سياسة عربية

قوة موالية لأبوظبي تصل سقطرى اليمنية في تحد واضح لحاكمها

الرحبي: المليشيات تم تعبئتها ضد الشرعية ومكوناتها لتكون الأيادي التي تنفذ توجيهات الإمارات
الرحبي: المليشيات تم تعبئتها ضد الشرعية ومكوناتها لتكون الأيادي التي تنفذ توجيهات الإمارات

كشف مصدران يمنيان أحدهما مسؤول حكومي، مساء الاثنين، عن وصول طلائع ما يسمى "الحزام الأمني" الذي شكلته الإمارات إلى جزيرة سقطرى، في تحد لحاكم الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي قبالة سواحل البلد الجنوبية وخليج عدن.

 

وقال مستشار وزير الإعلام اليمني، مختار الرحبي، إن  قوات من مليشيات "الحزام الأمني" وصلت اليوم ميناء سقطرى قادمة من مدينة عدن (جنوبا) عبر مدينة المكلا (شرقا)، بدعم ورعاية من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تولت نقلهم من الجزيرة إلى عدن لتلقي التدريب لدى مليشياتها هناك.


وأضاف الرحبي عبر حسابه بموقع "تويتر" أن هذه المليشيات تم تعبئتها ضد الشرعية ومكوناتها، لتكون الأيادي التي تنفذ توجيهات الإمارات وما يسمى "المجلس الانتقالي" المتمرد على الدولة . مؤكدا أن وصولها جاء بالتنسيق مع ضباط سقطريين يعملون لصالح الإمارات، ويتلقون رواتب ودعم منها.

 

قوات من مليشيات الحزام الامني السقطري تصل اليوم ميناء سقطرى قادمة من عدن عبر المكلا بدعم ورعاية من دولة الإمارات العربية المتحدة التى تولت نقلهم من سقطرى إلى عدن لتلقي التدريب لدى مليشياتها في عدن . pic.twitter.com/nezOAglCWW

— مختار الرحبي (@alrahbi5) May 6, 2019

 

وأشار المسؤول اليمني في تغريدة ثالثة إلى أنه يجري التحضير حاليا لإيجاد موقع خاص لتلك المليشيات، ومن ثم استقدام مليشيات من خارج سقطرى؛ تخوفا من عدم تنفيذ السقطريين توجيهات أبوظبي وحليفها المجلس الانتقالي .

 

وبحسب الرحبي، فإن المجلس الانتقالي يحاول نقل التجربة العدنية من خلال نشر المليشيات المسلحة التابعة له، والتي تعمل ضد الشرعية والدولة في سقطرى.

 

وجاء وصول هذه القوة التي تضم المئات، وبزي عسكري، على متن سفينة إلى ميناء سقطرى، بعد أيام من تجديد حاكم الجزيرة، رمزي محروس، تحذيراته بأنه لن يسمح بإنشاء أي قوة تحت مسمى "الحزام الأمني" في أراضيها.

 

اقرأ أيضا: حاكم سقطرى يحذر أبوظبي مجددا: إنشاء "حزام أمني" مرفوض

 

من جهته، أكد مصدر وثيق الاطلاع أن محافظ الجزيرة لن يمنحهم أي موقع ليكون معسكرا لهم، باعتبارهم قوة مليشياوية تعمل خارج القانون.

 

وأضاف أن هؤلاء العناصر الذي يقدر عددهم بالمئات، وصلوا الجزيرة بحرا، بعدما خضعوا لدورات تدريبية في مدينة عدن تحت مسمى "الحزام الأمني"، بهدف نشرهم في جزيرة سقطرى.

 

وبحسب المصدر، فإنه يتم التعامل معهم كمواطنين عاديين، كونهم من أبناء الجزيرة.


لكنه أكد أن أي تعامل آخر معهم متروك للرئيس عبدربه منصور هادي، والتحالف الذي تقوده السعودية، والتوجيهات التي سيتلقاها حاكم سقطرى بهذا الشأن.

 

 

وذكر أن المحافظ محروس متمسك بموقفه السابق الرافض لأي تشكيل مليشاوي خارج أجهزة الدولة، إلا أن تغير موقفه هذا مرهون بالأوامر التي ستصله ومنها "منحهم موقعا يعسكرون فيه، أو توزيعهم على التشكيلات الأمنية والعسكرية في سقطرى".

 

وأواخر نيسان/ أبريل الماضي، جدد حاكم جزيرة سقطرى، رمزي محروس، رفضه لأي تشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة، إلا أن وصولها يعتبر تحديا واضحا للرجل.

 

وقال محروس: لن أسمح بوجود "حزام أمني" أو أي تشكيل عسكري آخر خارج إطار أجهزة الدولة.

 

وكانت أبوظبي قد نقلت قبل هؤلاء الشباب الذين عادوا الاثنين، قبل أشهر إلى مدينة عدن، التي تتحكم بملفها الأمني والعسكري، بهدف تدريبهم عسكريا في المعسكرات التابعة لحلفائها التي تشكلت بدعم منها في العامين الماضيين.

 

وبات رمزي محروس أمام مهمة صعبة، في ظل الأنشطة الإماراتية التي تنازعه سلطاته، وهشاشة المساندة الرسمية بعد إقالة الرئيس هادي أحمد عبيد بن دغر من رئاسة الحكومة، وهو الذي برز كـ"ند قوي"، وفقا لمراقبين، أمام خطط وسياسات الهيمنة الإماراتية في البلاد.

 

كما أن هذا التطور في سقطرى أتى بعد أيام معدودة من تصريح مثير لوزير الداخلية بالحكومة المعترف بها، هاجم فيه السعودية والإمارات، على خلفية تحركاتهم في المناطق المحررة بعيدا عن المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون.

0
التعليقات (0)