صحافة دولية

إغناطيوس: لهذا على أمريكا تعويض خسارة سوريا بتقوية لبنان

إغناطيوس: على أمريكا تعويض خسارة سوريا بتقوية لبنان- جيتي
إغناطيوس: على أمريكا تعويض خسارة سوريا بتقوية لبنان- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب ديفيد إغناطيوس، يدعو فيه أمريكا للتركيز على لبنان بعد خسارة سوريا، بهدف إضعاف حزب الله.

 

ويشير إغناطيوس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الهزات الارتدادية لتخلي الرئيس ترامب عن الأكراد في سوريا تتردد في المنطقة كلها، حيث نقل مخاوف مجموعة من السياسيين اللبنانيين من أن يكون لبنان هو التالي لتتخلص منه الولايات المتحدة.

 

ويقول الكاتب إنه تحدث مع عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين، الذين قالوا في حوارات غير رسمية إنهم ليسوا مرتاحين لإذعان الرئيس ترامب لمطالب تركيا، التي دخلت الأراضي السورية، وما يرونه انهيارا للقوة الأمريكية في المنطقة. 

 

وينقل إغناطيوس عن عضو في البرلمان اللبناني، قوله: "أشعر بالأسف تجاه أمريكا.. أمريكا هذه ليست التي كنا نعرفها"، فيما قال عدد من المسؤولين اللبنانيين إن الانسحاب الأمريكي من سوريا، وسحب الدعم عن حلفاء واشنطن هناك، يعني انتصارا للتحالف الذي يضم إيران وروسيا والنظام السوري لبشار الأسد، "الذي ربما كان يعمل مع تركيا". 

 

ويورد الكاتب نقلا عن سياسي لبناني بارز، قوله: "لقد انتصر المحور الإيراني السوري الروسي.. ستصبح سوريا واحدة مرة أخرى"، خاصة بعد الصفقة التي عقدها نظام دمشق مع الأكراد هناك، وأضاف السياسي البارز أن هذا المشهد النهائي هو وضع مثالي لإيران، "فمن سيعطيهم وضعا مثاليا مثل هذا؟". 

 

ويعلق إغناطيوس قائلا إن "اهتمام اللبنانيين بالتراجع الأمريكي دوافعه ذاتية، فلبنان يعيش على التوازن بين الشرق والغرب، وإيران والسعودية، والشيعة والسنة، والمسلمين والمسيحيين، وما ساعد على حماية البنية المتزعزعة هو الاعتقاد بأن الولايات المتحدة لن تسمح لأعدائها بالسيطرة على البلد".

 

ويستدرك الكاتب بأن ما تبقى من إيمان اهتز الأسبوع الماضي، عندما تباهى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله قائلا: "لا يمكن الثقة بالأمريكيين بعد اليوم؛ لأنهم يحنثون بالوعود التي يقطعونها لأي أحد يعتمد عليهم". 

 

ويشير إغناطيوس إلى أن هناك من اللبنانيين من لا يوافقون نصر الله على كلامه، مقدما اقتراحا لإدارة ترامب، بأنها يجب أن تعيد تأكيد مصالحها في الشرق الأوسط، من خلال تقوية الاستراتيجية في لبنان، البلد الذي يحصل على دعم اقتصادي وعسكري كبير من الولايات المتحدة. 

 

ويقول الكاتب إن "على وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي قال إن بلاده تريد لبنانا قويا، أن يقيد الدعم بإصلاحات اقتصادية جدية ومكافحة الفساد الذي تشبه خطورته تهديد حزب الله". 

 

ويستدرك إغناطيوس بأن "بعض المسؤولين الأمريكيين يرون في لبنان قضية خاسرة، وذلك في ضوء سيطرة حزب الله على النظام السياسي هنا، وفي هذه الحالة لنترك الساحة لإيران لتتحمل مسؤولية لبنان، لكن هذا الكلام ليس صائبا، خاصة الآن؛ لأن آخر شيء يريده الشرق الأوسط هو دولة فاشلة جديدة، خاصة قريبا من حدود إسرائيل، فلبنان قوي يضر بحزب الله ولا ينفعه". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تقدم حوالي 200 مليون دولار من المساعدات السنوية على شكل معدات وتدريب للجيش اللبناني، وقوات الأمن، بالإضافة إلى كون أمريكا هي أكبر دولة مانحة لمساعدة 1.3 مليون لاجئ سوري في لبنان. 

 

ويرى إغناطيوس أن "على واشنطن تشجيع السعودية والإمارات وبقية دول المنطقة الثرية لمساعدة لبنان، وذلك وسيلة لمواجهة إيران، ويجب على الولايات المتحدة إقناع دول الخليج بأن أموالها لن تذهب هباء داخل النظام الفاسد". 

 

ويتساءل الكاتب عن لبنان القوي وما هو شكله؟ مجيبا بأنه "لبنان القادر على تأكيد سيادته بدءا من الحدود، وللوصول إلى هذا المستوى على أمريكا الدفع باستئناف مفاوضات القنوات السرية لتحديد الأرض والمياه الإقليمية بين لبنان وإسرائيل، وكانت المحادثات قد بدأت هذا العام برعاية من الأمم المتحدة لكنها تعثرت، وفي هذا الاتجاه على الولايات المتحدة مساعدة لبنان على بناء نظام مقاوم للتهريب إلى سوريا". 

 

ويقول إغناطيوس إنه "مقابل هذا الدعم فإنه يجب على الولايات المتحدة التأكيد على إصلاحات عاجلة، فلبنان بحاجة إلى سلطة حديثة تنظم الاتصالات، كخطوة أولى لتخصيص أكبر شركة اتصالات مملوكة من الحكومة، ما سيعود عليها بـ6 مليارات دولار، وهو بحاجة لتخصيص شركة الكهرباء العقيمة، الذي قد يؤدي إلى توفير ملياري دولار".

 

وينوه الكاتب إلى أنه "يتم تقاسم الموارد من هذين القطاعين بين المشاركين في النظام السياسي الطائفي إلى جانب 100 شركة مملوكة من الحكومة، وربما حصل حزب الله على نصيب الأسد، إلا أن الطوائف الأخرى تحصل على حصة، وهو نظام عفن وعفا الزمن عليه". 

 

ويختم إغناطيوس مقاله بالقول إن "العدو الأكبر لسيادة لبنان هو حزب الله الذي يعيش على الفوضى، إلا أن تقوية لبنان يعني ضعف مليشيا حزب الله، لكن إفلاس لبنان للضغط على إيران، كما يعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين، يعد حماقة لإدارة ترامب التي ارتكبت عدة أخطاء في الشرق الأوسط".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)