صحافة دولية

كاتب تركي عن رسالة ترامب: رئيس أمريكي سابق فعلها وتلقى الرد

بعث الرئيس الأمريكي ليندون جونسون رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء التركي آنذاك عصمت إينونو حول قبرص- جيتي
بعث الرئيس الأمريكي ليندون جونسون رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء التركي آنذاك عصمت إينونو حول قبرص- جيتي

وصف كاتب تركي، رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، حول عملية "نبع السلام بـ"مكتوب العار" بالنسبة لواشنطن وليس لأنقرة، لافتا إلى أنها لا تستحق المناقشة بسبب "قبح محتواها".

وشبّه الكاتب التركي، حسن بارسي يالتشن، في مقال له على صحيفة "صباح"، وترجمته "عربي21"، رسالة ترامب، برسالة الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون بينز جونسون، إلى رئيس الوزراء التركي آنذاك عصمت إينونو، والتي هدد فيها بالتخلي عن تركيا إذا أقدمت على استخدام القوة في قبرص عام 1964.

وأضاف أن هناك اختلافا كبيرا بين المكتوبين، حيث أن إينونو في ذلك الوقت هو من سرب رسالة جونسون للإعلام، لأنه لم يكن في وقتها أي عملية قد نفذت في قبرص، كما شكلت رسالة جونسون التهديدية ذريعة لوقف العملية، واليوم لا تحتاج أنقرة لذلك.

وأشار إلى أنه رغم تهديدات الرسائل الأمريكية، إلا أن أنقرة أعطت أفضل جواب لديها.

ولفت إلى أن الملاحظ اليوم، أن الإعلام الأمريكي هو الذي سرب رسالة ترامب، وتركيا لم تستمع لهذه التهديدات، إلا أن هذه المرة فإن واشنطن هي التي إضطرت لخلق الذرائع، لتتجنب أزمة مع أنقرة.

 

اقرأ أيضا: الكشف عن تفاصيل رسالة ترامب لأردوغان لمنع "نبع السلام"

وأضاف: "اليوم لا فائدة من الرد على هذه الخطابات الأمريكية، ففي السابق منعت رسالة جونسون عملية السلام القبرصية ما يقارب عقد من زمان، إلا أن اليوم تركيا تحدّت التهديدات وشنت عملية نبع السلام شمال شرق سوريا".

ونوه إلى أن الرئيس التركي، لم يعط أي اهتمام لرسالة ترامب، لأن "العبوة عندما تكون فارغة تصدر أصواتا عالية" (في إشارة إلى مواقف ترامب الأخيرة).

وحول عملية "نبع السلام"، قال الكاتب التركي، إنها تمكنت من تقريب جميع اللاعبين الذين بينهم خلافات كبيرة، سواء أمريكا أو روسيا، أو حتى موقف واشنطن من الوحدات الكردية المسلحة، "فقد وضع الجميع خلافاته جانبا، وسارعوا باتخاذ مواقف جديدة".

واستدل الكاتب في حديثه، إلى التقارب الذي حصل في منبج بين نظام الأسد، والوحدات الكردية المسلحة التي ارتمت بأحضانه.

وشدد على أن المهم هنا ليس التقارب بين الأسد والوحدات الكردية، "لأنهم في نهاية المطاف هم كبش فداء في الساحة، وهم مكلفين بتنفيذ ما يسمح لهم، ولو لم تغض روسيا الطرف عن الأسد بخصوص منبج فلن يقدم على دخولها، حيث رأينا دخول القوات الروسية إلى المنطقة لاحقا، كما يجب أن لا نتجاهل دور الولايات المتحدة في ذلك".

ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي الذي يتعرض لضغوط كبيرة، يحاول كسب الوقت ووقف إطلاق النار شمال سوريا، ولذلك أرسل الوفد الأمريكي الرفيع إلى أنقرة، موضحا أن "واشنطن تحاول إشغال أنقرة، وإضاعة الوقت كما في كل أزمة"، إلا أن الموقف التركي حازم بإنشاء منطقة آمنة، وإبعاد الوحدات الكردية عن الحدود.

 

اقرأ أيضا: مصدر تركي:أردوغان ألقى رسالة ترامب بالقمامة وأعلن نبع السلام

ونوه إلى أن المعضلة لدى الولايات المتحدة هي منطقة "عين العرب"، مشيرا إلى أنها تحاول ثني تركيا عن الدخول إلى تلك المنطقة التي تصر أنقرة على أن تشملها المنطقة الآمنة.

وأضاف أن المطلوب من أنقرة الإسراع بالسيطرة على "عين العرب"، في ظل التقلبات الميدانية الجارية المتتالية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أظهرت عدم اهتمام بالنسبة لمنبج، إلا أن جميع اللاعبين في الميدان، يظهرون اهتماما أكبر لمدينة "عين العرب" وشمال منبج.

وأوضح أن روسيا على الرغم من دعمها لسيطرة النظام السوري في منبج، إلا أنها لا ترغب بعودة الأيام الأولى للحرب السورية مرة أخرى، لأن هذا ما تريده أمريكا.

 

وأشار الكاتب، إلى أن تركيا، مازالت تدرس كافة السيناريوهات، فيما سيحاول اللاعبون الآخرون، إفشال التحرك العسكري التركي شمال شرق سوريا، بما يتناسب مع مصالحهم.

 
التعليقات (0)