ملفات وتقارير

أين تقف السعودية من "انقلاب" قوات موالية للإمارات بعدن؟

 المدرعات السعودية غادرت منطقة معاشيق قرب القصر الرئاسي في كريتر- جيتي
المدرعات السعودية غادرت منطقة معاشيق قرب القصر الرئاسي في كريتر- جيتي

تثار التساؤلات حول الموقف السعودي من الأحداث المتصاعدة في عدن، وسيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على مواقع مفصلية هناك، على الرغم من تواجد قوات التحالف بقيادة الرياض في العاصمة المؤقتة لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وبعد أربعة أيام من المعارك بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ذكرت وسائل إعلام يمنية أن المدرعات السعودية غادرت منطقة معاشيق قرب القصر الرئاسي في كريتر.

 

قصر المعاشيق

وقال مصدر عسكري، إن قوات الحزام الأمني المدعوم من الإمارات، فرضت سيطرتها على قصر المعاشيق مقر الحكومة، بعد مغادرة مسؤولين حكوميين وقادة عسكريين موالين لها على متن عربات مدرعة سعودية.

وأضاف المصدر الموالي لقوات الانتقالي الجنوبي، أن قوات الحزام تسلمت المواقع الحيوية والقصر، وبذلك تكون قد سيطرت على مدينة عدن بالكامل.

وحول انسحاب القوات السعودية من معاشيق، أكد المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن ذلك خاتمة متوقعة للسلوك السعودي الذي مثل الغطاء القوي للمخطط الإماراتي، الذي بدا منكشفا أكثر من اللازم وهدف إلى تفكيك اليمن وإضعافها.

 

اقرأ أيضا: الحكومة اليمنية: ما يحدث بعدن انقلاب.. ووزير يهاجم الإمارات

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن السعودية تجلت في أحداث عدن بالقدر ذاته من "الوضوح والوقاحة"، التي غلب على دورها في ليبيا وقبلها مصر وتونس.

 

شراكة مصالح قوية

وِأشار إلى أن أحداث اليمن، كشفت أن هناك شراكة مصالح قوية ومتينة بين الرياض وأبو ظبي في اليمن، ترتكز على أهداف "غير أخلاقية" كونها تتجه نحو تفكيك اليمن وإضعافه، والاستحواذ على الأجزاء الاستراتيجية من أراضيه.

ورأى التميمي، أن السعودية قررت بالاتفاق مع الإمارات المضي في دعم انقسام اليمن حتى يسهل عليهما تمرير صفقتي الاستحواذ على محافظة المهرة في جنوب شرق اليمن، ومحافظة أرخبيل سقطرى على المحيط الهندي لصالح كل من الرياض وأبوظبي على التوالي.

 

عهد سعودي يؤسس الفوضى

وتابع: "نحن أمام عهد سعودي جديد يؤسس لفوضى لا حدود لها في منطقتنا، ويستمر في تقديم الهدايا لإيران بعد أن ذهبت الإمارات باسم السعودية صاغرة مستسلمة إلى طهران" على حد وصفه.

 

وفي موقف يتيم، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الأربعاء الماضي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ترفض بشكل قاطع التطورات الخطيرة في العاصمة المؤقتة، عدن، التي تتابعها بقلق.


وأكد الناطق باسم التحالف، أنها لن تقبل بأي عبث بمصالح الشعب اليمني، داعيا في الوقت ذاته كافة الأطراف والمكونات لتحكيم العقل، وتغليب المصلحة الوطنية، والعمل مع الحكومة اليمنية الشرعية في تخطي المرحلة الحرجة وإرهاصاتها، خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية.

 

السعودية استدعت الإمارات باليمن


بدوره رأى أستاذ علم الاجتماع السياسي، عبد الباقي شمسان، أنها أظهرت أنها في موقف الملتزم مع الشرعية في اليمن، إلا أنها استدعت حليفا يقود انقلابا الآن في عدن.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الانقلاب في عدن ليس انقلاب المجلس الانتقالي، بل هو إماراتي على السلطة الشرعية، لافتا إلى أن تقسيم اليمن إلى جزءين يخدم المشروع السعودي التي لديها مصالح استراتيجية في المهرة وحضرموت والمناطق الشرقية.

 

اقرأ أيضا: القوات المدعومة إمارتيا تعلن سيطرتها على القصر الرئاسي

 

إعادة تشكيل جغرافي وسياسي وديموغرافي


وأشار إلى أن السعودية تنتظر نتائج العملية الانقلابية في عدن، التي ستخلق واقعا ديمغرافيا وجغرافيا وسياسيا جديدا باليمن، لافتا إلى أنها سوف تدفع ثمن صمتها بعد ذلك.

 

وأوضح شمسان، أن الموقف السعودي يدلل على أن هناك انتظارا لإعادة تشكيل الجغرافيا والمواقع والقوى في الحقل السياسي اليمني، والذي سيفرض التعامل مع أطراف جديدة تتمثل بالمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، وجماعة الحوثي.

 

فك الإرتباط

ولم يستبعد أستاذ علم الاجتماع السياسي، بأن تقوم السعودية بالضغط على الرئيس هادي، بتسليم السلطة إلى حكومة وحدة وطنية، كمرحلة أولى من مراحل فك الارتباط بين الشمال والجنوب.

وشدد على أنه لا يوجد أي خلاف سعودي إماراتي بما يتعلق بالرؤية بتقسيم اليمن، مرجئا ذلك إلى مصالح لكلا الطرفين في اليمن، مستدركا أن هناك قلقا سعوديا من ضبط المشروع الإماراتي إن كان سينتج لتقسيم اليمن، أم إلى تشكيل منطقة رخوة على شاكلة الصومال.

وحذر شمسان، من استدعاء الهوية في معارك الجنوب، وتظهر جماعات تطالب بفك الارتباط، لافتا إلى أن باليمن ما يقارب 150 مليون قطعة سلاح.

التعليقات (0)