هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم انه الأب الروحي للشعب الفرنسي، فقد أطاح الشعب برئيسه شارل ديغول (1890-1970) الذي قاد مقاومة بلاده الظافرة في الحرب العالمية الثانية ضد الاحتلال الألماني النازي وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن والحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية حتى حرية فرنسا.
لم يشفع التاريخ المشرف للرئيس الجنرال شارل ديغول، لدى الشعب الفرنسي الذي خرج في مظاهرات مناوئة له عام 1968.
واستجابة لمطالب المتظاهرين قرر ديغول أن يجري استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية في فرنسا، وتعهد بالتنحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين على تطبيق اللامركزية في البلاد.
يوم 28 نيسان عام 1969 أعلن ديغول تنحيه عن منصبه، بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا.
بنيامين نتنياهو حظي بدعم وثقة الناخب الاسرائيلي الذي جعله أطول قادة إسرائيل جلوسا على كرسي رئاسة الحكومة، ووضعه في صف قادة إسرائيل الإرهابيين البارزين: دافيد بن غوريون وغولدا مائير وإسحق رابين وشمعون بيريز وأرئيل شارون.
أوغل نتنياهو في دمنا وتغطرس بلا حدود، ووطد أركان الاستيطان والتوسع والعدوان. مستمدا دعما أيدولوجيا وعسكريا وسياسيا غير مسبوق، من حليفه المتصهين ترامب، الذي يعلي مصالحه الخاصة على مصالح بلاده ومصالح بلادنا.
لو أن الشعوب تكافئ الزعماء الذين يقدمون خدمات بارزة لدولهم، لبقي شارل ديغول، الأب الروحي للشعب الفرنسي، وبنيامين نتنياهو، على كرسي الحكم حتى النهاية.
ما يقدمه الزعيم والقائد والرئيس، هو الواجب الذي عليه ان يؤديه بلا منة ولا تجبر. يؤديه وهو تحت عيون الرقابة وسيوفها. فإن انحرف، قوموه وحاكموه.
إيهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل الثاني عشر، لن يكون آخر نموذج على السياسي الذي قبع خلف القضبان، مثل اي مجرم وخارج على القانون.
ملك إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ينتظره مصير أسود مماثل لمصير أولمرت، إن لم تنجح ألاعيبه ومناورته، التي كان الهدف منها الذهاب إلى انتخابات تتشريعية مبكرة، خسر فيها الأغلبية التي يحتاجها.
فارق هائل بين المحارب من أجل الحرية شارل ديغول، وعدو الحرية بنيامين نتنياهو.
حكم الشعوب لا يعترف بالزعيم الضرورة الأوحد الملهم المطلق.
عن صحيفة الدستور الأردنية