صحافة دولية

فايننشال تايمز: محمد بن سلمان يخاطر بتدمير خططه الإصلاحية

فايننشال تايمز: محمد بن سلمان يخرب طرح أرامكو العام قبل أن يبدأ- جيتي
فايننشال تايمز: محمد بن سلمان يخرب طرح أرامكو العام قبل أن يبدأ- جيتي

علقت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها على خطط السعودية طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام. 

 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن ولي العهد قد يخاطر بتدمير خطته، مشيرة إلى أن تقييم الشركة يجب أن يترك أمر تحديده للأسواق. 

 

وتشير الصحيفة إلى أن "محمد بن سلمان عندما أعلن عن خطط لطرح الشركة، قال إنه سينقل أكبر شركة نفط في العالم إلى مرحلة جديدة من الشفافية، ومن الناحية النظرية كان محقا، فإدارة جديدة للاكتتاب العام ستجعل الشركة الأكبر محلا للتدقيق بشكل لم تتعرض له من قبل، وسيجبرها ذلك على فتح كتبها وحساباتها والمحاسبة أمام المساهمين الخارجيين". 

 

وتجد الافتتاحية أنه بعد ثلاثة أعوام من إعلان ولي العهد، فإنه يقوم بتدمير الرواية التي تحدث عنها في البداية، مشيرة إلى أن تقريرا للصحيفة قال إن الحكومة السعودية تقوم بالضغط على العائلات السعودية الثرية لشراء حصص في الشركة؛ ليحصل الأمير على التقييم الذي يقول إنه بقيمة تريليوني دولار. 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إنه "لا يوجد ما هو غريب في البحث عن مستثمرين أساسيين قبل الطرح العام، لكن المخاوف تكمن في أن وريث العرش يريد تحديد شروط الخصخصة، بدلا من تركها لقوى السوق". 

 

وتلفت الافتتاحية إلى أن "الحكومة السعودية نفت أنها مارست ضغوطا على الأثرياء، إلا أن قول لا للأمير ليس خيارا جيدا، حتى لو لم يكن هناك إكراه، في ضوء سجله في سجن الناقدين والمنافسين له، ومن بين العائلات التي تم استهدافها هناك أفراد سجنهم الأمير في فندق ريتز كارلتون في عام 2017، ولم يفرج عنهم إلا بعد أن حولوا المال والأرصدة للحكومة، ولا تزال آثار تلك الحادثة واضحة في الطريقة التي رد فيها أصحاب المال الذين جلسوا يراقبون بعصبية من الجانب، بدلا من توفير الاستثمار الذي يرغب به الأمير لدفع خططه الإصلاحية وتوفير فرص العمل". 

 

وتفيد الصحيفة بأن "جريمة قتل جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين قبل عام، أدت إلى زيادة المخاوف حول المسار الذي يقوم الأمير بنقل المملكة إليه، ونتيجة لذلك بدأ المستثمرون، الذين غضوا الطرف في البداية عن طريقة الأمير المستبدة في الحكم، بالنظر في الحسابات السياسية المرتبطة بوضع المملكة، وقد أثر هذا على طموحات الأمير، ومن ثم على مشروعه الاقتصادي". 

 

وتبين الافتتاحية أنه "لكونه بحاجة للمال ليمول مشاريعه الضخمة، فإنه أعطى زخما لفكرة الاكتتاب العام لشركة النفط، التي وضعت على الرف، ويريد بشكل يائس نجاحا اقتصاديا، وبيع نسبة 3% من أسهم أرامكو كان دائما في مركز خطته، وهو يصر على أن قيمة الشركة هي تريليوني دولار، مع أن المحللين قللوا من هذا التقييم، وقدروه بما بين تريليون وتريليون ونصف دولار". 

 

وترى الصحيفة أن "المشكلة هي أن ولي العهد يؤمن بقدرته على دفع موضوع يجب أن يترك للأسواق لتحدد قيمته ومساره، فشركة أرامكو هي أكثر الشركات الربحية في العالم، وتدار بشكل جيد، وسيكون هناك اهتمام بشراء حصص فيها، لكن بالثمن الصحيح، ووضع الضغط على العائلات الثرية في السعودية هو بمنزلة محاولة التلاعب في السوق، ويهدد نزاهة ما يمكن وصفه بأنه أكبر طرح عام في العالم وقبل أن يبدأ". 

 

وتنوه الافتتاحية إلى أنه "تم ضم السوق المالية السعودية (تداول) في مؤشر (أم أس سي آي) للأسواق الصاعدة هذا العام، فالصناديق المالية التابعة لا خيار أمامها إلا شراء حصص بناء على أمر الدولة، لكن المستثمرين الناشطين لديهم خيار، ويجب أن يشعروا بالقلق من محاولة تضخيم السعر". 

 

وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "قرارات الأمير محمد المتهورة أدت إلى تدمير اقتصاد يعد بإصلاحه، وعلى الملكيات المطلقة أيضا معرفة أنها لا تملك الحق في إساءة استخدام السوق بحسب ما تريد".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)