صحافة دولية

دينس روس: الطلاق الأمريكي السعودي صعب

روس: على الرغم من حرب اليمن ومقتل خاشقجي فإن العلاقة مهمة لكلا الجانبين- جيتي
روس: على الرغم من حرب اليمن ومقتل خاشقجي فإن العلاقة مهمة لكلا الجانبين- جيتي

نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للمبعوث السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس، يقول فيه إنه لا يمكن فصل العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة.

 

ويستند روس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى زيارة له للسعودية، ويقول فيه إن هناك تحديات قليلة مثيرة للانقسام والقلق أكثر من العلاقة مع السعودية اليوم.  

 

ويقول الكاتب إن "المصالح الأمريكية تشير إلى وجوب وجود علاقة قريبة معها، لكن القيم الأمريكية تشير إلى الاتجاه المضاد، وبالنسبة للرئيس دونالد ترامب فإن التركيز على صفقات السلاح والنفط لا يحتاج لقدر كبير من التفكير؛ نظرا للطريقة التعاقدية التي ينظر فيها للأمور، أما الأمور الأخرى فليست مهمة". 

 

ويشير روس إلى أن "الكونغرس يدعو إلى أن تدفع السعودية الثمن بسبب قتلها الصحافي المعارض جمال خاشقجي، وكذلك لسلوك السعودية في اليمن، ولم ينجح الكونغرس في محاولاته لمعاقبة السعودية، ووقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، حيث استخدم الرئيس الفيتو لوقف القرار". 

 

ويفيد الكاتب بأن "الرؤساء الأمريكيين، سواء كانوا جمهوريين أم ديمقراطيين، غضوا النظر عن السياسات القمعية السعودية مقابل الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية، أما اليوم فالأمور مختلفة لسببين؛ الأول هو الإجماع داخل الكونغرس بأن السعوديين قد تجاوزوا الحدود، والحماية التي يوفرها لهم ترامب ليست صحيحة، والثاني هو استقلالية الولايات المتحدة في مجال الطاقة، ما يغنيها عن النفط السعودي، وهو ما يدفع الكثيرون في الكونغرس للحديث عن رهانات أقل مع السعودية".  

 

ويستدرك روس بأن "موضوع الطاقة وإمكانية تأثر أسعار النفط لو تأثر الاستقرار في المملكة يظل ملمحا واحدا في العلاقة، وهناك ملامح أخرى تتعلق بالتحولات الجذرية التي تمر بها السعودية ومصادر شرعية النظام، فالعائلة المالكة لا تزال ممسكة بمفاصل السلطة كلها، إلا أن الوطنية والحداثة حلتا محل الوهابية، التي غذت في تفسيرها الجامد للدين ظهور تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة وهجمات سريلانكا الأخيرة، وهي العقيدة التي تقاتلها الولايات المتحدة وحلفاؤها حول العالم". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن "المحرك للتغيير هو محمد بن سلمان، الذي يقود ثورة من القمة، ويحاول تقويض الراديكالية الإسلامية، بما في ذلك عزل آلاف من الأئمة والقضاة الذين يشك في تعاطفهم مع تنظيم القاعدة". 

 

ويقول روس إن التغيرات الاجتماعية في السعودية واضحة لأي زائر، ففي المطاعم تختلط النساء بالرجال، وهناك دور سينما وحفلات موسيقية تجذب الآلاف، مشيرا إلى وجود مراحيض للنساء في القصور الملكية. 

 

ويعلق الكاتب قائلا: "للأسف، فالاستبداد وقطع الرؤوس في الأماكن العامة، وملاحقة المعارضين، واعتقال وتعذيب الناشطات، عادة ما يسيء لقيمنا، ويطالب الكثير من النقاد الأمريكيين للسياسة تجاه السعودية بالتخلي عن ولي العهد، ورفض فكرة أنه ديكتاتور متنور". 

 

ويقول روس إن زيارته للسعودية قبل فترة جعلته يندهش من تناقض الموقفين، مشيرا إلى مواقف الجيل الشاب الداعم لولي العهد، والدور الذي يؤديه في تشكيل مصيرهم ومصير بلدهم، ويقول إن من تحدث معهم من السعوديين عبروا عن الضيق من النقد الأمريكي لولي العهد السعودي، وقالوا إنه لو رفضته الولايات المتحدة فإن السعودية سترفض أمريكا. 

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "تهديدات السعوديين قد تكون حقيقية، لكن هل هي واقعية؟ فالسلاح والتدريب والبنى التحتية الدفاعية كلها أمريكية، وتبلغ استثمارات السعودية في الولايات المتحدة 800 مليار دولار، وغالبية الطلاب السعوديين وعائلاتهم المبتعثين للخارج، وعددهم 190 ألف طالب يدرسون في الولايات المتحدة، وعلاوة على هذا فإن غالبية الوزراء الثلاثين في الحكومة حصلوا على شهاداتهم من الولايات المتحدة، وربما كانوا غاضبين من النقد، إلا أنهم يحبون أمريكا". 

 

ويتساءل روس قائلا: "في السياق ذاته، هل تستطيع الولايات المتحدة التخلي عن السعودية؟ فلو قللت من التداعيات الأمنية، ويجب ألا تفعل، فهل أمريكا مستعدة لمواصلة الطلب من السعوديين استخدام الدولار في التبادل النفطي؟". 

 

ويجد الكاتب أنه "في وضع لا يمكن فيه لأي طرف التخلي عن الآخر، فإن السؤال هو عن كيفية إدارة هذه العلاقات، وعلى إدارة ترامب أن تكون صادقة مع الكونغرس والسعوديين، والتأكيد على الالتزام بالأمن السعودي، والاستثمار في عمليات التحول في المملكة وانتقادها حينما تحدث أخطاء". 

 

ويختم روس مقاله بالقول إن "قتل معارض وتحدي الأعراف الدولية يحملان مخاطر، وكذلك ملاحقة المعارضة، وعدم السماح لها بالنقد، يقوضان أهداف بناء مجتمع قائم على المعرفة، بالإضافة إلى أن مواجهة الخطر الإيراني والتطرف السني مهمة، لكن يجب أن يتم ذلك بالتنسيق من أجل تجنب السياسات المتهورة". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (2)
محمد يعقوب
الخميس، 02-05-2019 10:12 م
والله عيب وعار على دولة عظمى كالولايات المتحدة ألتى تحتضن مجلس ألأمن والكثير من مؤسسات حقوق ألإنسان، تقيم علاقاتها مع البعض من خلال منظور التجارة. ولى العهد السعودى تمادى في غيه، قتل الصحافى السعودى الخاشقجى بطريقة لم يسبق لأحد أن قام بها. يعذب المعتقلين ويراود الفتيات السعوديات عن أنفسهن في معتقلاته، هذا ما حصل مؤخرا للأنسة لجين. وهناك المئات من المعتقلين يلقون كل صنوف التعذيب وإمتهان الكرامة في سجون السعودية. أميركا ليست بحاجة لنفط السعودية وليست بحاجة لشراء السعودية للأسلحة ألأميركية لأن السعودية معظم سلاحها أميركى ولا تستطيع تبديله. يجب أن تأمر أميركا السعودية بوقف حرب ألإبادة التي تقوم بها في اليمن، لأن أميركا أصبحت شريكة في هذه ألإبادة.
أبو حلموس
الخميس، 02-05-2019 04:58 م
انتبهوا للتعبير جيدا ، إذ أن العلاقة حميمية تنجب أبناء السفاح ، و بالطبع لا طلاق في علاقات ظلامية لا شرعية ولا يرضاها ذو عقل و بصيرة لكنها في هذا المسمى يراد لها وصفها بأنها علاقة راكب بركوبه و يراد لها ان تعرف بالشرعية .. يا حيف على بلاد تحمل اسم الإسلامية و هي لا تعدو سوى علاقة قَوّادين بعاهرات لا زواج فيها ولا طلاق بل نجس في نجس و كل شيء بثمن . و الله المستعان فلقد تعبنا من اللِعان !!!!