نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مدير المخابرات الإسرائيلي السابق تامير باردو، قوله إنه وجد ارتياحا في التعامل مع مسؤولي الاستخبارات السعوديين.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ذلك جاء في مقابلة أجراها مدير المخابرات الأمريكية السابق مايكل موريل في برنامج "إنتلجنس ماترز" مع تامير باردو، ناقش فيها قوة التعاون الأمني بين أجهزة المخابرات المختلفة حول العالم، لافتا إلى أن باردو أخذ يسرد الأجهزة المتعاونة مع الموساد المتعارف عليها، وفجأة وبشكل غير متوقع ذكر السعوديين.

وتنقل الصحيفة عن باردو، قوله: "قبل الحديث عن العلاقات بين المخابرات الأمريكية وإسرائيل والولايات المتحدة، وحتى قبل الحديث عن الدول العربية، التي لا تربطك بها علاقة من أي نوع، وعندما تتحدث مع أشخاص من مهنتك فإن الأمر سهل.. وقد تكون عدوا عندما تخرج من الغرفة، لكن عندما نجلس معا فإنك تشترك في التجربة، وتستطيع الكلام والتعامل مع المعوقات". 

ويورد التقرير نقلا عن باردو، قوله إنه عندما "تبحث الوكالات الأمنية عن كفاءة بعينها وإن كنت تخدم في (سي آي إيه) أو (أم آي6) أو أي من الدول الأخرى، فرنسا أو إيطاليا أو السعودية، فإنك تبحث عن الكفاءات ذاتها، ولهذا من السهل القيام بهذا الأمر، فهم يقاتلون بعضهم جيدا ولكنهم يتواصلون معا بشكل جيد أيضا".

وتقول الصحيفة إن عدة تقارير عن الاتصالات بين إسرائيل والسعوديين ظهرت في الفترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر 2017، وبرزت تأكيدات علنية عن وجود قنوات اتصال بين الطرفين، خاصة من رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق غادي ديزنكوف، والوزير يوئيل ستنتز، ومدير المخابرات الأمريكي السابق مايك بومبيو.

ويستدرك التقرير بأن باردو أعاد العلاقات الأمنية الإسرائيلية السعودية إلى الفترة التي عمل فيها مديرا للموساد عام 2011 وحتى آذار/ مارس 2016، مشيرا إلى أن تصريحات باردو كانت مجرد تحليلات شخصية عن الطريقة التي تعامل فيها مع بقية مسؤولي الاستخبارات في السعودية والدول الأخرى. 

وتلفت الصحيفة إلى أنه بعيدا عن التعاون الأمني، فإن باردو تحدث عن التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، وعندما سأله موريل عن محاولة إيران "محو دول إسرائيل"، فإنه أجاب قائلا: "هذا ما يقولونه، حسنا؟ أعتقد أنهم يعرفون أن هذا وهم، وربما كان هذا جيدا لدعايتهم، وقد يخدمنا ذلك لو أردنا القيام بعمل شيء، لكن عندما يواجهون الواقع فإنهم لن يستطيعوا عمل هذا مهما كان نوع السلاح الذي سيستخدمونه".

وينوه التقرير إلى أن السبب، كما قال باردو، هو "أنهم يعرفون كيف ندافع عن أنفسنا، وأظهرنا هذا عندما كنا دولة فتية، وضد الدول العربية مجتمعة كلها، ونحن الآن في سلام مع بعضهم، ولدينا علاقات جيدة مع الآخرين، وأعتقد ان هذا بالنسبة لهم حلم، لكنه مجرد وهم أكثر منه حلما". 

وتذكر الصحيفة أن باردو حذر في الوقت ذاته من عدة تهديدات نابعة من إيران، منها "البرنامج النووي"، أما الأمر الثاني فهو الممر البري من طهران إلى البحر المتوسط، وأشار إلى أن الأمر الثالث هو الهيمنة على الدول من خلال دعم الأقليات، مثل ما تفعل في اليمن، وكما فعلوا في أمريكا اللاتينية وبعض الدول في أفريقيا. 

وتختم "جيروزاليم بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن باردو تحدث أخيرا عن الأمن الإلكتروني، قائلا: "أعتقد أنه أكبر تهديد للعالم الحر وللكرة الأرضية للتعامل معه اليوم، ويمكن مقارنته بالتهديد النووي في أثناء الحرب الباردة".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)