صحافة دولية

هل تنجح خطط أمريكا بدعم وإبراز الهند للتفوق على الصين؟

واشنطن حاولت عدة مرات في الأشهر الأخيرة استخدام الهند ضد الصين دون جدوى- جيتي
واشنطن حاولت عدة مرات في الأشهر الأخيرة استخدام الهند ضد الصين دون جدوى- جيتي

نشر موقع "إنسايد أوفر"، في نسخته الإيطالية تقريرا، سلط من خلاله الضوء على محاولة الهند الاستفادة من نجاح محتمل للقاح فيروس كورونا، تعمل عليه جامعة أوكسفورد البريطانية، لتحقيق "هيمنة قارية وعالمية، والتفوق على العملاق الصيني بدعم أمريكي".


وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن وباء كورونا من الممكن أن يمثل بالنسبة للهند، بطريقة غير مباشرة، فرصة تاريخية للعودة إلى سباق الهيمنة الآسيوية.

 

فبعد العديد من الإخفاقات وسنوات من الركود، سنحت لنيودلهي فرصة ذهبية للصعود مجددا، وذلك من خلال إنتاج لقاح محتمل قادر على القضاء على فيروس كورونا.

ولفت التقرير إلى أن الأبحاث العلمية في أكسفورد قطعت أشواطا كبيرة، والعلماء البريطانيون واثقون من أنه يمكنهم إنتاج مصل القرن بحلول شهر أيلول/ سبتمبر.

 

وإذا جرت الأمور على ما يرام، ستتكفل الهند بعملية الإنتاج الضخمة، حيث تنتج الهند 20 بالمئة من الأدوية المستخدمة في العالم، فضلا عن أنها أكبر مصدر للأدوية، وتستأثر بنسبة 50 بالمئة من الطلب العالمي على اللقاحات، ولهذا السبب، من المحتمل أن يأتي لقاح كوفيد-19 من هذا البلد.


أشار الموقع إلى أن معهد الأمصال ''سيروم" في الهند، وهو أكبر منتج للقاحات على مستوى العالم، أعلن أنه يخطط لإنتاج الملايين من جرعات المصل المضاد.

 

قرود الماكاك

 

وفي انتظار أن يجتاز اللقاح المحتمل جميع الاختبارات، قرر هذا المعهد بدء الإنتاج؛ نظرا لأن اللقاح حقق نجاحا ملحوظا في التجارب على قرود الماكاك، ويعتقد الخبراء أن فرص تحقيق النتائج ذاتها على البشر مرتفعة للغاية.

وفي مقابلة هاتفية مع وكالة رويترز، أشار الرئيس التنفيذي لمعهد الأمصال الهندي، أدار بوناوالا، إلى أنه من الأفضل المضي قدما مؤكدا: "لقد قررنا المضي قدما على هذا الطريق لأننا متأكدون.

 

وفي الأثناء، يعمل في أكسفورد مجموعة من العلماء الموهوبين والمؤهلين تأهيلا عاليا"، وتجدر الإشارة إلى أن ملكية المعهد تعود إلى والده الملياردير الهندي سايروس بوناوالا، الذي يخطط لإنتاج اللقاح المحتمل في وحدتي إنتاج في بوني، بهدف إنتاج 400 مليون جرعة بحلول السنة المقبلة.

فرصة لا تُفوت


أورد الموقع أن المعهد الهندي لا يعتزم القيام بعمل خيري بالطبع، وسيبيع المصل المضاد إلى الخارج، لكن كلمات بوناوالا واضحة للغاية "في البداية، يجب أن يذهب معظم اللقاح المنتج إلى مواطنينا في وقت أقرب من دول أخرى".

 

وأضاف بوناوالا أن المعهد سيترك للحكومة الهندية القرار بشأن كمية اللقاحات التي ستخصص لدول أخرى، وما هي هذه الدول وتوقيت التسليم. لذلك، لا شك أن نيودلهي سوف تستخدم اللقاح لتأكيد مكانتها، سواء في آسيا أو الغرب.


اقرأ أيضا: الهند تتحدى القوى الآسيوية الكبرى بإعادة رسم حدود كشمير


بالنسبة للسعر، فإن المعهد سيحدد تكلفة أقل بقليل من 15 دولارا للقاح الواحد، على الرغم من أن الحكومات المختلفة سوف تتولى توزيعه مجانا لشعوبها.

 

وفي الأشهر القليلة القادمة، سينفق المعهد ما بين 4.4 و5.9 مليون دولار لإنتاج ما يتراوح بين 3 و5 ملايين جرعة شهريا.

 

وسوف يساهم مكتب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في عملية التمويل إلى الحد الذي يجعل الحكومة الهندية قادرة جزئيا على المساهمة في تكاليف إنتاج المصل.

الجغرافيا السياسية للقاح


أوضح الموقع أن كلمات بوناوالا تؤكد أن الحكومة الهندية سوف تلعب دورا رئيسيا في إنتاج اللقاح، وأنها لن تفوّت الفرصة لزيادة ثِقَلها على رقعة الشطرنج العالمية، خاصة إذا ما وضعنا في اعتبارنا أنها تستطيع أن تتدخل في الصراع بين الولايات المتحدة والصين.

وذكر الموقع أن واشنطن حاولت عدة مرات في الأشهر الأخيرة استخدام الهند ضد الصين دون جدوى، خاصة أن مودي لا يمتلك القوة والوسائل ليعبر عن قلقه من صعود التنين وشي جين بينغ الذي تتنامى قوته.

 

لكن من المحتمل أي يتغير الخطاب تماما مع إنتاج لقاح لفيروس كوفيد-19 بأيد هندية، وفي هذه الحالة، يمكن أن تعود الولايات المتحدة للاعتماد بقوة على الهند للتفوق على صعود الصين.

 

وفي أفضل السيناريوهات، يمكن للحكومة الهندية أخيرا تحدي الصين على قدم المساواة طالما أن الهيمنة على آسيا باتت على المحك.
 

التعليقات (0)