ملفات وتقارير

هل سنرى دعما عسكريا عربيا لإسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية؟

وزراء عرب تفهموا موقف إسرائيل من حركات المقومة- جيتي
وزراء عرب تفهموا موقف إسرائيل من حركات المقومة- جيتي

سربت وسائل إعلام عبرية فيديو لوزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل جبير، اتهم فيه إيران بدعم حركات فلسطينية لتقويض السلطة الفلسطينية.

وفي السياق ذاته، تم تسريب فيديو آخر لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، أقر فيه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء تهديدات من إيران وحزب الله.

فهل تعني تصريحات الجبير زيادة في التضييق العربي على حركات المقاومة؟

 

اقرأ أيضا: الجبير: إيران تدعم حماس والجهاد لتقويض السلطة (شاهد)

"زيادة في التضييق"

من جهته، أشار الكاتب الصحفي الأردني عمر عياصرة إلى أن "السعودية ومحور الاعتدال العربي ينحازون للسلطة الفلسطينية في مقابل حماس والجهاد الإسلامي، بمعنى أنهم ينحازون لمقاربة التسوية والمفاوضات على حساب المقاومة، بالتالي لا جديد في الموقف".

وتابع عياصرة في حديث لـ"عربي21": "لذلك لن يؤثر هذا التصريح أو غيره على التضييق على المقاومة، لأن المناطق التي فيها نفوذ سعودي في الأساس هناك تضييق على الإسلام السياسي والمقاومة".

ورأى عياصرة أن تصريح الجبير هو "اجترار لتصريحات سابقة لا قيمة ولا وزن لها، لكنها تعبر عن إرضاء إسرائيل؛ لأن هناك زخما في محاولة إرضائها في كثير من التصريحات والمواقف".

وأكد أن هذه الأنظمة "تضغط على إيران، وبالتالي أيضا تضغط وتضيق على من تعتبرهم حلفاء لطهران، كحماس والجهاد الإسلامي وحزب الله"، مضيفا: "بالتالي يمكن أن يزداد التضييق المالي والسياسي على هذه الحركات".

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم: "سنرى مستقبلا زيادة في التضييق المادي على حركات المقاومة، ووارد أن يحدث قطع إسرائيلي للأموال عن الضفة وغزة، وتحديدا حركتي حماس والجهاد، بشكل نهائي".

وتابع قاسم في حديث لـ"عربي21": "ستقوم بعض الأنظمة العربية أيضا بتجريم من يجمع تبرعات لحركات المقاومة، على اعتبار أنها ستكون للإرهابيين من وجهة نظرهم، ودولنا العربية وأمريكا والغرب يتفقون على أن حركات المقاومة في المنطقة العربية إرهابية".

"عمل عسكري"

وحول إمكانية تقديم بعض الدول العربية الدعم العسكري أو المشاركة في أي هجوم إسرائيلي على حركات المقاومة، اعتبر قاسم أن "ذلك ممكن".

واستدرك قاسم بالقول: "لكن من ناحية التنفيذ والإعداد هذا أمر صعب، إلا من الجهة المصرية، أما في لبنان فلا، ولا أظن أن إسرائيل تقبل قوات عربية لتحارب معها في أرض فلسطين، أما أن يتجهوا لمواجهة المقاومة فهذا الأمر وارد".

وتابع: "كان للعرب سابقة في هذا الأمر، حيث حرضوا إسرائيل في حرب 2006 ضد حزب الله، وأيضا حرضوها ضد حركات المقاومة الفلسطينية، وتحديدا حماس، في حربي 2008 و2014، وهؤلاء لا يطيقون أي مدافع عن كرامتهم أو عن شرف الأمة، بالتالي لا أمان لهذه الأنظمة".

وأكمل: "هم أيضا ومعهم مصر شاركوا في حصار المقاومة، لكن السؤال: هل يستطيعون الضغط على مصر لدفعها للهجوم على غزة؟ إذا حدث ذلك ستنشأ أزمة كبيرة، خاصة في الداخل المصري، وهل سيقبل الشعب المصري ذلك أم لا؟ وبرأيي المنفذ البري الوحيد لضرب المقاومة هو مصر. أما الأردن فلن يتحرك في هذا الاتجاه".

وأوضح أنه "باعتبار بعض هذه الأنظمة حركات المقاومة حركات إرهابية، حينها سيجدون غطاء دوليا للتضييق عليها والقيام بأعمال عسكرية ضدها، وعلينا أن نتوقع أن التعاون العسكري بين هذه الأنظمة وبين إسرائيل يمكن أن يتم ضد إيران، وليس ضد المقاومة في فلسطين أو لبنان؛ لصعوبة تمكنهم من ذلك".

 

اقرأ أيضا: فيديو مسرّب.. ابن زايد: يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها (شاهد)

بدوره، استبعد الكاتب عمر عياصرة أن "يكون هناك مشاركة عسكرية عربية مباشرة ضد حركات المقاومة".

وأضاف: "ولكن في الوقت ذاته، بعد التسريب الذي قال فيه وزير الخارجية الإماراتي إنه يتفهم قصف إسرائيل لسوريا، بالتالي لا أستبعد أن يتفهموا أي هجوم إسرائيلي على غزة وجنوب لبنان، ولا أستبعد أيضا أن يكون لهم موقف أقرب لإسرائيل في حال تم هذا الهجوم أو حتى قد يكونون جزءا من هذه المعارك".

وأكمل: "السؤال الأهم: هل ستضغط السعودية على مصر للتضييق أكثر على حركات المقاومة في غزة أو الهجوم عليها؟ وهل ستستجيب لها؟ باعتقادي هناك تفصيل مهم جدا للقاهرة يتعلق بسيناء ومصلحة حيوية استراتيجية، بالتالي لن تستجيب لضغوط السعودية والإمارات وغيرها".

وأوضح أن "مصر تنظر للعلاقة مع غزة تحديدا بمنظار مصالحها الحيوية والفوضى في سيناء، وترى أن أي فوضى في غزة ستنعكس عليها، وستقوم باسترضاء حماس تحت هذا العنوان؛ لذلك أستبعد أن تستجيب مصر لهذه الدول، وبالتالي لن تشارك بأي هجوم عسكري ضد غزة، وستبقى تلعب دور التوازن تحديدا فيما يتعلق بالقطاع".

خيارات حركات المقاومة

ويبقى السؤال في ظل التضييق العربي على حركات المقاومة: ما هي خياراتها؟

يجيب المحلل السياسي عبد الستار قاسم عن هذا التساؤل بالقول: "الخيارات في غزة محدودة جدا؛ لأن الموارد قليلة والمساحة صغيرة، ولا يوجد إلا المنفذ المصري، وهو أساسا صعب وقاس، ومصر لا تعطي المجال للمقاومة لكي تتحرك. وفي لبنان حزب الله برمج نفسه للاعتماد على ذاته فقط".

وتابع: "في الأساس لا يوجد دعم عربي لحركات المقاومة، فالذي يصل لفلسطين -وتحديدا لغزة- معونات ضئيلة جدا فقط؛ الطحين والدواء، ونعم يوجد أموال تأتي للضفة الغربية، لكن من تصلهم هذه الأموال ليسوا مقاومة، بل ضدها، فالتضييق سيبقى مستمرا".

وحول إمكانية تقديم المقاومة تنازلات لأجل الدعم، قال قاسم: "في تقديري، يمكن أن يقدم السياسيين على تنازلات للحصول على الدعم، أما حركات المقاومة في غزة فهي صلبة وصامدة وغير قابلة لتقديم أي تنازلات".

التوازن

بدوره، قال عياصرة: "حركات المقاومة في غزة هي بمأزق نعم، لكن خياراتها الوحيدة هي محاولة الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع العرب وبين علاقاتها مع إيران".

وتابع: "حركات المقاومة لن تتخلى عن هذا التوازن بالذهاب أكثر لإيران والنظام السوري تحديدا، وهي في النهاية ستحافظ على هذا التوازن، لكن ما دام تيار الاعتدال العربي ذاهبا باتجاه إيذائها، فستتعلق بإيران أكثر، وهذا هو الخيار الوحيد".

وحول إمكانية تقوية حركات المقاومة وتحديدا حماس لعلاقتها مع روسيا، قال: "فلسفة حماس في العمل هي محاولة التعدد في خياراتها، وأن يكون عندها أكثر من شريان يساعدها، وباعتقادي أن الشريان الروسي كونه موجودا في سوريا وبدأ في الاشتباك بقضايا المنقطة يُعدّ مناسبا التعامل معه بشكل نسبي".

وأضاف: "يعزز الاهتمام بروسيا قصة رفض أبو مازن للوساطة الأمريكية بعد نقل السفارة، فهذا الأمر أيضا يمكن أن يساعد الفصائل بأن تبحث عن طرق أخرى، لذلك أرى أن روسيا عامل جذب، والظروف في المنطقة عامل طرد، وبالتالي يمكن أن تلتقي حركات المقاومة وتحديدا حماس مع الروس في بعض المصالح المشتركة".

 

اقرأ أيضا: موقع إسرائيلي: هذا ما قاله لنا آل خليفة حول العلاقة بإسرائيل

0
التعليقات (0)

خبر عاجل