هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ألف يوم مضت وقطر محاصرة من الأشقاء، شركائنا في مجلس التعاون الخليجي: "السعودية، والإمارات، والبحرين"، لا لسبب جوهري يمكن التوقف عنده ومن ثم إيجاد الحلول المرضية لكل الأطراف.
الأسباب التي ذكرت "تمويل الإرهاب، إيواء
تنظيم الإخوان المسلمين، التدخل في الشؤون الداخلية لبعض دول الخليج العربي،
العلاقة مع ايران، والمطالبة بإغلاق محطة الجزيرة الفضائية وأخواتها"،
والشاهد أن الأشقاء الثلاثة لم يستطيعوا إثبات ما يدعونه للوسيط الكويتي.
أليست المطالبة بإغلاق محطة إعلامية فضائية في
دولة ذات سيادة تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية؟، أليست المطالبة بقطع العلاقات مع
أي دولة كانت تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية أيضا؟
وفي شأن تنظيم الإخوان
المسلمين، وحق اليقين أنه لا يوجد في قطر أي تنظيمات سياسية لا إسلامية ولا
علمانية ولا ليبرالية، ومجتمع قطر صغير يسهل اكتشاف أي تنظيم حزبي سياسي ديني أو
دنيوي. وعلاقة قطر بإيران علاقة طبيعية وليست اقوى من علاقة الإمارات مع ايران أو أي
دولة خليجية.
السؤال الذي يطرح نفسه على الملأ، من هم
الرابحون ومن هم الخاسرون في هذه القطيعة التي فرضتها "الرياض، أبوظبي،
المنامة" على دولة قطر منذ 1000 يوم؟
لعلي أبدأ بالحال القطري، لقد حققت دولة قطر أرباحا
مادية ومعنوية وسياسية، في مجال الأرباح المادية، حققت قطر قفزة نوعية في مجال
التنمية على كل الصعد، تكاد تحقق الاكتفاء الذاتي في إنتاج المواد الغذائية
الموسمية، أي إنها توسعت في مجال الإنتاج الزراعي واستصلحت أراضي واسعة مستخدمة
التقنية العلمية الحديثة سواء في البيوت الزراعية أو وسائل الري، صناعة الألبان
ومشتقاتها وقد حققت فائضا في السوق المحلية، الأمر الذي دفعها للتصدير وتشهد أسواق
الكويت وعمان بذلك الأمر، لاحظ عزيزي القارئ أن قطر كانت تعتمد في سد حاجاتها من
الأغذية على دول الجوار وخاصة السعودية والإمارات.
في مجال الصناعة استطاعت أن تحقق قفزة نوعية
في هذا المجال "صناعة الأسمنت، والحديد، والألومنيوم، والعوازل الحرارية،
وبعض المستلزمات الطبية وغير ذلك لا أقول إنها حققت الاكتفاء المطلق فيما ذكر أعلاه
إلا إنها قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، تقول بعض التقارير الاقتصادية إنها حققت
فيما ذكر في مجال الصناعة ما يزيد عن 60% تقريبا من حاجة البلاد في مدة قصيرة من
الزمن. لقد جدت الحكومة القطرية في وضع بنية تحتية جبارة وهي تحت الحصار الرباعي
(3 +1) أي مصر، في فترة زمنية تكاد تكون معجزة.
أما في مجال المعنويات فإن المواطن يشعر اليوم
بالاعتزاز والفخر أن دولته استطاعت أن تتجاوز المحنة التي فرضها عليها الأشقاء،
وقد اتجهوا بلا تردد نحو المنتج الوطني وليس غيره. انهم يشعرون بالفخر أن قيادتهم
لم تخضع للابتزاز من أي طرف كان.
في المجال السياسي، زار دولة قطر خلال
"الألف يوم حصار" اكثر من أربعين رئيس دولة أو حكومة من اكثر من أربعين
دولة، وتراجعت دول عن قرارها القاضي بحصار دولة قطر وأعادت علاقاتها الدبلوماسية
مع الدوحة بعد أن تيقنت بأن التهم التي قدمتها كل من الرياض وأبوظبي ضد قطر لا أساس
لها من الصحة. الحديث يطول عما تفعله قطر من اجل استقرار الأمن والسلم الدوليين.
وأخيرا وليس آخرا استطاعت الدبلوماسية القطرية
أن تحقق إنجازا عظيما في هذا المجال بتوقيع اتفاق الدوحة (28/فبراير/ 2020) بين
الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية، منهية بذلك الاتفاق أطول حروب
الولايات المتحدة الأمريكية مع منظمة سياسية مقاتلة، وقد أشادت الإدارة الأمريكية
بجهود قطر في هذا الشأن.
الأمم المتحدة اختارت العاصمة القطرية الدوحة
مقرا لمكتبها لمكافحة الإرهاب، وهذه شهادة أممية أخرى تبرئ قطر من تهمة الإرهاب
وتمويله التي روجها أركان الحصار الثلاثة على قطر "الرياض، أبوظبي،
والبحرين" ورابعهم مصر.
في مجال التعليم، احتلت قطر المرتبة الأولى
على العالم العربي حسب تقرير المنتدى الاقتصادي في دافوس، وجاءت الإمارات في
المرتبة العاشرة، والبحرين في المرتبة 33، والسعودية في المرتبة 54 من اصل 140
دولة. وعلى المستوى الدولي فقد حازت سنغافورة المرتبة الأولى، وسويسرا الثانية،
وفنلندا الثالثة وجاءت قطر في المرتبة الرابعة حسب المصدر أعلاه طبعا بين 140 دولة.
نستطيع القول وبكل جدارة أن قطر لم تخسر شيئا
نتيجة للحصار الظالم، فسمعتها دوليا ناصعة البياض بريئة من كل التهم رغم كل الجهود
والأموال المنفقة لتشويه سمعتها دوليا، بينما بعض دول الحصار قادتها مطاردون دوليا
بتهم متعددة منها ارتكاب جرائم حرب في ليبيا واليمن وتطاردهم منظمات حقوق الإنسان
التابعة للأمم المتحدة وكذلك برلمانات الدول الغربية لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
آخر القول: الخاسر الأكبر هم الذين يحاصرون
قطر، وقطر ربحت المجتمع الدولي ومؤسساته الديمقراطية.
عن صحيفة "الشرق"
القطرية