هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وزير إسرائيلي إن "التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين من سكان قطاع غزة ليست جديدة، ومن دعا إليها من الساسة الإسرائيليين لا يبدو أنه قرأ التاريخ الإسرائيلي والفلسطيني الحديث والمعاصر، فالأفكار الداعية لتهجير الفلسطينيين لم تنجح في الماضي، ولن تنجح في المستقبل، ولعل من الأفضل بذل هذه الطاقة الفكرية والبدنية في إحداث اختراق لترتيبات سياسية للطرفين على هذه الأرض".
وأضاف
يوسي بيلين بمقاله على موقع المونيتور، وترجمته "عربي21"، أن "الفكرة أدلى بها مسؤول مرافق لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة بسفرته الأخيرة
لأوكرانيا، وهي فكرة مرتبطة بموسم الانتخابات الإسرائيلية، ومن الواضح أن مجلس الأمن
القومي الإسرائيلي طلب منه إعداد خطة للمساعدة في تهجير سكان عزة إلى دول عربية
ودول أخرى، والكابينت الأمني والسياسي بحثها، دون وجود دولة توافق على إيواء سكان غزة".
وأشار
بيلين، الذي شغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات، كوزارة القضاء، إلى أن "هذه
الفكرة ذكرتني بكتاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "قنوات خلفية" المنشور
عام 1995، لبحث ترتيبات اتفاق أوسلو، ويذكر فيه أنه في بداية سنوات السبعينات عثر
على مقال يشرح فيه أن القادمين اليهود من الدول العربية يشكلون أغلبية من يهود إسرائيل،
وعلى الفور اقترح خطة بدعوة الدول العربية لأن تؤوي من جديد اليهود القادمين منها".
وأكد
أنه "بين عامي 1970-1977 قرأ عباس مادة علمية دسمة عن إسرائيل، وقال إن جزءا
من حل الصراع العربي الإسرائيلي يتمثل بإعادة اليهود القادمين من الدول العربية لبلدانهم
الأصلية، ودعا صراحة دول مصر: العراق، تونس، والمغرب، واليمن، إلى الإعلان عن جاهزيتها لتوفير
مساكن ملائمة لهم. هذه الدول لم تدحض الدعوة، لكن تحمسها لم يكن كافيا".
وأوضح
بيلين، أحد رموز حزب العمل، ورئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين،
أن "عباس فهم أن اليهود العائدين المفترضين للدول العربية لن يشكلوا حلا للصراع،
ولاحقا أدرك أن تهجير اليهود من إسرائيل حتى من خلال انتفاضة الحجارة التي قد
تنتقل من الأراضي الفلسطينية داخل إسرائيل هو كلام هراء، وأن اليهود لن يتركوا إسرائيل،
وفي الوقت ذاته فإن الفلسطينيين لن يغادروها".
وأشار إلى أنه "بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية العربية الأولى في 1949 خرجت أفكار عديدة
في الحكومة الإسرائيلية والمؤسسات السياسية؛ لبحث مستقبل العرب المقيمين في إسرائيل،
بعد أن اعتبرتهم طابورا خامسا، لكن تهجيرهم من الدولة لم يكن قائما على أجندة الحكومة،
رغم وجود فكرة جوهرية تعلقت بإخراجهم بشروط مغرية".
وأضاف
أنه "في نقاش لحزب ماباي في يناير 1951 قال ديفيد بن غوريون إن "هؤلاء
العرب يجب ألّا يبقوا هنا، كما أن يهود أمريكا يجب ألّا يبقوا هناك، وسأبذل كل جهدي
كي يكون العرب في دولة عربية"، ثم أقيمت شبكة لترميم أوضاع اللاجئين برئاسة
يوسي فايتس صاحب فكرة الترانسفير، ورئيس الصندوق القومي الإسرائيلي، التي بحثت عن أماكن
لإيواء عرب إسرائيل".
وكشف
النقاب عن "عملية "يوحنان" لمنح مزارع واسعة لعرب إسرائيل في الأرجنتين،
خاصة للمسيحيين المقيمين في الجليل، ثم خرجت خطة "العمل" لتوفير أماكن
عمل للفلسطينيين في أوروبا المحتاجة لأيدي عاملة بعد الحرب العالمية الثانية،
وتلقت دعما من خطة مارشال الأمريكية، لكن هذه الخطط لم تجد طريقها للتنفيذ على الأرض،
وتوقفت عند منتصف سنوات الخمسينات".
وأكد
أن "هذه الخطط بدأت تخرج من جديد عقب حرب 1967، لكنها اليوم ليس تجاه عرب إسرائيل،
بل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد أعدت وزارة الخارجية الإسرائيلية
في 1968 خطة بموجبها يتم تعزيز حركة الفلسطينيين من غزة إلى الضفة، وجزء منها إلى
الأردن والضفة الشرقية، ومن هناك إلى مناطق أخرى في العالم العربي".
وأشار إلى أنه "في ظل التعقيدات السياسية، فقد كان محتملا نجاح إيواء الفلسطينيين بمنطقة
العريش على الحدود المصرية مع غزة، دون أن يظهر الأمر وكأنه موجه من إسرائيل، بل بصورة
عفوية تلقائية، وتضمنت خطة العريش إقامة مشاريع تطويرية مثل محطات تحلية المياه، وإنتاج
الطاقة، ومصانع توفر أماكن عمل للفلسطينيين الذين سينتقلون هناك، لكنهم لم يغادروا
هناك".
وأوضح
أنه "في 1968 بحثت لجنة في الكونغرس خطة للتهجير الطوعي برئاسة السناتور تيد
كيندي من أجل نقل 200 ألف فلسطيني من غزة إلى عدد من دول العالم، بينها: ألمانيا
الغربية، والأرجنتين، وباراغواي، ونيوزيلندا، والبرازيل، وأستراليا، وكندا، والولايات
المتحدة، الإسرائيليون كانوا في قلب الخطة، وتحمسوا كثيرا لها، لكنها لم تخرج لحيز
التنفيذ، سواء لأن الفلسطينيين لم يوافقوا على الهجرة، أو لأن الدول لم توافق على
استيعابهم".
وختم
بالقول إن "حكومات الليكود القومي انشغلت كثيرا في خطط التهجير الطوعي في
السنوات الأولى بعد حرب 1967، حتى أن قرر طاقم وزاري منح الفلسطينيين مبالغ
مالية لمن يوافق منهم على الهجرة إلى أمريكا الجنوبية، لكن قليلين جدا من وافقوا
على مغادرة بيوتهم، وهكذا يتبين أنهم قليلون جدا من يوافقون على ترك أوطانهم مقابل
المال".