صحافة دولية

تخوفات روسية من التغييرات الإدارية في قطاع النفط السعودي

"نيوز. ري": سينضم إلى أوبك مفاوض سعودي قوي من المرجح أن تؤثر صرامته على علاقات التعاون مع الجانب الروسي- جيتي
"نيوز. ري": سينضم إلى أوبك مفاوض سعودي قوي من المرجح أن تؤثر صرامته على علاقات التعاون مع الجانب الروسي- جيتي

نشر موقع "نيوز. ري" الروسي تقريرا بين فيه كيف أثارت إقالة الرياض لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح مجموعة من القضايا المهمة المتعلقة بأسعار النفط العالمية، ومدى تأثير ذلك على علاقات المملكة بروسيا.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المراقبين يشيرون إلى أن إقالة الوزير السعودي التي تمت بأمر من الملك سلمان قد تؤثر على التعاون بين روسيا والسعودية، نظرا لأن الفالح ساهم في تطوير الشراكة بين موسكو والرياض لا سيما داخل منظمة الأوبك. ويبدو أن بعض الأسباب الداخلية هي التي دفعت الملك السعودي للتوقيع على مرسوم الإقالة.

وأكد الموقع أن الخبراء قلقون إزاء تأثير إقالة الفالح على سوق النفط العالمية. وتجدر الإشارة إلى أن قرار الإقالة اتُخذ على خلفية خطط الديوان الملكي للمشاركة في الاكتتاب العام الأولي لأسهم شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو". ومن المنتظر أن يتولى شقيق ولي العهد، الأمير عبد العزيز بن سلمان، منصب وزير الطاقة لكونه من الشخصيات الأكثر ولاءً ولا يمكن أن تلحق قراراته ضررا بمصالح بن سلمان.

 

اقرأ أيضا: هل يحقق وزير الطاقة السعودي الجديد "رغبة ابن سلمان

وذكر الموقع أن خالد الفالح اتسم طوال فترة إشرافه على وزارة الطاقة بسياسته المستقلة التي لا يمكن التحكم بها، علما بأن المملكة بدأت عملية الإصلاحات التي شملت عدة قطاعات بما في الطاقة خلال تواجده على رأس الوزارة. وتعزى المخاوف المتعلقة بإمكانية تسبب هذا القرار في زعزعة سوق النفط العالمي إلى حقيقة عمل الفالح عن كثب مع الجانب الروسي، وضبط سياسة الأسعار في إطار الأوبك. لذلك، يتساءل المراقبون حول مدى قدرة الوزير الجديد على التواصل مع القيادة الروسية، بينما تنبأت بعض الجهات بإمكانية اضطراب أسواق النفط العالمية في الأسابيع المقبلة نتيجة إقالة الفالح.

ونوه الموقع بأن مصير واحد من أكثر الشخصيات نفوذا في الأوبك لا يزال غامضا. كما شكلت المملكة وزارة جديدة تحت مسمى وزارة الصناعة والثروة المعدنية، على الرغم من أن هذه القطاعات كانت لفترة طويلة تحت مسؤولية وزارة الطاقة والصناعة والموارد، التي كان يرأسها الفالح.

ونقل الموقع عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن رحيل الفالح من الوزارة يمثل خسارة وجه كان مألوفا لدى المستثمرين الأجانب. وقد ذكرت مصادر مطلعة على هذه المسألة أن محاولة استبدال الفالح في شركة أرامكو السعودية تهدف إلى فصل وزارة الطاقة عن قيادة شركة النفط العملاقة. إلى جانب ذلك، تعتبر إقالة الفالح علامة أخرى على ضعف مبادرة ولي العهد لتحديث اقتصاد البلاد وتقليل اعتماده على المواد الخام.

 

اقرأ أيضا: WSJ: كيف أحكم ابن سلمان سيطرته على قطاع الطاقة؟

وأفاد الموقع بأن الأمير محمد بن سلمان شارك بشكل رئيسي في تطبيع التحديات المحتملة التي تواجه حكومته، ما عقّد الجهود الرامية إلى جذب الاستثمارات الأجنبية. كما اتهم ولي العهد الفالح بعدم إحراز تقدم في الإصلاح الاقتصادي. وعلى الرغم من أن الإقالة كانت من ضمن الأمور المخطط لها، إلا أنه لم يتوقع أحد أن تحدث بشكل سريع.

وأورد الموقع أن ولي العهد السعودي يسعى إلى تعزيز نفوذه داخل المملكة، وتعكس جميع التحويرات الأخيرة رغبته في إحاطة نفسه بأشخاص أكثر ولاء له. وفي السابق، أيّد الفالح مبادرة ولي العهد بإجراء الاكتتاب العام لأسهم أرامكو السعودية وتحويل المملكة إلى منتج رئيسي للطاقة الشمسية، غير أن بعض المصادر ذكرت أن فريقه يعمل على تأجيل أو تقليص حجم كلا المشروعين. كما أفادت مصادر داخل أرامكو لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأنه لا يوجد شخص في الحكومة يمكنه معارضة أفكار ولي العهد أو المقربين منه.

ونوه الموقع بأنه مع وصول عبد العزيز بن سلمان إلى منصب وزير الطاقة، سينضم إلى منظمة الدول المصدرة للنفط مفاوض قوي، من المرجح أن تؤثر صرامته على علاقات التعاون مع الجانب الروسي.

التعليقات (0)