صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: نقف أمام تصعيد تدريجي مع حماس في غزة

دانيئيل: نتحدث في هذه المرحلة عن مراوحة بين شفا الهاوية وشفا التسوية- جيتي
دانيئيل: نتحدث في هذه المرحلة عن مراوحة بين شفا الهاوية وشفا التسوية- جيتي

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الوضع القائم في قطاع غزة يستمر بالتوتر العسكري، مع توقع زيادة عدد البالونات الحارقة، رغم أن حماس تسعى لتحقيق التسوية في القطاع، والجيش يدرس الطريقة المناسبة للرد على هذه الاستفزازات؛ من أجل المحافظة على قوة الردع، دون الوصول إلى حالة الحرب الشاملة، خاصة في الوقت الذي نشهد فيه كل يوم مهرجانا للبالونات الحارقة في مستوطنات غلاف غزة".


وأضاف روني دانيئيل، محرر الشؤون العسكرية بالقناة الإسرائيلية 12، ترجمته "عربي21"، أننا "نتحدث في هذه المرحلة عن مراوحة بين شفا الهاوية وشفا التسوية، مع أن إسرائيل زادت عدة مركبات إضافية لما يمكن تسميته تحسين الحياة الإنسانية في غزة، من خلال السماح لخمس مئة تاجر فلسطيني من القطاع بدخول إسرائيل لأغراض تجارية، كما سمحت بإقامة مستشفى مدني، وتواجد وسطاء مصريين ودوليين في المنطقة".


وأكد دانيئيل، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن "البالونات الحارقة ما تزال تمثل مشكلة تكتيكية أكثر من كونها تهديدا حقيقيا، رغم أنها تتسبب بإزعاج المستوطنين الإسرائيليين، لكن ما يقلق حماس في غزة أنها ترى الوقت يشرف على الانتهاء لإنجاز التسوية. وبنظر حماس، فإن تسخين الوضع على حدود غزة كفيل بتسريع مدة إنجاز التسوية".


وأشار إلى أن "المشكلة بنظر إسرائيل أن تطورا جديدا أضيف إلى البالونات الحارقة، يتمثل بتنقيط القذائف الصاروخية من غزة، وهو ما يغير الصورة فعليا؛ لأن استمرار إطلاق القذائف من شأنه تبديد قوة الردع الإسرائيلية، فالمسيرات الشعبية والبالونات شيء، أما القذائف الصاروخية فشيء آخر؛ لأنها قد تدفع إسرائيل إلى تغيير طبيعة ردودها الميدانية".


وأكد أن "التقدير السائد أنه في حال استمرت القذائف الصاروخية، فإن مستوى الرد الإسرائيلي سيزداد جرعة إضافية، وفي هذه الحالة فإن إسرائيل قد تجد مشروعية في رفع وتيرة هذه الردود الجديدة، لكن المشكلة أن مستوطنات غلاف غزة تشهد في هذه الأيام توافدا إسرائيليا مكثفا للضيوف والمصطافين لحضور حفلات فنية وجماهيرية، ما يجعل من أي رد إسرائيلي ورد مضادّ من حماس كفيلا بتعكير صفو هذه الأجواء".


وأضاف أن ذلك "يضطر الجيش الإسرائيلي في هذه الآونة لإبداء مستوى معقول من ضبط النفس، مع أن السياسة السائدة في الجيش هي الرد على كل إطلاق قذائف من غزة، لكن في معظم الأحوال تبدو الردود محدودة وضيقة؛ خشية أن يتسبب أي رد بتكثيف حملات إطلاق النار المتبادلة".


وختم بالقول إنه "في النهاية، فإننا نقف عشية تصعيد متزايد في المرحلة القادمة، ولأن حماس تبدي سلوكا هجوميا أكثر من أبو مازن، فإن التصعيد سيكون أمامنا على طول حدود القطاع، مع العلم أن الإجراءات التسهيلية الإنسانية في غزة من شأنها إطفاء اللهيب المشتعل في الفترة القادمة، مع أنه في هذه المرحلة تجري نقاشات متلاحقة بشأن طبيعة الرد على أي إطلاق قذائف من حماس".

0
التعليقات (0)