قضايا وآراء

اجتماع الفصائل الفلسطينية ودوافع موسكو

1300x600
1300x600

لم يخرج لقاء موسكو الذي جمع قيادات بارزة في الفصائل الفلسطينية ببيان ختامي؛ غير أن المجتمعين اتفقوا على أن اللقاء أسهم في كسر حالة الجمود بين الفصائل؛ إذ يعد اللقاء الأول منذ أن أعلنت حركة "فتح" وقف حواراتها مع حركة "حماس" العام الماضي؛ أمر عبر عنه مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية وكذلك محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي بوضوح خلال الجلسة التي تم بثها على فضائية روسيا اليوم.

كسر الاحتكار الأمريكي

موسكو بدورها حققت نجاحا موازيا بكسر الاحتكار الأمريكي للملف الفلسطيني واختراق الحالة الفلسطينية؛ فرغم المعوقات التي واجهتها لجمع الفصائل الفلسطينية وفتح أبوابها لحركة "حماس" بعد اعتراض السلطة في رام الله على لقاء لافروف مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في موسكو؛ تمكنت من فتح أبواب جديدة باستقبال وفد حركة "حماس" في موسكو تحت عنوان جديد يجمع الفصائل الفلسطينية وطرفي الانقسام؛ مناورة روسية معقدة تجاوزت فيها المعيقات الإقليمية والمحلية الفلسطينية لتقترب من مناطق النفوذ الأمريكي في المنطقة.

 

مؤتمر وارسو يحمل دلالات سلبية ليس للفلسطينيين وإيران فقط بل ولموسكو باختيار مكان انعقاده بولندا وتوقيته الذي تبع انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي


حالة التجاذب الفلسطينية والإقليمية والدولية التي وقفت أمام هذه للقاءات كانت متنوعة؛ إذ تزامن عقد اجتماع الفصائل مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرياض يوم الثلاثاء 12 شباط (فبراير) الحالي يرافقه صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير وماجد فرج مدير المخابرات الفلسطيني؛ ليلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أكد التزام السعودية بحل الدولتين وبالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية؛ لقاء يستبق زيارة كوشنير مستشار الرئيس ترمب ومبعوث السلام الأمريكي غرينبلات إلى الرياض نهاية الشهر الحالي في جولة تشمل خمس من دول الخليج العربي؛ عاكسا قوة التجاذب الاقليمي والدولي للملف الفلسطيني.

 

منصة للهجوم على مؤتمر وارسو

فلقاء موسكو تحول إلى منصة لإدانة ومهاجمة مؤتمر وارسو المستفز لموسكو؛ إذ اعتبرته الفصائل الفلسطينية مؤتمرا مدانا يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتمرير صفقة القرن والمشاريع التطبيعية مع الكيان تحت عنوان إعادة تعريف العدو والممثل بطهران.

 

إقرأ أيضا: هكذا وصف نتنياهو مؤتمر وارسو.. ماذا قال عن المشاركين؟

فمؤتمر وارسو يحمل دلالات سلبية ليس للفلسطينيين وإيران فقط بل ولموسكو باختيار مكان انعقاده بولندا وتوقيته الذي تبع انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي لمنع انتشار الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى؛ والذي استبقه بومبيو وزير الخارجية الأمريكي قبل أيام بالإعلان عن نية بلاده نشر مزيد من القوات في وسط وشرق أوروبا علما بأن القوات الأمريكية بدأت بالتوافد بأعداد كبيرة إلى بولندا التي تملك تماسا جغرافيا مباشرا مع روسيا.
 
المقاربة الروسية لاختراق مناطق النفوذ الأمريكي تتكرر في العديد من الملفات والأزمات مستعينة بثقلها السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية؛ إذ استقبلت وفد حركة طالبان قبل أيام مبدية استعدادها للعب دور في رفع العقوبات عن حركة طالبان في مجلس الأمن؛ وتستعد اليوم 14 شباط (فبراير) لقمة ثلاثية تجمع الرئيس الإيراني روحاني والتركي أردوغان والروسي بوتين في سوتشي.

ختاما يسجل لموسكو أنها تمكنت وللمرة الثانية من الاقتراب غير المباشر من مناطق النفوذ الأمريكية بجمعها الفصائل الفلسطينية في موسكو بعد أن نجحت في وقت سابق في جمع مسؤولين في المعارضة الأفغانية بقادة حركة طالبان؛ مربكة بذلك السياسة الأمريكية وحراكها السياسي والأمني وسط وغرب آسيا؛ وهي على الأرجح سياسة ستشهد عمليات تطوير وتحديث مستمرة من الممكن أن تعود بالفائدة على الفلسطينيين وعلى حركات المقاومة وعلى رأسها  "حماس" مستقبلا.

 

إقرأ أيضا: موسكو تهاجم صفقة القرن وتدعو الفصائل الفلسطينية للوحدة

التعليقات (0)