هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "السلام الإسرائيلي الأردني ما زال باردا، لكنه ضروري، وهو ما تبدى مع مرور خمسة وعشرين عاما على توقيعه، وصموده في وجه التحديات التي تواجهه، بحيث يمكن اعتبار هذا الاتفاق حجر الأساس المركزي في العلاقات الأمنية والخارجية لإسرائيل، وتتويجا لعلاقات امتدت ثلاثين عاما من التعاون خلف الكواليس بين عمان وتل أبيب لمواجهة العديد من مراحل التوتر والصراع".
وأضاف
يهوشاع كارسيناه، في مقال بمجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، ترجمته "عربي21"، أن "العلاقات الأردنية الإسرائيلية
تتصف بالاستراتيجية، فالدولتان شريكتان في حدود طويلة، وتوجهاتهما غربية، وخلال
عشرات السنين ورغم التغيرات الإقليمية الكبيرة، فقد بقيت التهديدات التي تواجه البلدين
متشابهة، وبقي حفظ النظام الهاشمي في الأردن، وحدودها، واستقرارها، وسيادتها، تقع
في صلب النظرية الأمنية الإسرائيلية".
وأكد
الكاتب، وهو باحث في معهد القدس للأبحاث الأمنية والاستراتيجية، أن "وجود الأردن
يمنع قيام نظام معاد، أو انتشار الفوضى التي تهدد الحدود الطويلة مع إسرائيل،
وتحافظ على أمن هذه الحدود من أي عمليات تسلل واختراقات أمنية معادية، وبهذا يشكل
الأردن حارس بوابة للضفة الغربية والحدود الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل على طول
مئات الكيلومترات في الناحية الشرقية".
وأوضح
كارسيناه، الذي عمل في دوائر الأمن القومي في عدد من الحكومات الإسرائيلية، أنه
"من جهة الأردن تعتبر العلاقات مع إسرائيل ميزة له، تمكنه من مواجهة التهديدات
الإقليمية والداخلية بصورة مجدية، بل وإحباط التهديدات المتوقعة النابعة من إسرائيل
ذاتها، بما في ذلك الخشية من توجهات ديموغرافية إسرائيلية للضغط على ميزانها
السكاني الداخلي".
وأشار إلى أن "اتفاق السلام مع إسرائيل لا يحظى بشعبية كبيرة في الأردن، لأن غالبية سكانه
يعتبرونه في مصلحة الملك، وليس السكان، ومعارضة الاتفاق تزيد من الضغوط والانتقادات
التي توجهها المعارضة للعائلة المالكة، مع أن علاقاتهما تخدم المصالح الحيوية الاستراتيجية
للأردن، رغم أنه يتسبب بإشكاليات داخلية، ويجر الساحة الأردنية لصراعات حزبية".
وأكد
أن "الملك عبد الله الثاني يدير علاقاته المعقدة مع إسرائيل بصورة مزدوجة،
فهو يواصل تعاونه المكثف والفعال معها من جهة، ومن جهة أخرى يعبر علنا عن عدم رضاه
من سياساتها، وأحيانا إدانتها، والقيادة الإسرائيلية تتفهم هذا السلوك الأردني،
وتسعى للإقرار بمنظومة العلاقات الهادئة بين الجانبين".
وأضاف
أن "القضية الفلسطينية ما زالت العقبة الأساسية التي تحول دون انفتاح إضافي
على علاقات عمان وتل أبيب، فالملك يدعم حل الدولتين، ويعارض السياسة الحكومية الإسرائيلية
في هذا الخصوص، كما أن استمرار التوتر، وانسداد الأفق بين الجانيين، تجعل الرأي
العام الأردني غاضبا على إسرائيل".
وأشار إلى أن "الحرم القدسي هو عنصر التوتر الأساسي بين الأردن وإسرائيل، ففي حين تزداد
الضغوط الإسرائيلية للحد من نفوذ إدارة الوقف الأردني في القدس، لكن الملك عبد
الله أخذ على عاتقه أن يظهر مدافعا عن الأماكن المقدسة في القدس، في ظل تزاحم الجهات
المتنافسة الساعية للحصول على موطئ قدم في القدس، مثل السلطة الفلسطينية وتركيا
وحماس والسعودية، ما يترك آثارا سلبية من جهة الأردن تجاه إسرائيل".