أضرت السياحة بشدة، ولست متأكدا أننا سنعود
قريبا للرحلات الجوية الإسرائيلية التركية، مع أن معظم الإسرائيليين موجودون في
مناطق غير مرتبطة بأنصار أردوغان، الذي يرى نفسه ربما أكثر أهمية من أب الأمة التركية
أتاتورك".