حقوق وحريات

NYT: تسجيلات لضباط روس يأمرون بقصف مشاف سورية

قصفت الطائرات الروسية مستشفى كفرنبل الجراحي في 5 أيار/ مايو- جيتي
قصفت الطائرات الروسية مستشفى كفرنبل الجراحي في 5 أيار/ مايو- جيتي

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنها حصلت على تسجيلات صوتية تثبت استهداف الطائرات الروسية مستشفيات في سوريا بشكل متعمد وبأوامر مباشرة من الضباط الروس.

وقالت الصحيفة، إنه "من خلال تحليل تسجيلات صوتية للقوات الجوية الروسية غير منشورة من قبل، وتصريحات شهود العيان والعاملين في مراكز مراصد حركة الطيران الحربي، تمكنت التايمز من تتبع غارات جوية استهدفت أربعة مشاف خلال 12 ساعة فقط في (الخامس من) شهر أيار/ مايو، وأثبتت تورط الطيارين الروس بشن كل هذه الغارات".

وأوضحت الصحيفة أنه "لطالما اتُهمت روسيا بالقيام بهجمات ممنهجة ضد المستشفيات والعيادات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، كجزء من استراتيجيتها لمساعدة الأسد على الانتصار في الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات".

ووثقت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وهي مجموعة من الناشطين الحقوقيين تتابع الهجمات على العاملين في المجال الطبي في  سوريا، ما لا يقل عن 583 من الهجمات المماثلة منذ عام 2011، و"266 من هذه الهجمات تم تنفيذها منذ بدء تدخل روسيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2015. وقد قتل ما لا يقل عن 916 عاملاً في المجال الطبي في سوريا منذ العام 2011".

جمعت الصحيفة مجموعة كبيرة من الأدلة لتحليل تفجيرات المشافي التي وقعت يومي 5 و6 أيار/ مايو، من خلال المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي من سوريا في ذلك اليوم والمقابلات مع شهود العيان وسجلات الجمعيات الخيرية التي تدعم المستشفيات الأربعة، حيث أصبح من الممكن الحصول على الوقت التقريبي لكل غارة.

وقالت الصحيفة إنها حصلت على سجلات لحركة الطيران يحتفظ بها مراقبون من الأرض لتحذير المدنيين من الغارات الجوية القادمة نحوهم، "وتحققت من وقت كل غارة لتأكيد أن الطائرات الحربية الروسية كانت تحلق فوق هذه المناطق. بعد ذلك استمعنا وعملنا على فك رموز الآلاف من موجات بث الراديو التابع للقوات الجوية الروسية، والذي وثق أشهرا من نشاط الطيارين في سماء شمال غرب سوريا.

وأوضحت أنها حصلت على التسجيلات من قبل شبكة من المراقبين الذين أصروا على عدم الكشف عن هويتهم خوفاً على سلامتهم.

وتؤكد سجلات المراقبين في يومي 5 و6 أيار/ مايو؛ تحليق الطيارين الروس فوق كل مستشفى في الوقت الذي تم قصفه، "كما تظهر السجلات الصوتية للقوات الجوية في ذلك اليوم الطيارين الروس خلال تأكيدهم لكل غارة. وأكدت مقاطع الفيديو التي تم الحصول عليها من الشهود، والتي تحققت (الصحيفة) منها، وقوع ثلاثة غارات".

ولفتت الصحيفة إلى أن "قصف المستشفيات بدون مبالاة أو عن قصد هو جريمة حرب، لكن إثبات المسؤولية عن ارتكاب جرائم الحرب وسط حرب أهلية معقدة مسألة صعبة للغاية. فحتى الآن، يفتقر العاملون في المجال الطبي في سوريا ومنظمات حقوق الإنسان إلى دليل على هذه الجرائم".

وتقول سوزانا سيركين، مديرة السياسات في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان: "إن الهجمات على المراكز الصحية في سوريا، وكذلك القصف العشوائي للمرافق المدنية هي بكل تأكيد جرائم حرب ينبغي المحاسبة عليها في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي"، مشيرة إلى أن الصين وروسيا استخدمتا حق النقض (الفيتو) للاعتراض "وبصورة مخزية" على قرار لمجلس الأمن كان من شأنهما إحالة تلك الجرائم إلى المحكمة.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه المستشفيات التي تعرضت للقصف كانت قد أضافت مواقعها طوعا إلى قائمة منع الاستهداف التي ترعاها الأمم المتحدة، "والتي تم إعلام روسيا وأطراف الصراع الأخرى بها لمنعهم من الهجوم عليها".

ويقول سوريون عاملون في القطاع الصحي إنه يبدو أن قائمة الأمم المتحدة أصبحت تستخدم كقائمة أهداف عسكرية من قبل الطيران الحربي السوري والروسي.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه في الفترة الواقعة بين 29 نيسان/ أبريل وحتى منتصف أيلول/ سبتمبر، "عندما هاجمت القوات الحكومية الروسية والسورية آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا، تعرضت 54 مستشفى وعيادة في مناطق المعارضة السورية للهجوم. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، حاول ما لا يقل عن سبعة مشاف حماية أنفسهم من خلال إضافة مواقعهم إلى قائمة منع الاستهداف. وفي 5 و6 أيار/ مايو، هاجمت روسيا أربعة مستشفيات كانت جميعها ضمن القائمة".

ووثقت التسجيلات التي أشارت إليها الصحيفة تعرض أربعة مستشفيات للقصف خلال 12 ساعة في 5 و6 أيار/ مايو في ريفي إدلب وحماة، أولها مشفى نبض الحياة الجراحي، وهو أحد أكبر مراكز معالجة الصدمات النفسية في جنوب محافظة إدلب، وبني تحت الأرض.

وقصف الطيارون الروس مستشفى كفر نبل الجراحي، ومستشفى كهف كفر زيتا، ومستشفى الأمل لجراحة العظام.

وتشير التسجيلا الصوتية إلى أوامر من ضابط روسي للطيارين تتضمن إحداثيات المستشفيات لقصفها، وتأكيد الطيارين أنه تم التنفيذ. وتأكدت الصحيفة من وجود تحليق للطائرات الروسية في وقت القصف.


ومنذ 5 أيار/ مايو، تعرض ما لا يقل عن 24 مستشفى وعيادة في منطقة شمال غرب سوريا، الخارجة عن سيطرة النظام السوري، لاستهداف بالغارات الجوية.

 

1
التعليقات (1)
رشيدوف
الإثنين، 14-10-2019 01:11 م
مستقبلك انتهى يا شويغو ..كل من يرى حجم الدمار بالمؤسسات المدنية من مستشفيات مراكز كهرباء ماء وغيره وأسواق واستهداف رجال الاسعاف والانقاد المدني وتكون له دراية بسيطة بمعارك الروس وثقافتهم القتالية رغم انهم أصحاب ترسانة جبارة يدرك أن هذا القصف والتدمير الهمجي مقصود لارباك المواطنين وارهابهم وتجهيزهم لسكينة الحيوان ..فالجبناء هم وغيرهم يدركون كامل الادراك مع من هم ولا يستطيعون القتال مباشرة وبنفس المعدات أو على الأقل دون سلاح جوي ..وهزائمهم لاا تعد ولا تحصى وبعضها طرائف من غابر التاريخ الى سنوات قريبة...