هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من أهم الأخبار التي قرأتها أخيرا ما نشرته صحيفة «التليجراف»
البريطانية قبل نحو شهر، ومفاده أن منظمة الصحة العالمية صوتت على تصنيف «إدمان
ألعاب الفيديو» باعتبارها نوعا جديدا من المرض. لكن لماذا حدث هذا التطور؟!
في
التقرير التفصيلي الذي نشرته التليجراف فإن هذا التصويت يأتي في وقت تشير فيه
مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الشباب يواجهون اضطرابات نفسية نتيجة إدمان ألعاب
الفيديو، وضربت مثلا بلعبة «فرونت نايت» لأنها تتضمن مشاهد عنيفة. أحد الأسباب
أيضا أن فحوصات بالرنين المغناطيسي كشفت عن روابط بين الاكتئاب وإدمان ألعاب
الفيديو، إضافة إلى وجود مؤشرات على أن تأثير الألعاب على أدمغة الأطفال يشبه تعاطي
المخدرات أو إدمان الكحول.
وطبقا
للخبر الذي نشرته صحيفة «الشروق» قبل شهر نقلا عن التليجراف فإن منظمة الصحة
العالمية أدرجت في يونيو الماضي، اضطرابات ألعاب الفيديو في المراجعة الحادية عشرة
لتصنيفها الدولي للأمراض.
تعريف
المنظمة لذلك أنه «نمط سلوك اللعب المستمر أو المتكرر» وقد يكون ناجما عن ضعف
التحكم في تواتر وشدة ومدة اللعب وزيادة الأولوية الممنوحة للألعاب على الأنشطة
والالتزامات اليومية الأخرى.
هذا
هو الخبر الذي أراه مهما لغالبية الأسر في العالم تقريبا، بعد أن صار الشباب
مدمنين فعلا للألعاب.
شخصيا
فإن هذه المشكلة موجودة في بيتي. ابني الأكبر يقضي ساعات طويلة كل يوم أمام هذه
الألعاب. تحدثت معه كثيرا في الأمر، بكل الطرق الودية. وأرسل له بصورة متكررة كل
الأخبار والتقارير التي تحذر من خطورة هذا الموضوع. هو يتفهم ويقتنع ويعدني بتخفيف
وتقليل أوقات الجلوس أمام الشاشة، لكنه لا يصمد طويلا. هو يحاججني دائما بأنه
طالما متفوق في دراسته، فمن حقه أن يستمتع بهذه الألعاب، وكنت أجد كلامه منطقيا
إلى حد ما!.
كنت
أشتري له الألعاب بنفسي كمكافأة له على تفوقه الدراسي، ظنا أنها مجرد أدوات
للتسلية، لكن وبعد أن أدركت خطورتها، توقفت عن ذلك تماما، وبدأت رحلة طويلة
لإقناعه بالتوقف عنها، أو على الأقل تقليل وقت ممارسته لها. لكن للأسف أقر وأعترف
بأنني لم أسجل الحد الأدنى من النجاح في هذه المهمة التي صرت أراها شبه مستحيلة!!.
من
الأشياء والتطورات الجيدة هو تأكيد شركة مايكروسوفت بأنها تحاول وضع مزيد من
السيطرة في أيدي الآباء على مقدار الوقت الذي يمكن أن يقضيه أطفالهم في ممارسة تلك
الألعاب. الشركة وحسب مدير عام قطاع الألعاب فيها، قالت إنها وضعت الكثير من
الضوابط، بحيث يمكن للآباء الاستفادة من إدارة أشياء مثل وقت الشاشة واستخدام
اللعبة.
أتصور
أن هذا موضوع شديد الأهمية، ينبغي أن يخضع لنقاشات مطولة وعميقة، للبحث في كيفية
التصدي لهذا الإدمان. القمع والعنف والعقاب المباشر، ليس هو الحل لإيقاف الأطفال
والشباب عن هذه العادة التي صارت مرذولة وجالبة للعديد من الأمراض والقيم السيئة.
ينبغي
أن نفكر في وسائل مختلفة، في مقدمتها ضرورة إيجاد بديل يشغل هؤلاء الأطفال
والشباب، خصوصا أن معظمهم لم يعودوا يمارسون أي نوع من الرياضة، فيجلسون بالساعات أمام
الشاشات فيصابون بكل أنواع الأمراض من ضعف النظر إلى تقوس الظهر نهاية بالاكتئاب
والتعود على استسهال ممارسة العنف، كما شاهدنا في حوادث متعددة بعدد كبير من بلدان
العالم في السنوات الأخيرة.
السؤال:
هل هناك من حل حقيقي لهذا الفيروس الخبيث الذي يهدد مستقبل غالبية شبابنا؟.
عن صحيفة الشروق المصرية